«المستقبل» متمسِّك بفرنجية و«القوات» بدعم ترشيح عون
أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى 10 أيار المقبل. وقد سجل حضور 53 نائباً وغياب الأقطاب كافة بدءاً من الرئيس سعد الحريري مروراً بالنائب وليد جنبلاط، والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية. فحضر نواب «القوات» و«الكتائب» و«المستقبل» وكتلة «التحرير والتنمية» ونواب من كتلة «اللقاء الديمقراطي»، في حين استمرّ غياب نواب «التيار الوطني الحر»، كتلة «الوفاء للمقاومة»، «وحدة الجبل»، كتلة «القرار الحر»، والحزب السوري القومي الاجتماعي.
وبعد أن توافد النواب إلى ساحة النجمة لحضور جلسة الأمس والانتظار حتى الثانية عشرة والنصف، وتعداد الحضور، والتأكد من عدم اكتمال النصاب القانوني دخل أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر إلى قاعة الجلسات ليتلو على النواب بيان رئاسة المجلس بالإرجاء التاسع والثلاثين حتى ظهر الثلثاء الواقع في 10 أيار 2016.
وعقدت لقاءات جانبية أبرزها اللقاء الذي جمع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان جرى خلاله بحث مجمل الأوضاع السياسية، وموضوع تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، فضلاً عن الكلام عن جلسة تشريعية.
بعد اللقاء عقد السنيورة وعدوان مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله السنيورة، فقال: «للمرة الثامنة والثلاثين على التوالي من التعطيل أنهينا اليوم هذه الجلسة وكما تعلمون لم نستطع أن نؤمّن النصاب اللازم لعقد جلسة الانتخاب والواضح كما في كل مرة من المرات السابقة وأنّ هناك من يستمر في التعطيل، وهو الذي يتحمّل المسؤولية الكبرى الناتجة عن هذا الأمر الذي أصبح حقيقة يمسّ الحياة السياسية في لبنان، والحياة الوطنية وأيضاً الظروف المعيشية والاقتصادية للبنانيين، ويؤدي أيضاً إلى المزيد من التعطيل والمزيد من الإنهاك ومن التراجع بالنسبة للدولة اللبنانية، وهذا الأمر ينعكس على حياة اللبنانيين ويزيد من حالة اللااستقرار التي يعاني منها لبنان، وبالتالي بفتح الأبواب على المزيد من الشرور الآتية من الخارج بسبب الظروف التي تعيشها المنطقة، وهذا الأمر يتحمّل مسؤوليته من يعطل ويستمر في التعطيل وأعني بذلك التيار الوطني الحرّ والعماد ميشال عون وأعني بذلك أيضاً حزب الله وهذا الأمر هو برسم اللبنانيين، إذ لم يعد جائزاً الاستمرار في هذه المهزلة، وأصبح الأمر حقيقة لدى كلّ المعنيين في شؤون المنطقة العربية من جهة وأيضاً المعنيين في الشؤون العالمية لأنّ ذلك ينعكس على علاقتنا بالعالم، ويقابل هذا الأمر بكثير من الاستغراب لأنّ اللبنانيين واضح أنهم غير عابئين بما يمكن أن تتدهور إليه الأمور إذا استمر هذا التصرف غير المسؤول من عدم انتخاب رئيس للجمهورية».
وحمّل عدوان، من جهته، حزب الله مسؤولية تعطيل الجلسة، مشدّداً على ضرورة أن يكون قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة التشريعية.
وجدّد عدوان موقف القوات المتمسك بدعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون. وقال: «نحن سنبقى في شكل نهائي وحاسم إلى جانب ترشيح العماد عون».
أما الرئيس السنيورة فقال: «حتى الآن نحن متمسكون بترشيح النائب سليمان فرنجية، وصحيح يمكن أننا افترقنا في هذه النقطة في العلاقة بيننا وبين القوات اللبنانية، ولكن في كلّ الامور الأخرى ما زلنا نتعاون يومياً وننسق في أدقّ التفاصيل في ما بيننا».
حرب: اقتراح لتعديل الدستور
بعد تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، قال وزير الاتصالات بطرس حرب: «من المؤسف بل من المعيب أن يلتقي مجلس النواب للمرة الثامنة والثلاثين من دون أن يتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية، ومن المعيب أكثر أنّ كلّ دول العالم تذكرنا بواجباتنا كبرلمانيين كلبنانيين وأننا يجب أن ننتخب رئيساً للجمهورية لأنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية أين وضع البلاد؟ وضعها في حالة من الخطر على المستقبل، وعلى المؤسسات ووحدة البلاد، في أجواء عاصفة جداً في المنطقة تضعنا في مواقع الخطر، من أجل ذلك جئت اليوم لتكريس المبدأ دستورياً. واجبنا أن نأتي وعلينا أن نقوم بهذا الواجب وأعتبر من يتغيب عن هذه الجلسات المتكرّرة يتغيب قصداً وعمداً بقصد تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وبقصد إلزام اللبنانيين بقبول مبدأ تعيين شخص واحد لا غير أو لا انتخابات، هذا أمر يتعارض مع كلّ الأحكام الدستورية التي تربينا عليها، ولبنان الدولة العربية الوحيدة التي لديها نظام ديمقراطي كانت تفتخر به».
وأضاف: «كنت أعلنت سابقاً عن مشروع تعديل دستوري هذا المشروع جاهز، ونحن في مرحلة جمع التواقيع، لن قبل بداية الدورة العادية لمجلس النواب، لأنه لا يجوز أن نتقدّم باقتراح قانون لتعديل الدستور خارج الدورات، من أجل ذلك أصبحنا في مرحلة الدورة وسنجمع التواقيع العشرة المطلوبة وهذا الاقتراح يتضمن بندين أساسيين الأول هو اعتبار كلّ نائب يغيب ثلاث مرات بصورة متتالية عن جلسات المجلس من دون أي عذر شرعي، نعتبره مستقيلاً حكماً ويُصار إلى الدعوة لانتخاب بديل عنه، والبند الثاني، نعتبر أنه في الجولة الأولى تكريس التقليد الذي اعتمده مجلس النواب وهو غير موجود في الدستور بأنّ النصاب في الدورة الأولى والثانية يجب أن يكون الثلثان إنما في الدورة الثالثة، الجلسة الثالثة يجب ألا يبقى الثلثان، يصبح النصاب بالنصف زائد واحداً أي الأكثرية المطلقة، وهذا قد يؤدي إلى حالة إن فريقاً من اللبنانيين ينتخب رئيساً. وأوضح أنّ هذا الأمر إذا وُضع له قيود زمنية معينة سيدفع كلّ المعطلين إلى النزول إلى المجلس، وهذا يعجل ويسهل انتخاب الرئيس ولا يعطل انتخاب الرئيس».
وتابع: «يكفي ذبحاً لهذا البلد، الناس في حاجة إلى أمل وإلى الدولة، وليعرف كلّ الفرقاء أياً كانوا أنّ تجربة اللبنانيين بإدارة الدولة لحساب مصالح فئة أو حزب أو هنية أو عائلة أو شخص تؤدي إلى تدمير لبنان وتجربة العام 1975 ما تزال في أذهاننا، وعلينا أن نلملم الجروحات ونبلسمها، آمل أن لا يتكرر هذا الأمر ويعي المسؤرولون، كما يعي الناس بمطالبة المسؤولين بوجوب أداء دورهم بانتخاب رئيس للجمهورية.»
وعن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، أجاب: «زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان فتحت أعين الناس ويجب أن تفتح أعين المسؤولين لأنّ من المعيب علينا أن يأتي رئيس دولة أجنبية أياً كان … ويقول للبنانيين عيب عليكم ألا تنتخبوا رئيساً للجمهورية».