محاولة حكومة نتنياهو التهرب من دفع الثمن السياسي لفشل عدوانها تصطدم برفض المقاومة وقف نار أحادياً

حسن حردان

أخفقت «إسرائيل» في تحقيق أهدافها من الحرب على رغم مرور ما يقارب الشهر على عدوانها الجوي والبري والبحري على قطاع غزة، وارتكاب جيشها المجازر الوحشية التي تجاوزت في بشاعتها ما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية. ففشلت في وقف إطلاق الصواريخ، ولم تتمكن من النيل من قيادات المقاومة، وأخفقت في تدمير البنية التحتية للمقاومة، وأهمها الأنفاق الهجومية على رغم تمكّنها من تدمير بعضها.

وهذا الفشل المدوي الذي أدخل حكومة نتنياهو مأزقاً كبيراً وضعها أمام استحقاق دفع الثمن السياسي في المفاوضات على اتفاق التهدئة، وهو ما سعت إلى التهرب منه عبر إعلان انتهاء التهدئة التي قررتها الأمم المتحدة بحجة اختفاء ضابط «إسرائيلي» في رفح واتهام المقاومة بخرق التهدئة. ليتبين في ما بعد أنه قتل في أرض المعركة ومعرفة الجيش «الإسرائيلي» بذلك، لكنه جرى تعمّد إخفاء الخبر والزعم أنه اختطف، لتبرير عدم الذهاب إلى القاهرة للتفاوض على شروط وقف النار في ظل الموقف القوي للمقاومة، ليظهر أن حكومة نتنياهو فضلت سلوك خيار وقف النار من طرف واحد وإعادة انتشار الجيش «الإسرائيلي» قرب الحدود مع قطاع غزة على أن توقف «إسرائيل» هجماتها على غزة وتستأنفها عند قيام المقاومة بشن عمليات ضد قواتها أو إقدامها على قصف المستوطنات بالصواريخ.

ويبدو أن هذا التوجه «الإسرائيلي» يندرج أيضاً ضمن خطة تستهدف محاولة تحويل الهزيمة أمام المقاومة إلى مكسب سياسي عبر ربط إعادة إعمار قطاع غزة، بنزع سلاح المقاومة والأنفاق وفرض رقابة صارمة على المعابر مع قطاع غزة لمنع عملية تعاظم قوة فصائل المقاومة في المستقبل، ولتحقيق ذلك ستعمل حكومة نتنياهو على بلورة ائتلاف واسع يضم الولايات المتحدة وأوروبا والسعودية ودول الخليج والأردن إلى جانب مصر ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتقديم البشرى للشعب الفلسطيني في غزة بإعمارها مقابل التخلّي عن دعم المقاومة ونزع سلاحها.

غير أن هناك من يرى في الحكومة «الإسرائيلية» أنه إلى جانب إنهاء الحرب من جانب واحد يجب الذهاب في مسار سياسي متعدد الأطراف للتوصل إلى تفاهمات دولية تنقل إلى مجلس الأمن لتتحول إلى قرار ملزم يكون في مصلحة «إسرائيل» ومصر والسلطة الفلسطينية.

لكن مثل هذا السيناريو «الإسرائيلي» مرهون تحقيقه بموقف مقاتلي المقاومة التي توحدت حول مطالبها من أي تهدئة واتفقت على التعديلات التي ستندخلها على المبادرة المصرية، وهي ترفض أي وقف للنار إذا لم تُلبى مطالبها، ما يعني أن الجيش «الإسرائيلي» الذي سيبقى في أطراف غزة سيكون عرضة لهجمات المقاومة، خصوصاً أن «إسرائيل» قررت إيفاد قواتها داخل القطاع والاحتفاظ «بمنطقة حزام آمن كمنطقة دفاعية وهجومية في الوقت ذاته» ما يشكل مبرراً إضافياً لاستمرار المقاومة في عملياتها ضد قوات الاحتلال، لا سيما أن المقاومة أعلنت أن مثل هذا القرار «الإسرائيلي» لا يلزمها بشيء والميدان هو من يقرر والحديث «الإسرائيلي» عن تدمير الأنفاق مدعاة للسخرية. ومن فشل في تحقيق أهدافه بالقوة لن يستطيع تحقيقها عبر المفاوضات. ويبدو أن هذا السيناريو الذي يعتقد نتنياهو أنه سيخرجه من ورطته، ومن دفع ثمن عدوانه وإخفاقه لن يتمكن من الهروب من دفعه، لأن استمرار المقاومة في القتال يعني بقاء النزف «الإسرائيلي» على كل المستويات، ودفع الصحافة «الإسرائيلية» إلى الإقرار بالهزيمة، إذ اعترفت أن «إسرائيل» لم تنجح في هزيمة المقاومة الفلسطينية على رغم كل القوة التي يملكها الجيش «الإسرائيلي» فيما المعامل انهارت، والسياحة ضُربت والمجتمع الصهيوني الغربي المدلل لم يعد قادراً على الصمود أكثر. أما الخسائر في صفوف الجيش «الإسرائيلي» فإنها كانت كبيرة، وكان آخرها إصابة 136 جندياً بجروح 12 منهم حالاتهم خطرة في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، فيما جنود الاحتياط الذين انسحبوا من غزة أقروا بالإخفاق في تحقيق أهداف الحرب.

«معاريف»: لم ننجح في هزيمة حماس والمعامل انهارت والسياحة ضربت والمجتمع المدلل لا يستطيع الصمود أكثر

اعتبرت صحيفة «معاريف» أن مصير رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو موجود الآن بين يدي محمد ضيف قائد كتائب عز الدين القسام وأن ظهوره التلفزيوني أمس كان بدء حملة توسله للجمهور لمواصلة دعمه إلا أنه يفتقد أي خطة بحسب الصحيفة.

وتحت عنوان «قرار منطقي بسبب انعدام الخيار» كتب بن كبيت في الصحيفة وقال: «أن نتنياهو اضطر للوقوف أمام الأمة لإعلان أننا انتصرنا، أو سننتصر في وقت ما». وأضافت الصحيفة: «أشك كثيراً في أنه مقتنع بكلامه. نتنياهو ويعالون وغانتس، يعترفون عملياً أنهم لا يملكون حلاً ولا جواباً. فمع كل القوة التي يملكها الجيش «الإسرائيلي»، لم ينجح في هزيمة حماس، ولا دفعها إلى وقف النار. هذه هي الحقيقة، ولا حقيقة سواها. مصير نتنياهو موجود الآن بين يدي محمد ضيف. ظهور نتنياهو التلفزيوني أول من أمس كان بدء حملة توسله إلى الجمهور: «رجاءً، واصلوا دعمكم لي. لكن ثمة أمر واضح وهو أن نتنياهو ليست لديه خطة».

وتابع الكاتب أن «»إسرائيل» متوترة كلياً. العطلة الصيفية انهارت تقريباً، المعامل في الجنوب انهارت، وحتى في تل أبيب والشمال السياحة ضُربت، المجتمع «الإسرائيلي» الغربي المدلل لا يستطيع الصمود أكثر. نتنياهو أدرك ذلك».

«إسرائيل هيوم»: الجيش ينهي تدمير الأنفاق ويعيد الانتشار قرب الحدود إذا لم يطرأ شيء

رأت صحيفة «إسرائيل هيوم» المقربة من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أنه «إذا لم يطرأ شيء غير متوقع، من المفترض أن ينهي الجيش «الإسرائيلي» اليوم أمس تدمير الأنفاق وإعادة الانتشار قرب الحدود مع القطاع. ولاحقاً، من المتوقع أن توقف «إسرائيل» الهجمات على غزة، على أن تستأنفها فقط رداً على استمرار العمليات من جانب حماس».

وكتبت الصحيفة تحت عنوان «ترميم القطاع مقابل نزع السلاح»، قائلة: «إن «إسرائيل» ستطالب بإدراج موضوع الأنفاق والصواريخ في أي تسوية تتعلق بمستقبل القطاع، في إطار ما سيُسمى من الآن فصاعداً «ترميم مقابل تجريد»، بمعنى إعادة بناء البنى التحتية والدمار».

وأضافت الصحيفة: «في غزة، مقابل رقابة وثيقة لمنع عملية تعاظم القوة لدى المنظمات الفلسطينية. «إسرائيل» معنية ببلورة ائتلاف واسع يضم الولايات المتحدة وأوروبا والسعودية ودول الخليج والأردن، إلى جانب مصر وأبو مازن بالطبع، للقيام بعملية تجلب البشرى إلى المدنيين في غزة وتؤدي إلى المس بسلطة حماس. من شأن مثل هذه الخطوة التخفيف قليلاً من الانتقادات التي وُجهت إلى «إسرائيل» في العالم، على خلفية أعداد القتلى وحجم الدمار في غزة».

«هآرتس»: قرار وقف النار من طرف واحد هو الجزء الأول والسهل من مسيرة إنهاء الحرب

أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن «قرار الكابينت السعي إلى وقف النار من طرف واحد ما هو إلا الجزء الأول والسهل نسبياً من مسيرة إنهاء الحرب في غزة. والجزء الثاني والأصعب هو العملية السياسية». واعتبرت أنه «بدلاً من الدخول في مفاوضات مضنية بوساطة مصرية تمنح حماس مجموعة إنجازات، ستحاول «إسرائيل» إنتاج حل آخر، من خلال استغلال الشراكة في المصالح التي نشأت بينها وبين دول المنطقة، وبما يؤدي إلى تعزيز القوى المعتدلة، وربما يفتح باباً للتقدم في عملية السلام».

وكتب المحلل السياسي لصحيفة «هآرتس» براك رافيد أن رئيس الحكومة نتنياهو ووزراء حكومته يأملون أن العشرين يوماً ونيف من القتال قد ردعت حماس بما فيه الكفاية لوقف إطلاق القذائف».

وذكرت الصحيفة أن وزيرة القضاء تسيبي ليفني «ترى أنه إلى جانب إنهاء الحرب في غزة من جانب واحد، يجب الذهاب في مسار سياسي متعدد الأطراف يشمل الولايات المتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة والدول الأوروبية الكبرى. وبعد التوصل إلى تفاهمات دولية تنقل إلى مجلس الأمن لتتحول إلى قرار ملزم، على اعتبار أن هذا القرار سيكون في مصلحة «إسرائيل» ومصر والسلطة الفلسطينية».

أما المحلل العسكري في هآرتس عاموس هرئيل فكتب: «وفق الخطة العسكرية فإن الجيش سيسيطر على مناطق غرب الجدار الحدودي مع القطاع، أي داخل غزة، وذلك بهدف الضغط على حركة حماس للقبول بوقف إطلاق للنار». موضحاً: «أن قرار الإبقاء على القوات «الإسرائيلية» داخل القطاع ينطوي على خطر التدحرج إلى إقامة منطقة أمنية موقتة تتحول لاحقاً إلى ثابتة».

وأضاف هرئيل: «إن نتنياهو يتعرض لضغوطات كبيرة من قبل وزراء في حكومته ومن قبل المحللين الذين يضغطون باتجاه الاستمرار في العملية والتوغل أكثر في القطاع».

«والّا»: جنود الاحتياط الذين انسحبوا من غزة يشعرون بالإخفاق

عبّر عدد من جنود وضباط الاحتياط الذين انسحبوا من قطاع غزة، عن شعورهم بأنهم لم يحققوا الأهداف، وقالوا إن شعوراً بالإخفاق يتملكهم.

وأجرى موقع «والّا» العبري مقابلات مع عدد من جنود وضباط الاحتياط الذين انسحبوا من قطاع غزة، وقال في تقريره: «إن قسماً من الجنود يشعرون بخيبة أمل، وعلى رغم اشتياقهم لعائلاتهم يقولون إن لديهم مشاعر مختلطة».

وذكر نائب قائد كتيبة احتياط: «من ناحية، نحن سعداء بالعودة للبيت، لكن من ناحية أخرى ثمة شعور بالإخفاق». وأضاف:»نجحنا في القيام ببعض الأمور الجيدة في القتال لكن هذا غير كاف، أردنا إنهاء موضوع الأنفاق. يوجد شعور بالإخفاق، لم نستغل قوتنا حتى النهاية، شعوري الشخصي أننا بعد سنة ونصف سنعود إلى هذه المواجهة الغبية مرة أخرى».

وقال جندي آخر: «حينما يستدعون الاحتياط فينبغي استغلال قدراتهم. خسارة أنهم لم يمنحونا فرصة إتمام المهمة، ها هو قصف حماس يتواصل طوال الوقت». وأشار جندي آخر إلى أنه في خدمة الاحتياط من نحو شهر قائلاً: «ينبغي الآن إعادة جاهزية الوحدة، أنا أعتقد أنهم خلال ثلاثة إلى أربعة أيام سيحرروننا ونعود إلى بيوتنا».

وقالت مصادر «إسرائيلية»: «إن العمليات العسكرية مستمرة في رفح جنوب القطاع حيث قصف طيران الاحتلال مواقع عدة بزعم أنها أنفاق، إلى جانب محاولات القوات البرية تدمير الأنفاق. وسقط عشرات الشهداء في رفح اليوم أمس نتيجة العدوان «الإسرائيلي» منهم 10 أشخاص في استهداف مدرسة تابعة لوكالة الأونروا».

وذكرت المصادر: «أن الجيش يعيد انتشاره في حزام أمني موقت، حتى الانتهاء من تدمير نفق جرى اكتشافه في الأيام الأخيرة».

«معاريف»: إصابة 136 جندياً بينهم 12 حالة خطيرة خلال 48 ساعة الأخيرة في غزة

كشفت صحيفة «معاريف» أمس أنه أصيب خلال الـ 48 ساعة الأخيرة 136 جندياً «إسرائيلياً» بجروح مختلفة بينهم 12 بجراح وصفت بالخطيرة في مواجهات مختلفة على حدود قطاع غزة».

ونقلت الصحيفة العبرية عن إذاعة الجيش «الإسرائيلي»، قولها: «إن مستشفى تل هشومير استقبلت وحدها حوالى 50 جندياً مصاباً بينهم 3 بجروح خطرة و20 وصفت جروحهم ما بين المتوسطة والطفيفة، يرقدون في أقسام التأهيل النفسي والعناية المركزة وأقسام الجرحى وأقسام الحروق والتجميل، كما يعالج حوالى 20 جندي في قسم إعادة التأهيل بعد الإصابة».

وأضافت معاريف: «يرقد في مستشفى بيلنسون 18 جندياً بجروح وصفت بالخطيرة، وجندي وصفت إصابته ما بين المتوسطة والخطيرة، كما استقبلت مستشفيات الجنوب والوسط العديد من الإصابات في صفوف الجنود «الإسرائيليين».

من ناحية ثانية نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري «إسرائيلي» قوله: «إن عمليات الجيش «الإسرائيلي» في القطاع لم تتوقف بعد».

وأوضح المصدر: «المهمة لم تنته بعد، لا أرى في تخفيف عديد القوات مؤشراً على انتهاء الحملة. حالياً لا يسيطر الجيش على مواقع دفاعية فحسب وإنما على مواقع هجومية أيضاً. العملية في رفح مستمرة ولن تتوقف». وأضاف: «إن الجيش سيحتفظ بمنطقة «حزام آمن» كمنطقة دفاعية وهجومية في الوقت ذاته».

«ساينس مونيتور»: «إسرائيليون» يطالبون برفع الحصار عن غزة لوقف الصراع المستمر

قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية: «على رغم شدة القتال الجاري في غزة هذه الأيام بعد فشل الهدنة على خلفية مزاعم «إسرائيل» بخطف أحد جنودها، إلا أن البعض يعتقد أن هناك إمكاناً لكسر هذه الدورة من إراقة الدماء».

وقالت الصحيفة: «على جانبي الحدود، تصلبت المواقف في مزيد من الغضب والاستسلام. فالفلسطينيون في غزة يرون أن مقاتلة «إسرائيل» هي أملهم الوحيد في كسر الحصار الاقتصادي، ويعتقد «الإسرائيليون» أن كل ما يمكن فعله هو ما يشبه بجز العشب بشكل دوري، أي القيام بعمليات عسكرية لجعل قدرات حماس العسكرية عند مستوى يمكن التعامل معه. إلاّ أن حماس زادت قوة وأصبحت أكثر تطوراً مع مرور الوقت، إذ أسفرت تلك الحرب عن مقتل 62 جندياً «إسرائيلياً» مقابل عشرة فقط سقطوا عام 2009».

ونقلت الصحيفة عن بعض «الإسرائيليين» اعتقادهم «أن هناك طريقة لكسر هذه الحلقة من إراقة الدماء. فقال ساري باشي من منظمة جيشا في تل أبيب التي تعمل على ضمان حرية التنقل للفلسطينيين، إنه لو قامت «إسرائيل» بالحد من العزل الاقتصادي لقطاع غزة والمساعدة في تحسين ظروف الحياة، فقد يسفر ذلك عن مكاسب سلام لكليهما».

وقالت باشي: «إن الخنق الاقتصادي هو زعزعة للاستقرار، ولو رفعت القيود على حركة المدنيين والبضائع المدنية في أعقاب هذا القتال، فسيكون هناك فرصة ليس فقط للتأجيل ولكن ربما منع الجولة المقبلة من العنف».

من جهة أخرى، قال مايكل أورين السفير «الإسرائيلي» السابق لدى واشنطن: «لا توجد حكومة «إسرائيلية» سواء كانت يسارية أو يمينية ستنهي هذه الحرب باتفاق وقف إطلاق النار يسمح لحماس ليس فقط بإعلان انتصارها ولكن الإعداد لحرب أكثر دموية في المستقبل».

وذكرت» ساينس مونيتور»: «أن الرأي العام «الإسرائيلي» زاد تشدداً منذ آخر صراعين، إذ يعيش خمسة ملايين «إسرائيلي» تحت تهديد الصواريخ حتى في ظل نظام القبة الحديدية الذي مولته أميركا. وأظهر استطلاع للرأي أن حوالى 90 في المئة من اليهود «الإسرائيليين» يؤيدون الحرب على غزة، بينما قال 4 في المئة فقط منهم أن «إسرائيل» استخدمت القوة المفرطة».

«هآرتس»:الجيش «الإسرائيلي» يستعدّ لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب

شكل الجيش «الإسرائيلي» طاقماً خاصاً لتجميع وتوثيق شهادات عن العمليات العسكرية في قطاع غزة، تحسّباً لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وذكرت صحيفة «هآرتس» صباح أمس: «أن رئيس قسم التخطيط في الجيش اللواء نيمرود شيفر سيترأس الطاقم الذي سيضم مندوبين من أقسام عدة في الجيش مثل النيابة العسكرية وقيادة الجبهة الجنوبية وسلاح الجو».

وكتبت الصحيفة: «أن الجيش جمع شهادات زعمت أن المقاومة استخدمت مدنيين كدروع بشرية، وادعى أنه وثق ذلك من الجو، بالإضافة إلى شهادات تحاول تبرير جرائم جيش الاحتلال ضد المدنيين مثل استهداف مخيم اللاجئين جباليا ومستشفى الشفاء ومخيم اللاجئين الشاطئ».

ويعتزم الجيش «الإسرائيلي» بحسب «هآرتس» عرض عملية تقدير الأضرار التي يقوم بها سلاح الجو خلال شن غاراته.

وكانت صحيفة «إسرائيل هيوم» قد نشرت يوم الجمعة الماضي «أن الطاقم سيضم أيضاً مندوبين من الوزارة المختلفة».

«نيويورك تايمز»: ثلاث حروب بين «إسرائيل» وحماس ما بين 2005 و2014 الأشرس

عرضت صحيفة «نيويورك تايمز» رسوماً توضيحية تبين أوجه التشابه والاختلاف في ثلاثة صراعات رئيسية وقعت في أعوام 2008/2009 و2012 و2014. توضح بشكل تدريجي من اليوم الأول حتى الأخير عدد ضحايا الهجمات المتبادلة بين العدو والمقاومة الفلسطينية على مدار أيام الحروب الثلاث وردود الفعل الدولية والتوصل إلى تهدئة.

وقالت الصحيفة: «في 2008 قتلت الغارات الجوية أكثر من 300 فلسطيني، في أعلى حصيلة ليوم واحد لحرب منذ عقود. وقال المسؤولون «الإسرائيليون» وقتها إن الغارات هي بداية عملية لإجبار حماس على إنهاء هجماتها الصاروخية وإن استدعى الأمر فقد تتوغل برياً، لكن الحرب استمرت 23 يوماً. وصل عدد القتلى من الفلسطينيين في نهاية الحرب إلى 1369 فيما سقط 13 «إسرائيلياً». وأطلقت حماس 105 صواريخ في اليوم الأول ليصل مجمل الصواريخ التي أطلقتها بنهاية الحرب إلى 916».

وربما كانت حرب 2012 هي الأقل حدة بين الثلاث إذ بلغ إجمالي القتلى الفلسطينيين 167 منهم 6 في اليوم الأول، فيما سقط 5 «إسرائيليين». وأطلقت حماس 50 صاروخاً، لكن وصل إجمالي الصواريخ المستخدمة في 8 أيام وهي مدة الحرب إلى 845 صاروخاً».

وتابعت «نيويورك تايمز»: «تأتي الحرب الناشبة حالياً باعتبارها الأشرس على صعيد عدد الأسلحة المستخدمة والتوغل البري وعدد القتلى، فمنذ أن بدأت الحرب قبل 24 يوماً وحتى الآن سقط 1408 قتلى فلسطينيين، و64 «إسرائيلياً» وأسقطت حماس وابلاً من الصواريخ يتجاوز 2719 صاروخاً منهم 156 في اليوم الأول. فيما استهدفت «إسرائيل» أكثر من 200 هدف، بينهم مسؤولون كبار في الحركة الإسلامية وأنفاق التهريب ومواقع إطلاق الصواريخ واستدعت خدمات الجيش للاستعداد من أجل توغل بري محتمل».

وأشارت الصحيفة إلى أن «بينما دانت الولايات المتحدة الهجمات الصاروخية على «إسرائيل»، إذ أن الهجمات جميعها بدأتها حماس، فإنها سارعت بهذه الإدانة في اليوم الأول من حربي 2008 و2012 بينما تأخرت لليوم الثاني في 2014. وفي الأولى حثت وزير الخارجية وقتها كوندوليزا رايس على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لشعب غزة، أما في 2012 حيث كانت هيلاري كلينتون في المنصب و2014 حيث جون كيري، فإن واشنطن حثت على بذل الجهود لتجنب سقوط ضحايا مدنيين». وقالت: «سقطت صواريخ حماس في 2008-2009 بالقرب من الميناء الرئيسي في أشدود على بعد 20 ميلاً من غزة. فيما استهدفت في 2012 القدس حيث سقطت على بعد 48 ميلاً من القطاع، وفي 2014 استهدف «صاروخ» سوري الصنع من طراز M-302 بالقرب من الخضيرة التي تبعد 70 ميلاً عن غزة».

لكن بحسب الصحيفة فإن «نظام الدفاع الصاروخي «الإسرائيلي» القبة الحديدية، كان فعالاً في صد العديد من الصواريخ ومنها من الوصول إلى المناطق المأهولة بالسكان». وتابعت: «فيما كان دور مصر رئيسياً في العمل كوسيط للتهدئة في الحروب الثلاث، فإن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وصل إلى القاهرة في اليوم الـ 14 من حرب 2008-2009 حيث التقى الرئيس الأسبق حسني مبارك وأصدر نداءً بالسلام».

ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أنه «وصل مون إلى القاهرة في اليوم السابع من حرب 2012 للعمل مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على اتفاق سلام وأصدروا أيضاً نداءً للسلام. وفيما جاء الأمين العام للأمم المتحدة إلى القاهرة في اليوم الـ13 من حرب 2014 فإنه دعا إلى توقف إنساني لإطلاق النار باعتباره أفضل مسار لوقف دائم».

«اندبندنت»: كشف الدور البريطاني في تسليح «إسرائيل»

قالت صحيفة «اندبندنت» البريطانية: «إن الأدلة تكشف أن العديد من المكونات التي تدخل في أنظمة الأسلحة «الإسرائيلية» قد صنعت في بريطانيا».

وأكد كبير المراسلين في الصحيفة كاهال ميلمو: «أن من بين الأنظمة العسكرية التي يستخدمها الجيش «الإسرائيلي» هناك أنظمة لتوجيه الصواريخ وأنظمة للتحكم في القذائف وحتى بعض أنواع الذخائر آتية من بريطانيا».

وأضاف ميلمو: «إن الحكومة البريطانية تعرضت لانتقادات كبيرة نتيجة فشلها في تقنين وتنظيم أنواع الأسلحة التي تبيعها لـ«إسرائيل» وذلك في أعقاب نشر أدلة تؤكد أن الجيش «الإسرائيلي» يستخدم ترسانة من الأسلحة التي تدخل فيها مكونات وأنظمة بريطانية في عملياته لقصف غزة».

وأوضحت الصحيفة أنها حصلت على وثيقة تؤكد «أن تصاريح حكومية بإتمام صفقات تبلغ قيمتها 42 مليون جنيه استرليني، قد منحت لمئة وثلاثين شركة بريطانية لتصنيع مكونات الأسلحة والبرمجيات العسكرية للتصدير إلى «إسرائيل» منذ عام 2010».

وتابع ميلمو: «إن هذه المكونات تتدرج من أنظمة توجيه الصواريخ إلى التحكم في الأسلحة وبرمجيات تحديد الأهداف إلى الذخيرة والسيارات المدرعة والطائرات المسيرة». وأكد «إن اثنتين من بين هذه الشركات تقدمان «لإسرائيل» أنظمة البرمجة التي تتحكم في طائرات هيرمس المسيرة والتي تشكل العمود الفقري لبرمجيات هذا النوع من الطائرات علاوة على مكونات محورية لدبابة «إسرائيل» القتالية الأساسية».

وقال ميلمو: «إن طائرات هيرمس المسيرة نفذت بشكل كبير عدداً من الطلعات على قطاع غزة خلال العملية الأخيرة إذ شكلت أهم وسائل تحديد الأهداف ودرجة دقة الإصابة للمقاتلات والمدفعية «الإسرائيلية». وأضاف: «إن الحكومة تعرضت لانتقادات كبيرة نتيجة ذلك وهو ما دفع المتحدث باسم الحكومة إلى تأكيد أنها تقوم حالياً بمراجعة تراخيص التصدير الممنوحة لشركات الأسلحة البريطانية والتي تبيع أسلحة «لإسرائيل».

وخلص ميلمو ناقلاً عن المتحدث الحكومي البريطاني قوله: «لن نقوم بمنح مزيد من تراخيص لشركات تصدير الأسلحة إذا كانت هناك شبهة في استخدامها لقمع الشعوب داخلياً أو إطالة أمد صراعات أو تأجيجها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى