«أنا وأنت وأمّي وأبي»… عرضاً رسمياً خاصاً في «سينما سيتي» ـ دمشق
افتتح مؤخراً في مجمّع «سينما سيتي» في دمشق، العرض الرسمي الخاص للفيلم الروائي الطويل «أنا وأنت وأمّي وأبي»، سيناريو وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
ويعالج الفيلم على مدى أكثر من ساعتين الواقع المعاش واليومي في سورية من خلال يوميات أسرة تتكون من طيف متمايز من الأشخاص تعصف بهم الأحداث الراهنة فيعيشون حالات من الاستقطاب الشديد بين أفرادها ومحيطها… المسارات التي تؤدي إلى أحداث لا تكاد تعرف، متضمّناً أحداثاً وشخصيات تحمل بأدقّ التفاصيل حكايات من المشهد السوري المعاصر.
وقال وزير الثقافة السوري عصام خليل خلال حضوره الافتتاح إن السينما السورية بما تقدّمه من أفلام جديدة تعبّر عن الحالة الوطنية التي عاشها السوريون في مواجهة الحرب الإرهابية، ونريد أن نثبّت الزمن في الذاكرة الوطنية ليعرف أحفادنا طبيعة هذه الحرب التي خضناها في مواجهة أعتى هجمة ظلامية عاشتها سورية، وخطورة هذه الحرب، إذ قدّمنا الكثير من التضحيات والشهداء في سبيل الخلاص منها.
وأضاف خليل: نحن سعداء بما ننتجه لأن الفنّ دائماً هو رسالة راقية للعالم بأنّ الشعب السوري ما زال ينبض حيوية وألقاً وإبداعاً، على رغم كلّ ما يعتري المشهد الثقافي، لكننا واثقون بالنصر القريب.
وقال محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما: سبع وعشرون سنة أعطى خلالها عبد اللطيف أحد عشر فيلماً طويلاً. باقة زهور تضمّ إحدى عشرة زهرة فواحة. فرادة عبد اللطيف عبد الحميد تنبع في رأيي من ذكائه النادر في قول أشياء كبيرة ببساطة مدهشة. هو الأول والأخير بين سينمائيي جيله القادر على الإضحاك حتى القهقهة والإبكاء حتى الوجع في مشهد لا يتعدّى زمنه دقيقة واحدة. موضحاً أنّ عبق الذكريات ومخزون الطفولة يأتلفان في أفلامه بطهارة معانقة نور الشمس وضوء القمر بمعاني العشق الخالدة، بأغنيات الزمن الجميل بنسائم الروح الأصيلة وبخدر الحبّ الذي سرعان ما يتلاشى ليبدأ عذاب لن ينتهي وانتظار لن يتحقق.
وأضاف الأحمد: صدمته السينمائية الجديدة «أنا وأنت وأمّي وأبي» تبكيك وتضحكك، تفرحك وتحزنك، تلامسك بحنوّ وتصفعك بقسوة، قصيدة شعر، أنشودة لعشاق كل الأزمنة، صدر يتّسع لكلّ الوافدين إليه، مرثية لأوقات الحبّ النبيلة، فرحة غامرة بالخير والحق وشرايين قلب تنزف حبّاً لسورية العظيمة المفجوعة وأناسها الطيبين الذين يستحقون حياة أفضل. «أنا وأنت وأمّي وأبي» فيلم للذكرى وقبلة على جبين كلّ مقهور.
وقال مخرج الفيلم عبد اللطيف إن فيلم اليوم جاء بعد خمس سنوات من التوقف عن الإخراج. متنمياً أن ينال إعجاب الجمهور الذي يلامسه خلال سنوات عجاف عاشها.
وعبّرت الفنانة مرام علي عن سعادتها بتجربتها الأولى مع المخرج الكبير عبد اللطيف عبد الحميد الذي قدّم لها الكثير من خبرته الكبيرة. موضحة أن العمل في السينما يحتاج إلى جهد أكبر من التلفزيون. وأنّ السينما السورية استطاعت خلال الفترة الأخيرة ملامسة الواقع بشكل كبير وتقديمه للجمهور السوري بطريقة سينمائية متقدّمة.
أما الفنان يامن الحجلي، فعبّر عن سعادته بالمشاركة السينمائية الثانية له مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد بعد فيلم «مطر أيلول». مبيّناً أنّ التجربة السينمائية تجربة خاصة للممثل، وتضفي له الكثير من الخبرات وتقدم الممثل في القه ولحظاته الحقيقية التي لا يقدّمها في فنّ آخر. مشيراً إلى أنه بصدد كتابة عمل جديد بعنوان «المطاف» بالتعاون مع السيناريست علي وجيه.
النجمة سلاف فواخرجي رأت أن أفلام المخرج عبد اللطيف عبد الحميد أفلام مميزة بشهادة كلّ الجمهور السوري. وأهمّ ما يميّزه عن غيره أنه قادر على الدخول إلى الروح الإنسانية ببساطتها وعمقها وعذوبتها. مبينةً أن السينما السورية جيدة الآن ولكنها تحتاج إلى الكثير، ونستطيع أن نحقّق مراحل متقدّمة في السينما السورية كما حققنا في الدراما، لأننا نملك كلّ مقوّمات النجاح من إمكانيات فنية وبشرية.
يشارك في بطولة الفيلم نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: سوزان نجم الدين، بشار اسماعيل، يامن حجلي، حسام تحسين بك، مرام علي، مصطفى المصطفى، جود سعيد، أمير برازي، رغداء هاشم، نور رافع، أحمد ابراهيم أحمد، يامن سليمان، وسامر عمران. مدير الإنتاج فايز السيد أحمد، ومدير الإضاءة عقبة عزّ الدين، والصوت لأمير بوركو زادة، والديكور غيث محمود، والأزياء لاريسا عبد الحميد، ومدير تصوير متدرّب سومر مغرقوني، ومخرج منفّذ سوار زركلي، وتعاون فنّي جود سعيد.
حضر افتتاح الفيلم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور همام الجزائري ووزير النقل الدكتور غزوان خير بيك، وحاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة، وعدد من السفراء والفنانين والإعلاميين والمهتمين .