بغداد تطلق عملية عسكرية لاستعادة الكرمة
شهدت العاصمة بغداد صباح أمس، انتشاراً أمنياً غير مسبوق بمحيط المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية، بغداد، التي يحاصرها أتباع مقتدى الصدر، منذ أربعة أيام لإرغام الوزراء على تقديم استقالاتهم من الحكومة الحالية.
وانتشرت قوات مكافحة الشغب والإرهاب والشرطة الاتحادية والجيش بشكل مكثف بمحيط المنطقة الخضراء لإبعاد أنصار الصدر عن مقار الوزارات المحاصرة.
وقرر العبادي وقادة الأجهزة الأمنية عقب اجتماع عالي المستوى، تحديد ساحة التحرير وسط بغداد مكانًا وحيدًا مرخصًا لتنظيم التظاهرات. وقرر الاجتماع وفقا لبيان حكومي منع أي تظاهرات غير مرخصة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين واعتقال وملاحقة كل من يتجاوز على وزارات الدولة والممتلكات العامة والخاصة. ويّعد قرار العبادي أول تصعيد مع مقتدى الصدر الذي دعا أنصاره للتوجه من المحافظات الجنوبية الى بغداد للاعتصام حتى تقديم الوزراء استقالاتهم من حكومة العبادي.
وقال أحمد خلف، ضابط شرطة: «هناك تعزيزات أمنية كبيرة انتشرت في محيط المنطقة الخضراء وجميع المؤسسات الحكومية وخصوصا الوزارات التي يتواجد أمامها المتظاهرون». وتوقع خلف أن «تبدأ القوات الأمنية خلال الساعات القادمة فض الاعتصامات من المنطقة الخضراء باستخدام القوة بعد انتشار قوات مكافحة الشغب».
ومنذ الأسبوع الماضي يواصل عشرات النواب العراقيين اعتصامهم داخل مقر المجلس النيابي، للمطالبة بإقالة رئيس المجلس سليم الجبوري، إثر تأجيل جلسة تصويت الثلاثاء على مرشحي رئيس الوزراء حيدر العبادي، للتشكيلة الوزارية الجديدة التي اقترحها، إلى الخميس القادم.
ميدانياً، أعلنت قيادة الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، أمس انطلاق عملية عسكرية لتحرير مركز قضاء الكرمة شرق الفلوجة 62 كم غرب بغداد بالأنبار من سيطرة تنظيم «داعش».
وقال العقيد فزع الجميلي آمر لواء مقاتلي عشائر الكرمة في حديث للسومرية: «قوة من الجيش وبمساندة مقاتلي العشائر تمكنت من تحرير قرى الروفة والدواية والشرقية والغربية بالجزء الشمالي لمركز مدينة الكرمة 53 كم شرق الرمادي، مشيرا إلى أن عملية التحرير جاءت بعد عملية نوعية انطلقت صباح أمس.
وأضاف الجميلي، أن «العملية أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر «داعش» وتكبدهم خسائر مادية وبشرية كبيرة»، لافتا إلى أن «العملية جاءت تمهيدا لتحرير مركز قضاء الكرمة بالكامل ومدينة الفلوجة».
من جانبها، أكدت السلطات الأمنية العراقية، أن القوات الأمنية انطلقت من الجهة الشمالية لمناطق ذراع دجلة باتجاه منطقة البو خليفة من محورها الأول، أما في المحور الثاني فقد انطلقت القوات من ذراع دجلة باتجاه منطقة البو خنفر والدواية، ولفتت السلطات إلى أن قوات الحشد الشعبي والحشد العشائري وطيران الجيش والقوات الأمنية التابعة للفرقة الرابعة عشرة تشارك في العملية.
وبحسب السلطات الأمنية، فإن عملية تحرير الكرمة، ستمكن القوات العراقية من تطويق الفلوجة من جميع الاتجاهات، وبالتالي تحريرها هي الأخرى من سيطرة تنظيم «داعش» المتطرف.
وتسيطر القوات الأمنية والعشائر المساندة لها على 70 من قضاء الكرمة شرق الأنبار، فيما تواصل تلك القوات عمليات لتحرير الجزء المتبقي من المدينة.
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول محور الكوير مخمور في قوات البيشمركة العراقية سيروان برزاني أمس أن تنظيم «داعش» قصف قواته بـ12 صاروخا كيميائيا في المحور.
وقال بارزاني في تصريح صحافي: «تنظيم «داعش» هاجم الليلة الماضية، قوات البيشمركة قرب قرية أبو شيت في محور الكوير بـ12 صاروخا كيميائيا وأسفر القصف عن إصابة 6 من القوات».
يذكر أن قوات البيشمركة تعرضت الخميس الماضي، إلى قصف بثلاث قذائف هاون محملة برؤوس كيميائية من قبل «داعش»، ما أدى إلى مقتل أحد عناصرها وإصابة 3 آخرين.
من جهة أخرى، أعلنت الإدارة المحلية لمدينة الرمادي غرب العراق عن العثور على ثلاث مقابر جماعية تضم رفاتات لـ30 عسكريا ومدنيا جنوب المدينة، قتلوا على يد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي.
وصرح قائمقام الرمادي إبراهيم العوسج، الأربعاء 20 أبريل/ نيسان لوكالة «الأنبار نيوز»، بأنه «تم العثور على ثلاث مقابر جماعية في منطقة الملعب جنوب الرمادي، وتضم رفاتات لـ30 شخصا غالبيتهم من العسكريين وبعضهم من المدنيين بينهم طفلان»، مضيفا أن «تنظيم داعش قام بإعدامهم عندما سيطر على الرمادي في منتصف عام 2015».
وأشار العوسج إلى أن تلك المقابر فتحت بإشراف قاضي تحقيق الرمادي ونقلت الجثث إلى الطب العدلي، موضحا أن «المقابر تم العثور عليها بناء على اعترافات عناصر تنظيم داعش الذين ألقي القبض عليهم عند تحرير الرمادي» مركز محافظة الأنبار.
من جهته، ذكر قائد شرطة الأنبار اللواء هادي كسار رزيج لموقع «العربي الجديد» أن الضحايا أعدموا بطريقة مباشرة، ورميت جثثهم في منطقة الملعب ومنطقة الوحدة القريبة منها، مبينا أنها سابع مقبرة يعثر عليها حتى الآن لضحايا من سكان الرمادي.
هذا ولا تزال فرق أمنية وصحية في مدينة الرمادي، تنتشل الجثث من مواقع عدة بالمدينة، تتكشف بين فترة وأخرى خلال عملية تطهيرها وتفتيشها، بحثا عن القنابل والمتفجرات.