لحود: إرهاب اليأس والظلام مصيره الاندثار فارس: لرفع الحصانة عن المحرضين
ما زالت المواقف وردود الفعل المستنكرة للاعتداء على الجيش تتوالى، وقد أصدر الرئيس إميل لحود بياناً قال فيه: «اعتاد الجيش الوطني الباسل أن يقدم التضحيات في سبيل الوطن، وذلك منذ أن نشأ لتسعة وستين سنة خلت، إلا أنه كان دوماً ينتصر على التعدي والتحدي، ذلك أنه جيش محترف ولد من رحم شعب أبي ومتمسك بعيشه المشترك». وأضاف: «ترسخت عقيدة هذا الجيش القتالية في زمننا على معرفة عدوه، أي العدو «الإسرائيلي» والإرهاب، وكانت له صولات وجولات ضدّ هذا العدو المزدوج، والذي كثيراً ما تتلاقى مصالحه على السعي إلى تدمير لبنان النموذج، أو لبنان، الرسالة، حيث أنّ هذا الوطن هو نقيض ما يرسم لجهة إعلان يهودية دولة «إسرائيل»». ورأى لحود أنّ ما هو أشدّ إيلاماً في الفصل الذي نشهده اليوم من العدوان الإرهابي التكفيري الجديد على الجيش، لا يقتصر على سقوط شهداء وجرحى أبطال له، مع مواطنين مدنيين أبرياء وشرفاء، ناصروا وطنهم وجيشهم، بل هو أيضاً انكشاف الجيش سياسياً وتهجم البعض عليه، تشكيكاً في دوره الوطني الجامع». وتابع: «صحيح أنّ تكليف الجيش هو تكليف وطني، وأنه في حالة الدفاع عن النفس والارض والشعب، وهو يتصدى لعدوان إرهابي خارجي بكل المفاهيم، إلا أنّ القرار السياسي يحصن هذا الجيش، كما يحصن الساحة الداخلية ضدّ أي اختراق أو فتنة». ولفت لحود إلى أنّ «عِبَر الماضي قاطعة لهذه الجهة، وأحداث الضنية والبارد لا تزال ماثلة في الأذهان حيث كان القرار السياسي قاطعاً، في حين أنّ أحداث عَبرا التي حسم الجيش معركته ضدّ الإرهاب فيها والسلطة غافلة عن مخاطره وتجذره». وخاطب أهل السياسة قائلاً: «لا يظنن أحد منكم أنه أقوى من حكم التاريخ والشعب في حال تاه عن مصلحة الوطن العليا أو تقصّد الفتنة أو لم يعمل لوأدها. أما إرهاب اليأس والتكفير والظلام، فمصيره الدحر والاندثار، ذلك أنّ كلّ شبر من أرض لبنان إنما هو قبر لأوغاده».
ورأى النائب مروان فارس في تصريح أنّ «منطقة البقاع الشمالي تشعر بقلق كبير إثر انفجار الوضع الداخلي في مدينة عرسال، بخاصة أنّ هذه المدينة أوت اللاجئين السوريين إليها بعد أحداث القلمون». وأضاف: «إنّ منطقة البقاع الشمالي لم تعرف يوماً خلال سنوات الحرب الطويلة في لبنان أية حالات طائفية أو مذهبية، أما في هذه الأوقات بعد وصول التكفيرين من «داعش» و«جبهة النصرة»، فقد اهتز الوضع الداخلي في منطقة البقاع اهتزازاً كبيراً». ورأى فارس أنّ الذين استقبلوا، من أهالي عرسال، هؤلاء الإرهابيين الذين يخرجون الناس من منازلهم، يدفعون في هذه الأوقات ثمن شهامتهم، مما يعني أنّ هناك مخططاً كبيراً ينفذ على أرض لبنان بعد انفجار الأوضاع في سورية وفي فلسطين ومصر وليبيا وكل الدول العربية، هذا المخطط اعربت عنه كونداليسا رايس كنمط للاستراتيجية الأميركية في منطقة الشرق العربي». واعتبر أنّ «السياسة الأميركية مسؤولة عن قتل الفلسطينيين والسوريين والعراقيين في غزة وفي الموصل».
وتوجه فارس «بالتحية الى قيادة الجيش اللبناني، ضباطاً وأفراداً، فهم الذين يدفعون ثمن الحرية والاستقلال دفاعاً عن كل أبناء لبنان»، مديناً: «التهجمات المتكررة على الجيش اللبناني حتى من أولئك الذين يتمتعون بحصانة نيابية»، معتبراً أنّ هؤلاء النواب «لا يعبرون عن إرادة الشعب اللبناني مما يقتضي رفع الحصانة عنهم ومحاكمتهم بالتالي بحسب الأصول القانونية».
ورأى النائب محمد الصفدي، في بيان «أنّ لبنان يتعرض لهجمة إرهابية تهدف إلى إسقاط الدولة وإشاعة الفوضى وإشعال حرب طائفية ومذهبية تخدم أهداف «إسرائيل» بتفتيت المنطقة»، وقال: «في الوقت الذي يواجه الشعب الفلسطيني في غزة حرب إبادة تشنها «إسرائيل»، شنت مجموعات إرهابية اعتداء استهدف المدنيين والقوى الأمنية والجيش في بلدة عرسال الصامدة والبطلة، التي احتضنت آلاف النازحين السوريين، والتي قدم أهلها التضحيات وكانوا على الدوام سنداً للجيش والدولة».
من جهته، رأى النائب روبير غانم أنّ «سقوط هذا العدد الكبير من شهداء الجيش وقوى الأمن يتطلب منا جميعاً الوقوف يداً واحدة لدعم القوات المسلحة والتضامن معها في هذه اللحظات الحزينة، على رغم مشروعية بعض التساؤلات حول هذا الهجوم الذي كان منتظراً ومرتقباً منذ أسابيع عديدة، لكن الوقت اليوم يبقى لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن في وجه هذه التعديات والتحديات».
وحذر عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح من أنّ «الوضع في عرسال أخطر مما يتصوره البعض»، مشيراً إلى أنّ «بلدة بكامل أهلها، يضاف إليها نازحون يقدرون بـ150 ألفاً، محاصرة بين النيران، والوضع سيئ جداً، وهناك عملية نزوح كبيرة من البلدة، والاشتباكات تجددت في شكل عنيف ولا بدّ من معالجة سريعة وحاسمة لإنقاذ الناس».
وقال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة: «يتعرض وطننا عبر الجيش الوطني اللبناني إلى مؤامرة كبرى تخوضها قوى التعصب والإجرام الداعشية في عرسال، ونتوجه بالتحية إلى جيشنا الوطني، هذا الجيش المتروك من دولته والمحتضن من الشعب اللبناني». وخلال احتفال تكريمي لعدد من الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية في البترون، اعتبر حدادة أنّ «التفاف أهالي عرسال واللبوة والهرمل حول الجيش اللبناني هو الذي يحاول اليوم منع هذا المخطط الإجرامي الكبير من أن يمتد من العراق إلى سورية، وإلى لبنان».