ناجي نعمان كرّم أنطوان سعادة: هو النسر العطر

استقبل الأديب ناجي نعمان، في مؤسّسته الثقافية، وفي ختام الموسم الثامن لصالونه الأدبي الثقافي 2015/2016 ، الشاعر أنطوان سعادة، ضيفاً مكرّماً في «لقاء الأربعاء» الثامن والأربعين.

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة ترحيبية من نعمان جاء فيها: صدح بالشعر منذ عقود ولمّا يزل، وجمع لنا من روائع أقواله ما عنونه، تواضعا، «نقدة عصفور»، وهو النسر، و«قطف من زهر»، وهو العطر. إنه أنطوان سعادة، رئيس جوقة المسرح الذي شارك كبار شعراء العصر في الجوقة التي يرأس، كما في جوقات أخرى، والذي جال في لبنان وخارجه، ونقل راية الوطن بعيداً بعيداً.

وتكلم الدكتور ميشال كعدي، فقال: زكّا شعره وسط نفس حرّكتها المرامي المتوافرة بالمنازع المصقولة بالخبرة، ثم رفدها بالعلم والثقافة والتأنق ومآل الكلام. شعره لبنانيّ الحلية، إنسانيّ الغاية والأهداف. شعره ما فاته التطريب، ولا هانت له حطّة جناح، وهزجة نغم، في خطورة المواضيع.

ثم تكلّم الدكتور إبراهيم شحرور، فقال شعراً مطلعه:

يا أنطوان بمعبد الألوان

تكريمك بجونيه صلا ووجدان

تاريخك الشعري مجد عالحلّ

وبالدير كل قصايدك رهبان

معزوم أرز الشوف قبل الكلّ

بعجقة الدورة من الضهر علقان

لبنان جايبلك شمايل فلّ

وحتى العدرا تبارك القصدان

كانت حريصة من حريصا تطلّ

حتى تجي بنهار تكريمك

وتقعد بأوّل صف مع لبنان.

وكان شعر لإلياس خليل، «توأم روح» المحتفى به، منه:

مجدك وطن يا ريّس المسرح

إلا متل جراح ما بتجرح

وزن القصيدة سلّمك بيته

حتى عَ ذوقك تسرح وتمرح

مفتاح باب الفنّ خبّيته

بعبّك وصار بخزنتك يفرح

ومطرحك بالشعر عبّيته

واللي إله مطرح بفنّ الشعر

بتكون تاركله إنت مطرح ونهايته:

لمّا الربيع يلون الأزهار

إلا «قطف من زهر» ما تخلّي

وخلّي قوافي الشعر يبنو مزار

مطرح ما إنت بتركع تصلّي

منعرف محلّك يا قمر نوّار

بأجمل حديقة رفيقتك فلّة

إلا السكن بالقلب ما بتختار

هيدا محلك، ما إلك فَلّة.

كما كانت لزياد ذبيان الأبيات ـ الهدية التالية:

والشعر، شعرك، عطر دالية

آت على أرجوحة السحر

شعر، لحون، قل: رنين حلى

رقت بيانا وارتقت نغما

وتبرجت بالزهو والخفر

لكأنما غمست يراعتها

بدم النجوم وأدمع القمر!

وشكر سعادة مضيفه والمنتدين، وعرض في اختصار أبرز أيامه مع الياس خليل، لا سيما في مجال إطلاقهما الزجل اللبناني أكاديمياً في إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية، كما غنّى من شعره قبل أن يفاجئه خليل بتحدّ بالشعر المرتجل، فكانت أبيات رائعة أطربت الحاضرين.

وسلّم نعمان ضيفه شهادة التكريم والاستضافة، وقبل أن ينتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجانيّ لآخر إصدارات مؤسسة الثقافة بالمجّان ودار نعمان للثقافة، ارتجل الشاعر فادي الشامي ما يلي:

أنت فينا طيف وحي

في صدى النفس عناقاً نرتجيه

وخيال في ربى الروح

جناحاً نعتليه

وبعيداً في صحاري العمر نمشي

نزرع الأرض جمالاً

نحصد الخير غلالاً

نجعل الكون كمالاً يستفيق

ثم نمضي في دروب التضحيات

والأيادي بحبال الفكر دوماً ممسكات

نرفع الحق شعاراً

نكتب النصر جهاراً

في الصخور العاليات

وعلى اليمّ العميق

ابقَ فينا نبع فكر وضياء

نحن فيك أقوياء

يا شذا مجد عتيق.

يذكر أن صالون ناجي نعمان الأدبي الثقافي كرّم خلال موسمه الثامن، إلى الشاعر أنطوان سعادة، كلّاً من: كبير الفكاهيين اللبنانيين صلاح تيزاني أبو سليم ، الشاعر والأديب والأكاديمي سهيل مطر، الشاعر والناشط الثقافي رفيق روحانا، العلّامة والأكاديمي الدكتور فيكتور الكك، المسرحي والأديب والأكاديمي الدكتور أنطوان معلوف. وقد بدأ توثيق حصاد هذا الموسم في كتاب سيوزّع مجاناً تعميماً للفائدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى