مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

«تلفزيون لبنان»

على عكس الحياة السياسية المحليّة الضعيفة، الأزمات الاجتماعية والبيئية والصحية قوية وناشطة، وجديدها إنفلونزا طيور في بعض مناطق البقاع ووزارة الزراعة أعدمت عشرين ألف دجاجة، والوزير المختص دعا إلى عدم الهلع.

وفي السياسة، لم يبرز ما يوحي بأنّ الانتخاب الرئاسي قريب، وتقارير دبلوماسية تؤكّد أنّ الانتخاب رهن نضوج حل أزمات المنطقة. وهذه الأزمات ستكون لها حلول في اليمن من خلال محادثات في الكويت اليوم أمس ، وحلول سياسية في سورية من خلال تأكيدات الرئيس الأميركي الذي اتّصل بالرئيس الروسي من الرياض وطلب منه الضغط على الرئيس بشار الأسد لوقف قصف المعارضة.

أوباما والعاهل السعودي في قمّتهما ركّزا على محاربة الإرهاب، وعلى تطوير العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض وسائر عواصم دول الخليج.

وفي القمّة الخليجية التي شارك فيها أوباما كان تأكيد أيضاً على أمن الخليج.

وفي القمّتين الأميركية – السعودية والأميركية – الخليجية كان تشديد على تقوية المكوّن السنّي في العراق، وعلى التعاون مع الحكومة برئاسة العبادي.

وفي القمّتين أيضاً كانت دعوة من أوباما لقادة دول الخليج التمسّك والمساعدة في حماية الأمن والاستقرار في لبنان.

وفي نيويورك يستأنف وزيرا الخارجية الأميركي والإيراني غداً اليوم محادثاتهما. وفي نيويورك أيضاً، توقيع على اتّفاقات قمّة المناخ يشارك فيه لبنان ممثّلاً بالرئيس تمام سلام.

نبقى في المنطقة لنُشير إلى اجتماع وزاري دولي تقرّر عقده في باريس في الثلاثين من أيار لبحث تسريع حل القضية الفلسطينية.

إذاً، في الرياض قمّتان، أميركية – سعودية وأميركية خليجية.

«المنار»

كأنّ ما ينقص اللبنانيّين هو ما بشّر به وزير الزراعة.. استعدّوا لإنفلونزا الطيور.

فايروس على خطورته لم يصل بعد إلى وباء، لكنْ يكفي في لبنان أن يُعلَن على وسائل الإعلام حتى تستنفر البلاد ويتقدّم الخبر كل الملفات.

خبر يستحقّ المتابعة الجديّة من قِبَل الوزارات المعنيّة، من دون أن يعفي المعنيّين من السؤال: هل إنفلونزا الطيور أخطر من النفايات المخمرة على مساحة لبنان، الحاملة مع روائحها كل أنواع الفيروسات والمكروبات؟ وهل مصير هذا الكشف الجديد كمصير القمح المسرطن الذي سرعان ما ضاع بين اهراءات السياسيين؟

وهل التمكّن من رؤوس الطيور المصابة بالـh5n1 يعفي السياسيين من الوصول إلى الرؤوس المسبّبة لوباء الإنترنت التجسّسي وغير الشرعيّ؟

لا شكّ أنّ بلادنا مشْرعة على كل أنواع الأوبئة والأمراض، ومناعتنا السياسية في أصعب حال.

حالنا كمنطقة قرّر من أوصلتهم الأقدار وأموال البيترو دولار إلى التلاعب بمصيرها، ومحاولة ضرب ممانعتها، بل استجداء الأميركي وحتى الاستعانة بالـ»إسرائيلي» – كما كشف الإعلام الغربي – لمواجهة المقاومين المجابهين للمشروع الصهيوني في فلسطين، والتكفيري في كل مكان.

«او تي في»

قبل نحو أسبوع، خرجت صحيفة أكثرية بعنوان صاعق، على حجم مانشيت صفحة أولى: إرهابيّان في مطار بيروت! وفي التفاصيل هناك دائماً معلومات مؤكّدة وجهات رسميّة ومصادر موثوقة. لا بل ذهب التدبيج أبعد، فتحدّث عن ضبط مواد متفجرة في خزانة أحد المفترضَين إرهابيَّين، ومسدّس لدى الآخر. في اليوم التالي مباشرة، وُزّع خبر من سطرين بحرف صغير في زاوية صفحة داخلية عنوانه أنّ الجيش أطلق سراح موقوفي المطار، لعدم ثبوت أي شبهة عليهما. هذا ليس خطأ، ولا سهواً وعفواً ولا تسرّعاً صحافياً. وهو ليس مسؤولية وسيلة إعلامية ولا نتاج عملها. هذا نهج ثابت في التعامل مع الناس والرأي العام من قِبل سلطة كاملة، وطبقة سياسية متكاملة أخطبوطيّة ومتخبّطة معاً. من منّا يذكر بعد ماذا حصل في فضيحة النفايات وتزويري سييراليون وروسيا؟ ومن منّا سيسأل بعد عن المزوّرين ومصيرهم؟ من منّا يذكر بعد فضيحة الإتجار بالبشر، والحديث عن رؤوس كبيرة وحمايات أمنيّة؟ من منّا سيذكر بعد أسابيع، فضيحة الإنترنت وتجسّس «إسرائيل» ومئات الملايين المهدورة؟ علماً أنّها فضائح طازجة، والأخطر أنّها جرائم متمادية، ومع ذلك محوها من ذاكرة المحاسبة والمحاكمة والمقاضاة. النهج نفسه يطبّقونه في كل صغيرة وكبيرة. في الانتخابات النيابيّة التي طارت، وفي البلديّة المهدّدة بالتطيير، وفي الرئاسيّة المأزومة بين أن يعيّنوا لنا رئيساً أو يحمّلونا مسؤولية فراغهم وفراغاتهم. كل شيء عندهم نسج أكاذيب وأساطير كي ننسى فيروس الفساد لا غير، لكنّنا لن ننسى. لمجرّد أنّ فيروس الفساد قاتل، فإمّا أن نبيده وإمّا أن يبيدنا، تماماً كما مأساة دواجن البقاع مع فارق جازم حاسم أنّنا لا نتلقّى توجيهاتنا من وسطاء الرقيق الأبيض، ولم نكن يوماً مدجّنين، ولن نكون.

«المستقبل»

باراك أوباما الذي أنهى المشروع النووي الإيراني حطّ في الرياض للمرة الرابعة منذ تولّيه الرئاسة، قاطعاً الشك باليقين. وزير دفاعه أشتون كارتر كان واضحاً في الحديث عن «خبث إيران في استخدام حزب الله»، وفي الإعلان عن التعاون العسكري والبحري لمواجهة أنشطة إيران التي تزعزع المنطقة.

الزيارة أفضت إلى الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية، كما قال أوباما، وإلى دعم الشعب السوري وتنفيذ القرارات الدولية والترحيب بخطط واشنطن لعقد قمّة بشأن اللاجئين في أيلول.

البيان الختامي للقمّة الخليجيّة الأميركية أكّد اتّفاق الطرفين على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية والقيام بمناورات عسكرية مشتركة في آذار المقبل، وعلى إدانة إيران لدعمها جماعات إرهابية منها حزب الله.

وفي لبنان، فإنّ خبر اكتشاف إصابات بشرية بإنفلونزا الطيور في مزارع دجاج في النبي شيت أثار موجة ذعر كبحتها تطمينات وزير الزراعة أكرم شهيّب ومسؤولو وزارة الصحة، الذين أكّدوا أن لا وباء وأنّ الأمور تحت السيطرة وأنّ هذا النوع من الإنفلونزا لا ينتقل بين البشر ولا في الدجاج المطهو.

حديث الإنفلونزا لم يغطِّ على الهموم البلدية التي بدأت تنتشر في كل زنقة لبنانية، مع تأكيد وزارة الداخلية أن لا شيء يمكن أن يؤجّل إجراءها في موعدها، ومع تأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ النائب وليد جنبلاط لم يفاتحه بطلب تأجيلها على الإطلاق.

«الجديد»

لأنّ الطيور على أشكالها تقع فقد أبت إلّا أن تقع على ملفات لبنانية بالغة السوء، فمن بين شبكات وألياف ورقيق بشري، ومن بين فراغ وتعطيل ومتاريس وزارية غطّت على لبنان إنفلونزا طيور دبّت الرّعب بقاعاً لكن إحدى أهم ظواهرها كانت في عودة أكرم شهيّب وزيراً للزراعة بعدما استهلك خبرته في وزارة البيئة. خمسة وثلاثون ألف طائر جرى إتلافها في النبي شيت، فيما تحرّكت الأجهزة الوزاريّة والوقائيّة على خطوط المعالجة، لكن كل التدابير لم تلغِ الخطر الذي استوجب على سبيل التحوّط: تجنب الدجاج والبيض، وإذا كانت إنفلونزا الطيور «إتش فايف» قد جرى تطويقها فإنّ الديوك السياسية الصياحة حقنت بمهدّئات تمنع انتشار مرضها، وفيما كان الزعيم وليد جنبلاط حتى ليل أمس الأربعاء عازماً على تفعيل التوتر المتوتر فقد دخل الرئيس سعد الحريري في مساع حميدة أرجأت الخلاف ولم تلغهِ، ليبقى الخلاف الأبرز قائماً بين الحريري ووزير العدل المستعصي أشرف ريفي. واليوم أمس ، برز تطور قانوني على وضعه غير الدستوريّ، إذ تقدّم أحد كتّاب العدل بمراجعة طعن أمام مجلس شورى الدولة تنزع عن ريفي صفته الوزارية، لكن ليس بالقانون وحده يحيا هذا الإنسان، فوجوده غير الشرعي وغير المؤقّت هو من ضعف القرار الحكومي الذي لم يتجرّأ على بتّ وضعه أو وضع حدّ له، كما أنّ الرئيس الحريري يتجنّب وزيراً أصبح معتمداً لدى السعودية، فلا هو قادر على إزاحته، وليس في يده سلاح مواجهته في السلاح الأفعل. بنما اللبنانية أصبحت حقاً حصرياً للجديد، وفيما تتسرّب أسماء هنا وهناك على أنّها من وثائق بنما وهي في الواقع لا تمتّ إلى بنما بصِلة، حصلت الجديد على الوثائق الأصليّة المتعلقة بالشخصيات اللبنانية من المركز الدولي للصحافيين وشبكة «إعلاميون من أجل صحافة استقصائية أريج »، وهي وثائق لم تظهر في أي وسيلة إعلامية حتى الساعة، وتشتمل على أسماء كبار مسؤولي لبنان وسياسيّيه، وسنقوم بنشرها قريباً في تقارير مفصّلة. وانطلاقاً من علمنا بأنّ امتلاك شركات «أوف شور» بحدّ ذاته لا يشكّل جرماً، ستبحث الجديد في تفاصيل الوثائق عن شياطين السياسة والتهرب الضريبي وتبييض الأموال، ومع أنّ المساءلة تقع بشكل أساسي على السياسيين، لكنّ الجديد ستكشف نفسها على بساط «أحمدي» وستنشر جميع أسماء المساهمين والشركات المرتبطة بآل خياط، حرصاً منّا على الشفافية والوضوح.

«ان بي ان»

في لبنان يتقدّم عنوان ويتراجع عنوان ويصبح اهتمام الناس فجأة بملف صحي معيشي، كما هو الحال الأن مع إنفلونزا الطيور الذي ظهر في مزارع محدّدة في بلدة النبي شيت لكن من دون أيّة إصابات ظهرت في صفوف المواطنين، بل الإجراءات السريعة المشدّدة التي اتُّخذت وحاصرت المرض بالقضاء على الطيور المصابة وغير المصابة من الدجاج المتواجد في تلك المساحات. لا خوف ولا قلق ولا داعي للهلع طالما أن المعالجة حصلت بتأكيد الوزارات المعنيّة والسلطات المحليّة ونقابات الدواجن.

في السياسة، انتظار لمعرفة مسار التشريع، فالتعطيل لا يُنتج حلولاً ولا انتخاب رئيس كما أكّد رئيس المردة سليمان فرنجية، سائلاً ماذا يربح المسيحيون إذا تعطّل التشريع؟

في الخارج، كباش حول المفاوضات السورية في جنيف ما بين الانسحابات المتدرّجة للمعارضة وما خلفها، ومضيّ دمشق بالتزاماتها إلى حدّ قول رئيس الحكومة السوريّة إنّ بلاده ستُجري استفتاءً على الدستور بعد تأليف حكومة جديدة.

وفي روسيا، كان الرئيس فلاديمير بوتين يؤكّد أنّ الجيش السوري يمسك بالمبادرة مع المضيّ بدعم دمشق في محاربة الإرهاب، لكن ما هو أخطر بدا في الخطوة «الإسرائيلية» حول ترسيخ الاحتلال للجولان السوري وحديث بنيامين نتنياهو قبل وصوله إلى موسكو عن أنّ الجولان خط أحمر بالنسبة لـ«إسرائيل»، ما يعني أنّ البعد الآخر للأزمة السورية يظهر الآن، فهل تستطيع موسكو فرملة اندفاعة نتنياهو؟

في الرياض، قمّة خليجية أميركية سبقها عتاب الحلفاء المتبادل، لكن بيان القمّة رسّخ التفاهمات الاستراتجيّة بين الطرفين. حوار مفتوح وتعقيدات، خصوصاً حول دور إيران، حاول الرئيس الأميركي أن يتجاوزها بطمأنة الخليجيّين، فجاء التشديد على تقوية قدرة دول الخليج على مواجهة الأخطار وتأكيد اتّفاقيات الدفاع المشتركة وتحديد مناورات عسكرية خليجية أميركية في آذار من العام المقبل، والأهم دعم مشاريع الحلول ومنها محادثات الكويت حول اليمن التي تبدأ الليلة.

«ام تي في»

إنفلونزا الطيور التي ظهرت في النبي شيت تبدو على خطورتها غير عاصية على الحل وقد تحرّك المعنيّون لحصر أضرارها ودفنها مع الفراريج الموصدة، أمّا الإنفلونزا السياسيّة والدستوريّة فتبدو عصيّة على الحل لاحتجاز الوسائل الديمقراطية الكفيلة بإنقاذ الدولة بانتخاب رئيس.

وفي الإطار، يخشى المراقبون من أن تؤدّي محاولات تشريع الضرورة والتخلّي عن أولويّة قانون الانتخاب كشرط ميثاقي إلى تفكيك ما بقيَ صامداً من التحالفات الضامنة للوحدة، ما سيضع البلد في خطر أكيد.

والعلّة الكبرى أنّ بين المسيحيين من يسهّل لبرغماتية مقلقة هذا المنحى، مزيّنا الأمر بشتّى الأعذار والحجج، فيما بدا تيار المستقبل أكثر تهيّبا لركوب هذه المغامرة.

الاستقالة شبه الشاملة من السعي إلى حلّ إنقاذيّ لبنانيّ نقلت الاهتمام والأنظار إلى القمّة الأميركية الخليجية علّها تستولد لنا رئيساً، لكن ما رشح من كواليسها ومن منابرها أنّه يتعيّن حل جبال وصحارى من الخلافات الثنائية والشاملة بين الدول المعنيّة بأزمات الشرق الأوسط قبل أن نصل إلى حل للبنان.

«ال بي سي»

اللبناني يسأل وكأنّه لا يكفينا الذي فينا حتى نحمل هم إنفلونزا الطيور. هذا الوباء اكتُشفت أكثر من عيّنة منه بعد وفاة أكثر من طنّ دجاج في بلدة النبي شيت. اتُّخذت الإجراءات، وستجري متابعتها لحصر الأزمة وعدم انفلاش الوضع؟

واللبناني يسأل، هل بعد عشرين عاماً يجري تمنيننا بأنّ فلاتر رُكّبت في معمل سبلين؟ وهل يجوز أن توضع الستائر في المعمل لإخفاء استثمارات ومرامل تسبّب التلوث؟ واللبناني يسأل هل يجوز أن يبقى جسر على أوتوستراد دولي من دون صيانة خمسة عشر عاماً؟

واللبناني يسأل، إلى متى سنبقى ننتظر بين تشريع الضرورة وضرورة التشريع؟ وإلى متى ستبقى ساحة النجمة ساحة لتصفية الحسابات السياسية بدلاً من أن تكون ساحة لإنجاز الاستحقاقات؟

واللبناني يسأل، حتى الانتخابات البلدية أي جدوى منها إذا كانت أموال البلديات تذهب من دون فرز إلى سوكلين؟

اللبناني يسأل، فهل من مجيب؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى