نقطة عَ السطر
بظل ضبابية المشهد، كيف ممكن تعرف شو مخبّي بكرا؟ ما في شي يقيني. بس يللي أنا متأكد منه، إنه مستقبلنا دامي بمقدار هذه الدماء التي تسيل. القصة لا تتعلّق فقط بكلّ هذا الدمار، ولا بكلّ ذلك الخراب الذي ينعق فيه الموت. ولا بكل تلك الأرواح المعذّبة سواء تلك التي رحلت أو تلك التي لا تزال مصلوبة بين الموت والحياة. الأكثر ألماً، هو تاريخ من الكذب عشناه وأحببناه وأصبح جزءاً من ذاكرتنا. وفجأةً أصبح وجع الذاكرة، بكاءها، أنينها… كذبة «الوطن العربي الواحد»! كذبة الجرح العربي الواحد، كذبة اللغة المشتركة، ووو…
في الماضي، كنّا نفتخر حتی بنكسة حزيران 1967، باعتبار فلسطين هي جرح كلّ العرب. كنّا نحتفل بانتصار التضامن العربي في حرب تشرين 1973 كرمز لاستعادة الكرامة العربية. أخبرني ماذا سيخبر أبنائي أبناءهم في المستقبل؟ عن ليبيا التي قُصفت بمباركة عربية؟ عن سورية التي طُعنت بأيد عربية؟ عن اليمن الذي ما عاد سعيداً، عن تونس التي أصبحت حمراء، عن الصومال الجائع، عن السودان المنهوب، عن العراق المنكوب، عن مصر الثكلی وفلسطين التي أضحت مغتصبة ومغصوبة.
المشكلة يا صديقي أننا اليوم فقدنا الهوية العربية، واكتشفنا في صحوة كابوس أن الأمة ليست عربية!
منى عبد الكريم