من عشق الصباح

قالت: لا توجعني أكثر، بغيابك غفا الورد على الشبابيك انتظاراً. أنا بحاجة إلى الدفء يا زين الرجال. تذكّر كيف كنّا نخبّئ العشق في همسات الشمس للصباح في زقزقة العصافير وغيمات المطر. هات صبّ لي واسقني سلافاً من العشق المعتّق!

رنين الهاتف النقال أقلقها، كان صوته يهدر كشلال مطر في صباحات نيسان. أصوات الانفجارات من حوله تجعل السمع متقطّعاً. قالت: أشتهي فنجان قهوة في الشرفة البحرية معك، كم أحتاج إليك! لم أعد أطيق الانتظار، إما تأتي أو أعطني عنوانك لأجيء إليك؟

ضحك علي، وعيناه ترقبان كلّ حركة، لن يسمح لهؤلاء المجرمين الوهابيين التكفيريين أن يدنّسوا تراب سورية المقدس!

يا إلهي كم أنت بهيّ، لم تزل ضحكتك حالمة!

قال: أعرف كم أنت مجنونة. أذكر يوم هربتِ من والديك ومزّق سياج الرمان قميصك البنفسجي، كي تلاقيني عند شاطئ البحر. كان يوماً ملأ عطرك الفضاءات وجاءت النوارس تحتفل بنا. أنا متأكد من جنوك يا جلنار، سآتي، انتظريني مع الفجر.

مست بغنج: لن أملّ الانتظار! إذاً، إما تأتي، أو أذهب إليك حيث أنت؟

قال بصوت باح: يبدو أنّ..!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى