حديث زبيدة
حتمية فشل جنيف، الانتقال الديمقراطي في سورية على طريقة رياض حجاب.
كان حجابه بحركاته البهلوانية وبخداعه للناس، مثل يوم تمثيلية ركوب التاكسي ثم حبس السائق لمخالفته تسعيرة العدّاد. مروراً بوزارة الزراعة التي منحته لقب «أبو بقرة»، على أساس أنه قام في بداية الأزمة ـ بوجود وسائل الإعلام ـ بجولات ميدانية ووزّع بقرة لكلّ فلاح فقير، حبراً على ورق. وضحك على عقول البسطاء، وحتى اليوم لم يستلم أحد شيئاً.
مروراً بمحافظ القنيطرة واللاذقية، وصولاً إلى رئاسة الوزراء، وكان يدقّ قاعدة السفينة التي ركبها وأمثاله من المرتزقة والخونة، بإسفين، وحاولوا أن يُغرقوا هذا الوطن، أملاً بالنجاة من الموت المحتم.
نهايته كانت في سباق الريح، على دراجة نارية. فرّ هارباً إلى درعا ومنها إلى الأردن بمساعدة الاستخبارات الغربية التي كانت تشرف على تدريب ما يسمّى «الجيش الحرّ» وتسليحه.
هروبه سرّع في كشف خيانة معلّمه السابق، السفير السوري في العراق العميد المنشق نواف الشيخ، ثم ما تبعه من انشقاقات في صفوف الفاسدين، من رياض نعسان آغا ـ وزير الثقافة، ووزير الزراعة أسعد مصطفى، والأخوين طلاس، والطفل المدلّل للخارجية جهاد مقدسي.
كلّ هؤلاء وأمثالهم، ممّن شغلهم جمع الأموال واقتناء السيارات وفتح الأرصدة في البنوك، ممّن لم يتركوا مكاناً لنا في وطننا عندما كانوا في السلطة، وسرقوا أحلام المواطن السوري وأمنه وأمانه. اليوم، ظنّوا أنهم انسحبوا من جنيف، وما زالوا يملكون مفاتيح اللعب بمصيرنا!
بينما الحقيقة تقول، إنّ سورية تمضي، وهذه «المعارضة» تعوي!
زبيدة القادري