إبليس يستحقّ الرجم أم حكّام العرب؟

راسم عبيدات ـ القدس المحتلة

يقوم الحجاج المسلمون سنوياً برجم إبليس بالصرار أو بالحصى، وكل حاج يرجم سبعة صرارات، وعملية الرجم تجري منذ 1435 عام، لكن عمليات الرجم تلك لم تنل من عزيمة إبليس، وإبليس سيبقى يمارس دوره في الإفساد والتخريب والتضليل وتكفير الناس الى يوم القيامة، فهذا الدور المرسوم والمقرر له ربانياً، إنما لا أعتقد أن إبليس أكثر شراً وضرراً وفساداً وتخريباً من معظم القيادات العربية، فعلى الأقل إبليس مبدئي وثابت على مواقفه ولا يغيّر جلده ولونه، في حين أن هذه الأنظمة المقنعة والمتلونة هي الأَولى بالرجم من إبليس، فبينها من يقف مع العدوان الصهيوني ضد شعبنا ومقاومتنا في قطاع غزة ويتحالف معه علناً ويشيد بدوره في قتل أطفالنا ونسائنا وتدمير القطاع وحرقه بشراً وحجراً وشجراً. ألا تستحق مثل هذه الأنظمة الرجم؟ لكن ليس بالحصى والصرار بل بالأحذية و«البوابيج» العتيقة، وبأن يتبوّل أطفالنا على رؤوسها ولحاها وشواربها، فلعلّ ذلك يطهّرها من جميع الموبقات التي ارتكبوها في حق شعوبهم وأمتهم، فليس في سجلهم ما يشفع بهم، فبول أطفال غزة قد يكن مسكاً للحاهم وشواربهم ورؤوسهم ويخرج الخبث والنجاسة والحقد من قلوبهم. إن من ينهب منهم خيرات البلاد ويحوّلها الى مزرعة وإقطاع يورثها لأبنائه وإخوانه وأسرته وعائلته وعشيرته وزوجاته وعشيقاته، أليس أولى أن يرجم بدلاً من إبليس؟ إبليس هذا الذي تفوّق عليه كثر من حكام العرب دجلاً ونفاقاً وخيانة وتآمراً وقتلاً وفتناً جماعية وغيرها، وهم أولى منه بالرجم. من يبذّر أموال الشعب والأمة ويوزعها لتخريب العالم العربي والمساهمة في احتلاله وتدميره وتقسيمه خدمة لمصالح وأهداف وأجندات غربية، ألا يستحق الرجم قبل إبليس أيضاً ؟ ومن يشتري السلاح بمليارات الدولارات لتشغيل مصانع الأسلحة الغربية، ويكدسها في المخازن حتى تصدأ، من دون أن يطلق طلقة واحدة ضد أعداء الأمة والذين يحتلون أرضها وبلدانها، تلك الأسلحة تستخدم في قتلنا واحتلال أرضنا عرباً. ومن يصدر الفتاوى من المتمسحين والناعقين والزاعقين والنابحين باسم الدين، لاستدخال الهزائم وجلب المستعمرين لاحتلال البلدان العربية وقتل شعوبها وتدميرها وتفتيتها وتفكيكها خدمة لمشاريع استعمارية، ويصاب بالخرس والعمى والطرش، ولا يصدر أي فتوى بالجهاد أو الوقوف الى جانب شعبنا في قطاع غزة وباقي محافظات الوطن وتحديداً القدس، في وقت حَرَف الجهاد وأفرغه من معناه ومضمونه، ومنعه وأفتى بعدم جوازه في فلسطين، ليخرج علينا بتشريع الدعارة والزنا تحت مسمى «جهاد النكاح» في الشام وغيرها… فمن هم مثله فاقوا إبليس شيطنة ويجب التعوّذ منهم ومن أفعالهم صباح مساء.

هؤلاء الحجاج الذين يواصلون رجم إبليس منذ أكثر من 1435 عاماً، كركن من أركان الدين الإسلامي، لو كان هناك إيمان حقيقي وصادق، ولو كانت هناك حكومة ورجال دين حقيقيون، وليس خدماً وحاشية وبطانة نظام، لوضع صندوقاً بإشراف هيئة أو لجنة أو مؤسسة شعبية مؤتمنة في كل مدينة عربية وإسلامية، ولكان ثمة قرار بفرض ضريبة ثلاثة دولارات على كل حاج ومعتمر وعربي ومسلم، إثنان منها لأجل غزة وهما كافيان لتضميد جروح أهل غزة والمساهمة في إعادة إعمارها، وإعادة البسمة إلى شفاه أطفالها وأهاليهم، ودولار ثالث لأجل إنقاذ القدس من الأسرلة والتهويد، وهي لا تكلف خزائن الأنظمة شيئاً من الأموال المرصودة والمودعة في البنوك الغربية والأميركية، والتي تذهب فوائدها لتمويل المشاريع الاستيطانية في فلسطين وقتل العرب والمسلمين واحتلال بلدانهم وآخرها ما يحدث من حرق وشوي للحم أطفال غزة وهم أحياء.

كي لا أتهم بالكفر والإلحاد من قبل رجال دين السلطان، أفتي شرعاً بأنّ الحكام العرب الذين ينهبون خيرات الشعوب وثرواتها ويذلونها ويضطهدونها ويمتهنون كراماتها، ويقمعونها ويكبتون حرياتها، ويجوّعونها وينشرون الجهل والتخلف في أوساطهم خدمة لمصالحهم، ويتآمرون على مصالح الأمة العربية، ويقدمون العون والمساعدة للأجنبي لاحتلال الأرض وانتهاك العرض والقهر والإذلال، فضلاً عن المتآمرين والمشاركين منهم في العدوان على غزة وأطفالها ونسائها، الصامتين والمؤيدين لتقسيم الأقصى والاستيلاء عليه من قبل العصابات الصهيونية من جمعيات استيطانية ومستوطنين، هم أوْلى مئة مرة بالرجم من إبليس، وهي فتوى شرعية غير قابلة للنقض، وأكثر نفعاً وفائدة للعرب والمسلمين من فتاوى القرضاوي والعريفي والعرعور والسديسي والظواهري ورياض الشقفة وأبي بكر البغدادي وأبي محمد الجولاني وغيرهم من مفتي الأنظمة ومن يدعون بالخلافة من النجس والقتلة والمجرمين. كما أفتي بأن واجب على كل مسلم فرض عين قادر على الرجم أن يرجم عشر صرارات على المصالح الغربية والأميركية في المنطقة الغربية، كي تشعر بأن ثمة خطراً جدياً على مصالحها في العالم العربي، فتتوقف عن دعمها ومساندتها قوى العدوان على شعبنا الفلسطيني وأمتنا، ومن دون ذلك ستواصل تلك القوى تبجحها وعنجهيتها ودعمها اللامحدود لأعداء هذه الأمة، فعندما يتبجح قادة الدول الغربية الاستعمارية والأميركيون، بأن الاحتلال في عدوانه على شعبنا في قطاع غزة وقتل نسائنا وأطفالنا، يملك الحق في ذلك دفاعاً عن النفس، أو أن يدعو مرشح للرئاسة الأميركية علناً إلى اعتبار القدس عاصمة أبدية لـ«إسرائيل»، أو أن شعبنا ليس له جذور ولا يستحق دولة، ويستقبل في تلك الأقطار العربية استقبال الأبطال، فهذا يوجب رجم هؤلاء الحكام حتى الموت. بهذا أفتي من القدس الشريف، وقد توكلت على الله، والله من وراء القصد.

quds.45 gmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى