اليمن: مساعٍ حثيثة للتهدئة رغم خروق وقف إطلاق النار

حذر الناطق باسم جماعة انصار الله محمد عبد السلام من فشل مشاورات الكويت اليمنية في حال استمرت الغارات الجوية السعودية.

وقال عبد السلام: إن استمرار الغارات الجوية واستهداف البنى التحتية والمرافق الصحية والبيوت كما حدث في حرض والحديدة وفرضة نهم وقبلها في تعز وشبوه ومناطق اخرى، يؤكد أن الاعلان عن وقف الأعمال العسكرية هو مجرد كلام عار من الصحة، وأن مسار المشاورات في ظل العدوان لن يختلف عن الجولات السابقة.

هذا ورفض وفد الرياض اقتراحاً قدمه المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد يقضي بإصدار بيان يدعم وقف وتثبيت اطلاق النار. وكشفت مصادر يمنية مشارِكة في جلسات الكويت ان رئيس وفد الرياض عبد الملك المخلافي رفض بشدة الموافقة على تثبيت وقف اطلاق النار واعتبر ان الغارات الجوية للعدوان تشكل ضمانة لوفد الرياض وان وقفها سيعزز موقف قوات الجيش واللجان الشعبية.

واكد الخبراء ان موقف المخلافي هو مجرد املاءات سعودية وان وفد الرياض غير قادر على اتخاذ اي قرار دون العودة الى السعودية خاصة بعد تأجيل الوفد بت اصدار بيان وقف اطلاق النار في جلسات الصباح الى الجلسة المسائية. وازاء التخبط في مواقف وفد الرياض، يقول الخبراء ان الوفد الوطني اليمني نجح في فرض رؤيته حول اولويات الحوار ومقدماته.

ويؤكد المراقبون بالشأن اليمني عدم جدوى اي وقف لاطلاق النار اذا لم تتوقف الغارات ابرز مظاهر خرق اتفاق الهدنة الاممية السارية منذ العاشر من الشهر الجاري. وشدد المراقبون على ان مفاتيح انهاء العدوان موجودة بيد السعودية نفسها.

وكانت قد اختتمت جولة ثالثة من المفاوضات بين الوفد الوطني اليمني ووفد الرياض في الكويت، بهدف التوصل الى اتفاق ينهي العدوان المتواصل على اليمن منذ اكثر من عام.

وكان المجتمعون توصلوا في آخر الجولات وبحسب تسريبات اعلامية لاتفاق يقضي بتكليف عضو من كل فريق بالتواصل والعمل مع غرفة عمليات لجنة التهدئة للتوصل الى وقف لاطلاق النار، وتسهيل عمل اللجان المحلية، اضافة الى اجراء المبعوث الاممي لليمن ولد الشيخ احمد اتصالات للضغط باتجاه تثبيت وقف حقيقي لاطلاق النار. وينص الاتفاق كذلك، على انه وفي حال نجاح هذه المرحلة، يتم الدخول في محادثات بشأن العملية السياسية وسائر النقاط الخلافية.

المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، أعلن السبت، أن طرفي النزاع اتفقا على توجيه مفوضين اثنين إلى اليمن لمتابعة تنفيذ الهدنة.

ونقلت وكالة «تاس» عن أحمد قوله في بيان، إنه تم الاتفاق على إرسال اثنين من أعضاء الوفد التفاوضي إلى اليمن لمتابعة عمل لجنة التنسيق والتهدئة، من أجل ضمان تنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية.

وكان ولد الشيخ احمد قد اعلن في وقت سابق ان المناقشات في ختام اليوم الثاني من المفاوضات الجارية في الكويت كانت بناءة. ورأى في مؤتمر صحافي عقب الجلسة، ان الاجواء تعد بالتقدم رغم الخروقات المقلقة في اليمن. وأضاف أن لجان عمل ستدرس النقاط النابعة من قرار مجلس الامن 2216، معتبرا ان التوصل الى حل عملي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف.

وخرج اللقاء باصرار الوفد الوطني على تثبيت وقف اطلاق النار كخطوة ملحة لرفع المعاناة عن ابناء الشعب اليمني والعمل على تفعيل وتعزيز اللجان المحلية لتثبيت وقف اطلاق النار في المحافظات، لكون هذه الخطوة جوهرية في سياق انجاح جولة المفاوضات القائمة.

من جهته، قال مصدر مشارك في مشاورات الكويت، لوكالة «سبوتنيك»، إن الأطراف المشاركة لم تنجح في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار «بسبب إصرار وفد الحكومة اليمنية على استمرار قصف الطيران وتحليقه».

وأضاف المصدر أن ولد الشيخ أحمد يواصل مساعيه للتوفيق بين الأطراف كافة، قبل انتهاء الجلسة المسائية.

وفي السياق، أفادت مصادر عسكرية، أمس، بمقتل 7 جنود موالين لهادي على الأقل وإصابة 14 آخرين في انفجار سيارة مفخخة جنوب اليمن حيث تشن القوات الموالية لهادي حملة ضد مسلحي تنظيم «القاعدة».

واستهدفت العملية، قافلة عسكرية عند مدخل مدينة زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، والتي تعد معقلا لمسلحي التنظيم. وقال ضابط لوكالة «فرانس برس» إن القوات الموالية لهادي «انسحبت بعد العملية من زنجبار بعد أن كانت قد دخلت إليها مساء السبت من الجنوب». وأضاف الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «هذا الانسحاب تقرر بعد معلومات وصلت عن اعتداءات أخرى بسيارات مفخخة يعد لها تنظيم القاعدة ضد قواتنا».

وكانت القوات الموالية لهادي وبدعم من مروحيات «أباتشي» للتحالف العربي، الذي ينشط بقيادة السعودية في اليمن منذ 13 شهرا لتأييد حكومة هادي، قد دخلت إلى جنوب زنجبار، حيث أوقعت المعارك السبت الماضي 29 قتيلا، بينهم 4 جنود و25 مقاتلا من «القاعدة»، حسب مصادر عسكرية.

وقال شهود عيان: إن التنظيم أعاد نشر مسلحيه في مدينة المكلا وفي المناطق الجبلية القريبة منها، وأقام حواجز للتفتيش على طول الطريق التي تربط بين المكلا ووادي حضرموت.

كما كشفت مصادر عسكرية وقبلية عن وصول قوات كبيرة من قوات هادي إلى منطقة «المسيلة» في وادي حضرموت، في سياق ما زعم التمهيد لعملية عسكرية أخرى لتحرير مدن ساحل حضرموت من مسلحي التنظيم، بما فيها مدينة المكلا عاصمة المحافظة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى