باسيل يجول في طرابلس: نأمل رفع الغبن عن المدينة والشمال

جال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على الفاعليات السياسية والمرافق الحيوية في مدينة طرابلس، يرافقه الدكتور بيار رفول، طوني ماروني، الدكتور بسام شعراني، منسق مدينة طرابلس داني سابا، وعضو المكتب السياسي زياد نجار.

استهلّ باسيل جولته بلقاء الرئيس نجيب ميقاتي في دارته في الميناء ـ طرابلس، وبحث معه في المستجدات المحلية والإقليمية، ثم زار مرفأ طرابلس وجال في حرم المرفأ واطّلع على حجم الحركة التجارية كما تفقد العمل في المنطقة الاقتصادية الحرة.

وأطلع مدير المرفأ أحمد تامر باسيل والحضور على «تطور عمل المرفأ وتنامي حركة دخول وخروج السفن من وإلى مرفأ طرابلس، وبالتالي زيادة حجم البضائع السنوية بين إصدار وتصدير»، واعداً أهالي مدينة طرابلس وسائر المناطق الشمالية «بمستقبل زاهر للمرفأ يساهم بتحريك العجلة الاقتصادية وخلق فرص عمل كثيرة للشباب».

أما باسيل فقال: «هذا المشروع مهم للشمال وكل لبنان ويحتاج إلى تمويل كبير، لكنه واعد ومؤهل ويحتاج إلى استثمارات ضخمة. نحن سنحاول المساعدة في كيفية تطوير هذه المنطقة الاقتصادية المهمة الواقعة في عاصمة لبنان الثانية».

أضاف: «طرابلس حُرمت كثيراً، لكن نأمل أن نستطيع تطوير هذه المنطقة من أجل رفع الغبن الواقع على طرابلس وكلّ المناطق الشمالية».

المحطة الثالثة كانت زيارة وزير الشؤون الاجتماعية النقيب رشيد درباس في مكتبه في ميناء طرابلس، ثم تفقد منشآت معرض رشيد كرامي الدولي في حضور الحسن ورئيس مجلس الإدارة حسام قبيطر.

ثم كانت محطة أخرى في مؤسسة الصفدي، حيث كان النائب محمد الصفدي في استقباله، وعرض معه للمشاريع التنموية الكبرى في طرابلس، والتي سبق أن درستها الحكومات السابقة ولم يتم إقرارها بسبب التباين السياسي.

وأكد الصفدي خلال اللقاء أنّ «طرابلس حاضنة كبرى وتتمتع بمقدرات عالية وسيأتي يوم تنهض فيه بدور كبير على صعيد الاقتصاد الوطني كما على الصعد التربوية والثقافية».

بعد ذلك زار باسيل والوفد سراي طرابلس وكان في استقباله محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، وعقد معه لقاء في مكتبه في السراي. وألقى نهرا كلمة رحب فيها بباسيل، ثم قدم له درعاً تقديرية.

من جهة أخرى، أكد باسيل، خلال محاضرة ألقاها في جامعة الجنان في طرابلس بعنوان «لبناننا لا طوائفنا، طائفتنا لا طائفيتنا»، أنّ لبنان «لن تكون له قيامة إلا على قاعدة العدل حيث لا تشعر طائفة أو مجموعة بأنها مغبونة».

وقال: «انطلاقاً من ميثاق التيار في بنده الرابع، فإنّ لبنان اختبار إنساني مميز بفضل ما يتميز به من تعددية وتفاعل وانفتاح على الحضارات»، لافتاً إلى «أنّ التعايش الإسلامي ـ المسيحي لا يجب أن يعني ذوبان الجناح الملسم في الجناح المسيحي، أو ذوبان المسيحي في المسلم لكي نحافظ على التنوع والخصوصية ولكي نبقي على قيمة لبنان. والخطر على كلّ ذلك هو هذه الموجة الإرهابية التي هي خطر على المسلمين قبل أن تكون خطراً على المسيحيين، والملسمون هم الذين سيسقطون المشروع التكفيري والمناقض للدين الإسلامي».

وأشار إلى «أنّ الإرهاب لا يلتقي مع إسرائيل فقط بل هي من ساهمت بصناعته ولا تزال تعمل على تغذيته إضعافاً للأمة وتشتيتاً لكياناتها».

وشدّد على «أنّ النزوح واللجوء حالات استثنائية فرضت علينا موقتاً لتبقى أبداً طابعاً إنسانياً وعمقاً بشرياً حقيقياً لتُخفي وراءها أبعاداً أمنية وسياسية تغزو من خلالها أرضنا ومجتمعنا واقتصادنا وتتجه منه إلى غزو آخر أشدّ شراسة في استهدافاته القارية والفكرية، يتضرر منه كلّ لبناني وكلّ طائفة ومنطقة».

وأضاف: «نحن تفاعلنا بكلّ صدق وعفوية مع المكون السني عندما اغتيل الرئيس رفيق الحريري، وكان لدينا الجرأة الأخلاقية لإزالة كلّ الخلافات السياسية وأسباب نفينا من البلد ومن السلطة على مدى 15 عاماً، أزلناها في لحظة، فماذا كان؟ إقصاؤنا عن انتخابات ال2005 وإقصاؤنا مباشرة عند أول حكومة تشكلت بعد الخروج السوري وبعد بدء انتفاضة الاستقلال اللبنانية. هذا كان الردّ علينا. ونحن نسجنا تفاهماً وطنياً مع المكون الشيعي من منطلق وطني ودافعنا عنه في محاولة استهدافه من عدو إسرائيلي وعدو تكفيري متماه مع العدو الإسرائيلي، ودفعنا الغالي وسنبقى ندفع إيماناً منا بهذا التفاهم، فبودلنا يومياً بالتعدي علينا وعلى أعمالنا وعلى نزاهتنا وصولاً إلى كرامتنا الوطنية. نحن نسجنا تفاهماً وطنياً مع القوات ليكون الوفاق المسيحي منطلقاً لتفاهم وطني أوسع لا ليلغي مسيحياً ولا ليكون موجهاً ضدّ أي مسلم، فما كان الردّ سوى نقزة وردة وتعنيف سياسي يصل إلى حدّ إلغاء الميثاقية».

وتابع باسيل: «فلنبادر بالعمل النيابي والحكومي والرئاسي لأن يكون هناك ضمانة في الممارسة وليس فقط في الدستور أو النص، فيكون المسلم ضمانة للمسيحي في هذا البلد كما يكون المسيحي ضمانة للمسلم، فتكتمل الشراكة وتتحقق المساواة».

وكان باسيل زار غرفة طرابلس حيث كان في استقباله رئيس الغرفة توفيق دبوسي الذي بحث معهم شؤوناً اقتصادية. وتطرق البحث أيضاً إلى مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي سيعقد في بيروت أوائل الشهر المقبل.

وفي سياق متصل، انتقد الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي، في بيان، مواقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال زيارته الى طرابلس، معتبراً «أنّ أقلّ ما يقال أنها تشكل استخفافاً بأهل المدينة وباللبنانيين الذين لم تنس ذاكرتهم الأحداث التي عاشها لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005 وإلى اليوم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى