في اليوم العالمي للكتاب… ماراثون القراءة للأطفال في هواء دمشق الطلق
رانيا مشوّح
لأننا أرض الحضارة والتاريخ الراقي، ولأنّ الرقي لا يتكوّن في مجتمعات جاهلة، حرصنا منذ النشأة الأولى على الاهتمام بالعلم والعقول. وما زالت سورية السبّاقة إليه في كلّ زمان. وحرصاً من وزارة الثقافة على المحافظة على هذا الإرث الراقي، تابعت مسيرتها بالاهتمام بالأجيال الجديدة براعم اليوم عقول الغد، وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية والوطنية.
ولمناسبة اليوم العالمي للكتاب، أقامت وزارة الثقافة برعاية الوزير عصام خليل، وبالتعاون مع نادي «خطى المغامرة» السوري، ماراثون القراءة في حديقة تشرين في العاصمة دمشق. افتتح الماراثون بسام أبو غنام معاون وزير الثقافة، الذي أدلى بتصريح إلى «البناء» جاء فيه: بتوجيه من الأستاذ عصام خليل، وبالتعاون مع نادي «خطى المغامرة» السوري، أقمنا ماراثون القراءة في أنحاء سورية كافة، حتى وصلنا إلى أصغر قرية في سورية. القراءة هي الدعامة الأساسية للأطفال. فهؤلاء الأطفال هم مستقبل سورية، والقراءة والكتاب هما مستقبل الأطفال، ونحن نشجّع الأهل على إنشاء مكتبات في منازلهم ليستفيد منها الأطفال فيتمكنون من صقل شخصياتهم الثقافية بشكل أفضل.
تخلّلت الماراثون ألعاب ترفيهية وأنشطة تفاعلية وموسيقية للأطفال. وعن مشاركة المعهد العالي للموسيقى، تحدّث إلى «البناء» عميد المعهد الأستاذ أندريه معلولي قائلاً: تأتي مشاركتنا دعماً للمشروع وللماراثون الذي يعتبر ضمن الدعم النفسي للأطفال الذين نعتبرهم بناة المستقبل. وواجبنا أن نوفر لهم كلّ الخدمات، ليحظوا بحياة ومستقبل أفضل، وليتمكنوا من العطاء في ما بعد بشكل أفضل. المعهد شارك اليوم مع طلابه بتقديم النشيد العربي السوري بتوزيع أوركسترالي وبطريقة أكاديمية جميلة، ونشيد الوطن عندما يؤدّى، يجب أن يؤدّى باحترافية عالية وبتقنية جداً عالية. وأتخيل أن هذه بداية لتعميم ثقافة التعاون بين جميع المؤسسات لإنجاح العمل. فالعمل لا ينجح مع مؤسسة واحدة، لذا يجب أن يكون هناك تعاون مستمرّ ولو ببصمة صغيرة، فهذا يؤدّي إلى أن يكون العمل نوعياً وناجحاً.
كما تحدث المسؤول الإعلامي ومدير المكتب الصحافي في وزارة الثقافة جوني ضاحي إلى «البناء» عن رعاية الوزارة هذا الماراثون حيث قال: سيتم تعليم الأطفال من خلال هذه الفعالية كيفية القراءة بعيداً عن الروتين المعتاد عليه ضمن فعاليات كثيرة قدّمتها الوزارة في هذا اليوم، وقد قدّمنا كل ما هو لوجستي لهذه الفعاليات. فالكتب من تقدمة الوزارة من ضمن إصداراتها، ومخصصة لهذه الأعمار، وذلك لزرع بذرة صغيرة للطفل حتى يستفيد منها الوطن في ما بعد.
أما عن النادي المنظّم، فتحدّث سامر موسى رئيس نادي «خطى المغامرة» السوري: نحن تابعون للّجنة العليا للمشي والرحالة، وللاتحاد العربي السوري للرياضة للجميع، والاتحاد الرياضي العام. نقيم نشاطات بالتعاون مع وزارتَي السياحة والثقافة. والنادي قائم على رياضة المشي ضمن الطبيعة أو «هاي كينغ»، وهي رياضة جديدة في بلادنا، إذ ننسق مع الوزارات المعنية. والمميز لدينا أننا نهتم بالمواقع الأثرية لتعريف الأجيال الجديدة على حضارة سورية. ماراثون القراءة سيستمر 55 يوماً، وسيتضمّن حلقات قراءة للأطفال ضمن دمشق، إذ سيكون لنا مركز ثابت في حديقة تشرين، إضافة إلى مشاركتنا مرضى السرطان وجمعية «بسمة» ومرضى التلاسيميا وقرى الأطفال «sos». هدفنا الأساس والأول أن نُظهر للعالم أن سورية ما زالت حيّة. ونأمل أن نعمل بشكل صحيح على الجيل الجديد حيث نقوم بزرع بذرة المطالعة ليكون منفتحاً ثقافياً. فالقراءة والمطالعة تجعلان العقل نيّراً، وهذا ما نعمل عليه.
كما قالت انتصار عبدو، مسؤولة المكتب الإعلامي في نادي «خطى المغامرة» السوري: فكرتنا إقامة حلقات قراءة ضمن جو «الهاي كينغ» من خلال نصب خيم وحفرة للنار، ونحن سنقرأ لهم ونعلّمهم القراءة إنّما بصورة وطريقة مختلفتين عما اعتادوا عليه. سنبدأ مع حملة «درب السلام» التي سنقوم خلالها بالسير لخمسين يوماً من أقصى الشمال السوري إلى أقصى الجنوب، وسيكون ذلك للأطفال من عمر 6 حتى 12، وليس فقط لأطفال المدارس، إنما سيشارك أطفال من قرى «sos»، وأطفال مرضى السرطان ومرضى التلاسيميا، حيث سنتوجّه إليهم ونقيم لهم حلقات قراءة وأنشطة تفاعلية لإخرجهم من الجوّ الذي يحيط بهم.