رندة برّي: الواقع المأسوي الذي يعيشه لبنان يحصد الشباب نتائجه وتداعياته
الصرفند ـ مصطفى الحمود
رعت عقيلة رئيس مجلس النواب، رئيسة «الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين» رندة عاصي برّي، حفل تخريج طلاب معهد «الوفاء للتعليم المهني» التابع للجمعية.
أقيم الاحتفال في قاعة الاحتفالات في مجمّع نبيه برّي لتأهيل المعوقين في الصرفند، وحضره إلى جانب برّي، مدير عام التعليم المهني والتقني أحمد دياب، المسؤول التربوي في حركة أمل في الجنوب الدكتور محمد توبة، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر، مدراء عدد من المعاهد المهنية والتقنية الرسمية والخاصة، وفاعليات تربوية وبلدية واختيارية، وحشد من أهالي الطلاب المتخرّجين.
استهلّ الاحتفال بدخول موكب المتخرّجين، ثم بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ ألقت الطالبة عليا خليفة كلمة المتخرّجين.
وألقى مدير معهد «الوفاء» نبيه مراد كلمة تحدّث فيها عن نسبة النجاح والتفوّق التي حقّقها طلاب المعهد في الاختصصات كافة في الشهادات الرسمية. وأشار إلى استحداث اختصاصات جديدة، لا سيما اختصاص صناعة الأطراف الاصطناعية.
ثمّ ألقى دياب كلمة استهلها بالتنويه بالدور الكبير لرئيس مجلس النواب في إرساء قواعد تنمية الأرض والإنسان، وتوجيه التهنئة للطلاب الناجحين. وأكّد أنّ المديرية العامة للتعليم المهني والتقني بصدد اعتماد مناهج تتلاءم مع الحداثة، معتبراً أنّ التخرّج يجب ألا يكون نهاية المطاف بالنسبة إلى الطلاب. مشدّداً على أهمية مواصلة التحصيل العلمي.
ودعا دياب إلى ضرورة تحويل المجتمع المدني إلى مجتمع مهني، لافتاً إلى أنه من خلال تعميم التدريب المهني، يمكن الحدّ من البطالة.
ثمّ ألقت برّي كلمة قالت فيها: لقد عوّدتكم في كلّ مناسبة نخرّج فيها دفعة من الطلاب على المصارحة والشفافية. واليوم ربما هي المرّة الأولى التي أجد فيها صعوبة في اختيار الكلمات والمواقف التي يتوجب أن أخاطب بها هذه الباقة من الشباب المتعلّم المتوثب لدخول سوق العمل، والمتأهب لاستكمال مسيرة التحصيل العلمي. ومردّ هذه الصعوبة حالة التردّي والفساد والإفساد والتعطيل والفراغ والمراوحة التي تفتك بكل شيء، خصوصاً بالمفاصل الرئيسة للدولة والمؤسسات في لبنان. إن هذا الواقع المأسوي الذي نعيشه في لبنان، أول مَن يحصد نتائجه وتداعياته، الشباب التوّاقون إلى المشاركة في بناء لبنان، وصناعة نهضته وقيامته من بين ركام الأزمات التي يتفنّن السياسيون في صناعتها.
وأضافت برّي: لكنني كلّما أنظر في عيون هذه القامات المفعمة بالأمل والمجبولة بعزيمة وإرادة لا تعرفان الهزيمة والانكسار، أدرك حقيقة لا لُبس فيها، أن ما يمرّ به وطننا من أزمات وتحدّيات هو الاستئثاء لا القاعدة. وأنّ قدر لبنان الانتصار دائماً على كل التحدّيات. ومستقبله لا يصنعه إلا شباب مثلكم لم تَلوِ عزيمتهم ولم تكسِر إرادتهم أيّ قوة شرّيرة. فكما انتصرتم على عدوانية الصهاينة، أنتم قادرون على الانتصار في أيّ استحقاق عابر وطارئ. نحن وإياكم معنيون ومطالَبون بمواجهة هذه الوقائع الشاذة التي يحاول البعض جعلها قدراً متحكّماً بحياة وطننا وإنساننا.
وتابعت برّي: نحن وإياكم ملزمون بمضاعفة الجهد والعمل أكثر من أيّ وقت مضى على تحصين إرادة التعلّم، والسعي من أجل تطوير الرؤى والخطط بما يتلاءم مع الظروف التي نمرّ بها، وفي المقدّمة إيجاد المناخات الملائمة لخلق فرص عمل جديدة للخرّيجين، خصوصاً أولئك الذين يحملون الشهادات المهنية، وأنتم جزء أساس منهم.
وختمت برّي كلمتها قائلةً: لا بدّ من التأكيد على ضرورة أن تحذو الدولة أو السلطة المعنية في لبنان حذو الدول التي مرّت بظروف مماثلة مر بها لبنان ولا يزال. فكان اللجوء إلى دعم التعليم المهني انطلاقاً من أهميته وباعتباره أحد أهمّ المظاهر الرئيسة للعملية التعليمية في العالم نظراً إلى تأثيره على عملية التنمية المستدامة في المجتمعات، خصوصاً في ظل تنامي ظاهرة البطالة في أوساط الخرّيجين من حملة الشهادات الأكاديمية العليا.
واختُتم الاحتفال بتقديم درع تقديرية من إدارة المعهد لبرّي ودياب اللذين وزّعا الشهادات على الطلاب المتخرّجين.