الجزائري رياض محرز أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي
قالوا له إنّه بطيء جداً، صغير جداً، ونحيل جداً لكي يصبح محترفاً، لكن ذلك لم يؤثّر في معنويات الجزائري رياض محرز 24 عاماً ، الذي تُوّج مؤخّراً كأفضل لاعب محترف في الدوري الإنكليزي. وباتَ محرز صانع ألعاب ليستر سيتي، أول لاعب عربي وأفريقي ينال هذا الشرف، وثاني لاعب غير أوروبي بعد الأوروغوياني لويس سواريز.
في بداياته، لم يتمكّن من فرض نفسه أساسيّاً حتى في الفريق الأول لنادي سارسيل الفرنسي الذي شهد انطلاقته في الملاعب. وكان سارسيل مشتلاً لتفريخ النجوم وكانت الأندية الفرنسية الكبرى ترسل كشّافيها إلى هذه المنطقة من ضواحي باريس لاكتشاف المواهب وضمّها إلى الأكاديميات الخاصة بها، وحينها لم يلفت محرز نظر أيّ منها.
ما يزيد من إنجاز محرز بأنّ جميع الذين سبقوه في التتويج بهذه الجائزة دافعوا عن ألوان أندية عريقة أمثال إريك كانتونا «مانشستر يونايتد»، وتييري هنري ودينيس برغكامب «كلاهما مع أرسنال»، وغاريث بايل «توتنهام»، ولويس سواريز «ليفربول»، في حين نجح محرز في ذلك مع ليستر سيتي الذي نجا بأعجوبة الموسم الماضي من السقوط إلى مصاف الدرجة الأولى، لكنّه الآن بات على مشارف إحراز اللقب في كبرى المفاجآت في تاريخ الدوري الإنكليزي.
وكان محرز انتقل إلى ليستر سيتي من نادي لوهافر درجة ثانية في فرنسا مقابل 500 ألف يورو في أواخر العام 2014، وسط عدم اكتراث شبه كلّي من الصحافة الإنكليزية، لكن الأمور تغيّرت بشكل جذري هذا الموسم، حيث أصبح اسم الدولي الجزائري رياض محرز على كل شفة ولسان.
وقد تكون وفاة والده نقطة تحوّل في حياته، وفي هذا الصدد يقول: «وفاة والدي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري كانت نقطة الانطلاق. أصبحت أكثر جديّة، وتغيّرت كثيراً بعد رحيله».
نشأ محرز في ضواحي باريس الشمالية، ويكشف بأنّ المقربين منه نصحوه بعدم التوجّه إلى الدوري الإنكليزي بل إلى الدوري الإسباني، ويقول: «الجميع كانوا يقولون لي .. الدوري الإنكليزي لا يناسبك، فهو يعتمد على القوّة البدنيّة كثيراً، الأفضل لك الانتقال إلى الدوري الإسباني».
لكن محرز لم يستمع إلى نصائح هؤلاء، ورفض عروضاً من باريس سان جرمان ومرسيليا لينتقل إلى ليستر سيتي المتواضع، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى الدرجة الأولى.
وكان النقّاد يعتبرونه نحيل الجسم لا يستطيع الصمود في مواجهة المدافعين أصحاب البنية الجسدية الهائلة، لكن محرز لم يتأثّر بهذا الأمر إطلاقاً لأنهّ لم يدعِ الفرصة أمام المدافعين للاقتراب منه نظراً لبراعته في المراوغة. وسجّل محرز 17 هدفاً هذا الموسم ومرّر 11 تمريرة حاسمة.
كما أصبح أول لاعب جزائري يُسجّل ثلاثية في الدوري الإنكليزي الممتاز، وأشاد به زميله في ليستر حارس المرمى غاسبر شمايكل نجل السائق العالمي بيتر شمايكل بقوله: «إنّه لاعب مثير جداً يجعل الجمهور يقف في كل مرة يقوم فيها بحركة فنية رائعة. إنّه لاعب مهاري يجيد المراوغة وخلق الفرص، بالإضافة إلى قدرته على التسجيل. إنّه لاعب يحلم كل فريق بالحصول على خدماته».