زاسيبكين: نحرص على الاستفادة من الثروات التاريخية لكلّ الشعوب
نظمت كلية العلوم السياحية في الجامعة الإسلامية في لبنان والمركز الثقافي الروسي مهرجان الثقافة الروسية «أهلاً وسهلاً في روسيا»، برعاية رئيس الجامعة الدكتور حسن الشلبي والسفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، في قاعة الاحتفالات في الجامعة حضرها المدير العام للمجلس الشيعي نزيه جمول ممثلاً رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان ومدير المركز الثقافي في بيروت خيرات أحمدوف ونائب الرئيس للشؤون البحث العلمي الدكتور أحمد حطيط وأركان السفارة الروسية وعمداء وأساتذة وطلاب الجامعة ومهتمون.
بعد النشيدين اللبناني والروسي، قدمت فرقة الكورال الروسي «لوبافا» عرضاً من وحي المناسبة ثم تمّ عرض فيلم وثائقي عن السياحة في روسيا وتقديم من قبل مدير شؤون الطلاب الدكتور غادي مقلد.
بعدها، ألقى مدير كلية العلوم السياحية الدكتور جاك سموري كلمة ترحيبية أشار فيها إلى «أنّ كلية السياحة في الجامعة الإسلامية أرادت أن تكون لها إطلالة مشرقة على تراث عالم عريق، هو عالم روسيا الاتحادية، حيث السياحة تحلق عالياً لتجذب إليها ملايين السياح سنويا. فالجامعة الإسلامية وانطلاقاً من قيمها السامية وسياستها المنفتحة على مختلف الحضارات والثقافات، تتشرف بإقامة معرض ثقافي سياحي روسي، يتم فيه استعراض ما تضمه روسيا من مناطق جميلة ومراكز سياحية رائعة جاذبة للسياح من أنحاء العالم كافة، إضافة إلى ما تختزنه من طاقات أكاديمية تتمثل في صروحها العلمية والجامعية العامرة حيث الاختصاصات على تنوعها».
اضاف: «هدفنا المشترك هو تسليط الضوء على حضور روسيا القوي والراجح على الخارطة السياحية العالمية، لما تملك من إرث حضاري راسخ ومقومات سياحية جذابة تحاكي رغبات الثقافات العالمية على أنواعها، فروسيا تتمتع بأنماط سياحية متعددة، منها السياحة التاريخية المبنية على حضارة موغلة في القدم حيث تضم 24 موقعا تراثيا عالميا على قائمة اليونسكو، والسياحة الطبيعية لما تنعم به هذه البلاد الواسعة من تنوع إيكولوجي فريد ومميز، إضافة إلى السياحات الرياضية والجبلية والريفية والمائية والفنية والثقافية وسياحة المناسبات والأعمال، والسياحة العلاجية وسياحة الاستجمام للأطفال والشباب إلى ما هنالك من نشاطات بيئية وترفيهية وحضارية».
وأكد زاسيبكين، من جهته، «أنّ الشعب الروسي يسعى دائماً إلى تطوير علاقات الصداقة مع اللبنانيين وتربطنا صلات وثيقة عبر التاريخ في مجالات عديدة». وقال: «من المعروف أنّ كثيراً من الطلاب اللبنانيين درسوا في مدارس موسكو، كما تعلم الآلاف من الطلاب اللبنانيين في جامعات الاتحاد السوفياتي وروسيا، ونعزز التعاون التربوي».
أضاف: «من المهم جداً طرح المبادرات المحلية للتعارف والتعاون لنتشارك في إعمار المستقبل ورفع المستوى الحضاري للمجتمع والحفاظ على القيم الروحية، وأتمنى الاستفادة من الاطلاع على صور عن روسيا والحضور الروسي في لبنان والعالم، ويصبح هذا خطوة اخرى نحو التقارب والتعاون كما نتطلع نحو توسيع العلاقات المباشرة بين الجامعات الروسية واللبنانية والقيام بزيارات ذات أهداف سياحية وتربوية»، معرباً عن تمنياته بأن تتطور السياحة في ظروف السلام والأمن».
وختم زاسيبكين: «أنتم تعرفون الجهود الروسية المبذولة في المنطقة لتخرج بأسرع وقت من هذه المرحلة المأساوية وإيجاد حلول سياسية سلمية للأزمة التي انفجرت في الشرق الأوسط، ونحن سنواصل هذه الجهود لنصل إلى المستقبل الافضل ونحرص لتكون السياحة سواء في روسيا أو في لبنان أو مناطق شرق أوسطية، ونحرص من خلال التعرف على حضارة بعضنا البعض من أن نستفيد من الثروات التاريخية لكلّ الشعوب».
وأعرب رئيس الجامعة الشلبي عن سعادته وسعادة الجامعة باقامة معرضين روسيين خلال فترة قصيرة يمثل كل منهما ما في هذا البلد العظيم من رموز ثقافية عالية وصناعات مزدهرة وتقدم على كلّ الصعد، مشيراً إلى التراث والتاريخ الروسيين في هذا البلد العظيم. وأعرب عن «اعتزاز الجامعة لأن تكون مكاناً مختاراً من السفارة الروسية لإقامة هذه النشاطات وإبراز مظاهر العظمة الروسية»، مؤكداً «أنّ الجامعة مهيئة لأي تعاون، لأنّ هذا الاختيار يمثل تكريماً لها ويعطيها فرصة ذهبية لهذا التعاون».
وقال: «لا عجب أن تحظى الجامعة الاسلامية في لبنان باهتمام المعنيين في روسيا العزيزة باختيار هذه الجامعة لكلّ هذا التعاون، التي تظهر محبة الإخوة الروس، لا سيما السفير زاسيبكين والمركز الثقافي الروسي». وشكر السفارة وأركانها على «هذا الفضل الذي ستظل الجامعة تذكره بالتقدير والاعتزاز»، واعداً بأن تكون «مهيئة ومستعدة لكلّ أوجه التعاون»، منوهاً «بالعلاقات الطيبة والمزدهرة بين البلدين والشعبين الصديقين»، ومعرباً عن «التقدير والمحبة التي يكنهما الشعب اللبناني لروسيا وجامعاتها».
وفي الختام، تمّ افتتاح المعرض الذي يستمر حتى 28 الحالي.