تركيا تطرد صحافيّاً ألمانياً من مطار إسطنبول وتُفرج عن صحافيّة هولندية بشروط
أعلنت صحيفة «بيلد» الألمانية أمس، أنّ السلطات التركية طردت مصوّرها يورغوس موتافيس من مطار إسطنبول، وأُعيد في أول طائرة صباح أمس إلى بلاده.
وذكرت الصحيفة الأوسع انتشاراً في ألمانيا، أنّ مصوّرها اليوناني الذي كان متوجّهاً إلى ليبيا عبر تركيا، طُرد من مطار إسطنبول، وأبلغوه أنّ اسمه مُدرَج على لائحة الأشخاص الممنوعين من دخول تركيا، من دون تفاصيل إضافيّة.
ويأتي الحادث بعد فترة وجيزة من انتهاء زيارة المستشارة الألمانية ميركل لمخيم للّاجئين السوريّين في تركيا.
يُشار إلى أنّ ميركل واجهت انتقادات حادّة في ألمانيا، بعدما سمحت بمباشرة ملاحقات جنائية طلبتها تركيا بحق صحافي ألماني سخر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في برنامج تلفزيوني فكاهي، في قضية أثارت توتراً في العلاقات بين البلدين.
وفي سياقٍ متّصل، أفرجت الشرطة التركية عن الصحفية الهولندية – التركية، أوبرو عمر، بعد ساعات من احتجازها بتهمة توجيه «إهانات» إلى أردوغان.
وكتبت الصحافيّة على حسابها في «تويتر»، «لا بدّ من أن تكون الأمور واضحة، أنا حرة الآن، لكنني ممنوعة من مغادرة الأراضي التركية». وأضافت: «تلقّيت معاملة طيّبة، لا يمكنني أن أنكر ذلك»، مضيفةً أنّ المحامي يحاول مساعدتها في رفع حظر السفر المفروض عليها لأنّها ترغب بالعودة إلى هولندا.
وفي تعليق على الإفراج عن أوبرو، أعرب وزير الخارجية الهولندي، برت كوندرز، عن ارتياحه لإطلاق سراحها، موضحاً أنّه اتّصل بنظيره التركي مولود جاوش أوغلو، وأعرب له عن الأسف لما تعرّضت له الصحافيّة.
وأضاف الوزير الهولندي، أنّه على الدولة المرشّحة تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، «أن تواصل العمل على تعزيز حريّة الصحافة وحريّة التعبير».
هذا، واتّصل رئيس الحكومة الهولندي مارك روتي، بنظيره التركي وأبلغه بقلقه على مصير الصحافيّة الهولندية.
الصحافيّة أوبرو التي تبلغ من العمر 45 عاماً، وتعمل في صحيفة «مترو» الهولندية اليومية، كانت قد كتبت مقالاً وجّهت فيه انتقادات حادّة إلى أردوغان، بعد رسالة إلكترونية صدرت عن القنصليّة التركية في مدينة روتردام الهولندية، وتضمّنت رسالة القنصلية، التي أثارت جدلاً واسعاً، دعوة الأتراك القاطنين هناك إلى إبلاغ القنصليّة عن الإهانات التي ترد على شبكات التواصل الاجتماعي ضدّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
و مع تولّي أردوغان عام 2014 منصب الرئاسة، رُفعت حوالى 2000 دعوى قضائية في تركيا ضدّ فنانين وصحافيين ومواطنين عاديين، بتهمة إهانة الرئيس أو السخرية منه.
وتخطّت مثل هذه القضايا إلى خارج حدود تركيا، آخرها طلب أنقرة من ألمانيا فتح تحقيق جنائي ضدّ الإعلامي والممثل الكوميدي الألماني يان بويمرمان، بعد أن ألقى قصيدة تسخر من أردوغان على شاشة التلفزيون الألماني.
وتتّهم المعارضة التركية أردوغان باستخدام أساليب استبداديّة، والتضييق الشديد على المعارضة وعلى حرية التعبير.