مساعد الرئيس الإيراني في عين التينة والسراي: بإمكان اللبنانيين حلّ أزمة الفراغ الرئاسي بالوحدة والحوار بعيداً من التدخلات الخارجية

زار مساعد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد علي شهيدي، على رأس وفد يرافقه السفير الإيراني محمد فتحعلي، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى عرض للتطورات الراهنة في المنطقة وللعلاقات الثنائية بين البلدين.

ولفت شهيدي إلى «أنّ الهدف الأساسي للزيارة الرسمية التي نقوم بها إلى لبنان الشقيق هو التشاور وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين اللبنانيين حول التطورات الجارية أكان على الصعيد اللبناني أو على الصعيد الإقليمي .ونحن نعتقد ونصّر على ضرورة التبادل الثنائي للوفود والشخصيات الرسمية بين البلدين الشقيقين، ونعتقد أيضاً أنّ التطورات السياسية الهامة التي تجري حولنا في المنطقة تستلزم أكثر من أي وقت مضى تبادل الزيارات والتشاور بين المسؤولين اللبنانيين والإيرانيين في مقاربة كلّ هذه الأمور».

وفي السراي الحكومية، التقى شهيدي والوفد رئيس الحكومة تمام سلام وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.

بعد اللقاء، رأى شهيدي «أنّ وتيرة التطورات السياسية الجارية من حولنا في المنطقة تستلزم في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى تكثيف حركة الاتصالات السياسية والدبلوماسية ما بين البلدين الشقيقين، وتبادل الزيارات والتباحث في وجهات النظر تجاه كلّ المشكلات التي نعاني منها، في الاتجاه الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق المصلحة الوطنية اللبنانية والإيرانية على حد سواء».

وأضاف: «عقدنا لقاء قيماً وبناء للغاية مع دولة رئيس الحكومة الأستاذ تمام سلام، وأستطيع القول إنّ وجهات النظر كانت متطابقة تقريباً إلى حدّ بعيد في مقاربة كلّ الملفات، وكانت وجهات النظر متطابقة تماما حول تشخيص الكيان الصهيوني على أنه العدو الأشرس والأساسي للأمة الإسلامية، ونحن عبرنا عن وجهة نظرنا خلال هذا اللقاء الكريم أنّ هدف كلّ هذه التطورات التي تجري من حولنا في هذه المنطقة، والتي يراد من خلالها تعكير صفو العلاقات الأخوية ما بين الدول الإسلامية، هو لإراحة بال الكيان الصهيوني وجعله يعيش في أمان. لذلك نحن نعتقد أنّ الواجب يملي علينا جميعاً، كبلدان وحكومات وشعوب إسلامية، أن نبقى على الاتجاه الذي يبقي الكيان الصهيوني هو الخطر الأساسي الذي يستهدفنا جميعاً. وهذه الرؤية كانت مشتركة بيننا وبين دولة رئيس الحكومة».

وتابع: «في ما يتعلق بالفراغ الرئاسي في لبنان، عبرنا عن وجهة نظرنا لدولة الرئيس على أنّ الشعب اللبناني العزيز والنخب السياسية اللبنانية بإمكانها من خلال الحوار والتواصل والتلاقي أن توجد حلاً لهذه الأزمة السياسية المستفحلة من خلال الإرادة الوطنية اللبنانية المستقلة والحرة بعيداً عن أي تدخل خارجي».

وختم: «نعتبر أنّ هذا البلد العزيز هو بلد سيد حر مستقل وأن الشعب اللبناني هو شعب يتمتع بقدر كبير من الوعي والإدراك والحكمة والشجاعة والدراية والقوة، وأكبر تجربة على هذا الأمر أن الشعب اللبناني استطاع من خلال مقاومته الباسلة والحرة والأبية أن يحقق الإنتصار الكبير والتاريخي ضد الكيان الصهيوني في العام 2000 عندما تمكن من دحر القوات الإسرائيلية المحتلة عن الأراضي اللبنانية. لا شك أنّ الوحدة والتكاتف هما الطريق الوحيد نحو الانتصار، ونحن على ثقة تامة أنّ لبنان العزيز من خلال وحدته والحوار الوطني البناء الجاري فيه سوف يتمكن في المستقبل القريب من حلّ كلّ الملفات السياسية التي ما زالت عالقة وأن يعود لبنان مرة أخرى كنموذج يقتدى به سواء في العالم العربي أو في العالم الإسلامي، وعلى أمل الوصول إلى هذا الهدف».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى