تشييع شهداء الجيش في عكار والبقاع
ما زالت المؤسسة العسكرية تقدم جنودها وضباطها فداء للوطن، ودفاعاً عن حدوده وأرضه من المجموعات التكفيرية المسلحة، وما زالت المناطق اللبنانية تستقبل بالدمع والورود جثامين أبنائها الذين عادوا إليها شهداء محمولين على أكف رفاق السلاح.
فقد شيعت قيادة الجيش وأهالي منطقة الهرمل وبلدتي قصرنبا والخضر في البقاع شهداء المؤسسة العسكرية العريف أحمد علي الحاج حسن، الرقيب يحيى علي الديراني والجندي أول حسين ملحم حمزه الذين استشهدوا في الاشتباكات التي يخوضها الجيش ضدّ المجموعات الإرهابية في منطقة عرسال، وذلك في مأتم مهيب شارك فيه ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد الركن فؤاد عانوتي، إضافة إلى ضباط كبار في مختلف الأجهزة الأمنية وفاعليات بلدية واختيارية وقيادات حزبية.
استهل التشييع، بإقامة مراسم التكريم للشهداء، حيث أدّت لهم ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وتمّ تقليدهم أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية.
وفي المناسبة ألقى العقيد زيدان كلمة نوّه فيها بمزايا الشهداء وإخلاصهم للمؤسسة والوطن. وقال: «إنّ ما عاهدت به القيادة أبناء الوطن هو حقيقة ناصعة، فالحفاظ على الوحدة الوطنية، لا يكون من خلال إجراء بسيط أو تضحية عابرة، بل يتطلّب نكراناً للذات وانتصاراً عليها وارتقاءً بالتضحية حتى الشهادة، وإن ردّنا الحازم على الإرهاب المجرم، سيكون على قدر غلاوة دماء شهدائنا وجرحانا وعلى قدر إيماننا بلبنان الواحد السيّد المستقل».
كما شيع الجيش وأهالي بلدة تلحميرة في سهل عكار، الرقيب الشهيد علي محمد خضارو الذي سقط خلال تصديه للمجموعات الإرهابية في بلدة عرسال. وقد لفّ نعشه بالعلم اللبناني وكان له استقبال مهيب عند مدخل البلدة، وسط إطلاق نار كثيف وحالة غضب عارمة. وقد رفع جثمان الشهيد على أكف رفاق السلاح وأهالي البلدة والأقرباء، وساروا به في تظاهرة كبيرة نثرت عليها الورود والرز وأطلقت الهتافات المتضامنة مع الجيش، وصولاً إلى منزله العائلي حيث كانت النظرة الوداعية، ومنه إلى مسجد البلدة حيث أقيمت الصلاة على روحه، في حضور رؤساء بلديات سهل عكار وممثل قائد الجيش العقيد حسن الحسن الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن مناقبية الشهيد، قبل أن يوارى الثرى في جبانة البلدة.