«نحت الأقدار» للشاعرة لينا غزالة… نصوص شعرية تقوم على الرمز والدلالة
م. خ.
تذهب الشاعرة لينا غزالة في مجموعتها الجديدة بعنوان «نحت الأقدار» إلى معانٍ وجدانية وإنسانية وعاطفية تعبّر عن خلجات أنثى تحاول صوغ عواطفها من دون أن تقع تحت وطأة الرمز، معتمدة على البناء الشعري الذي يبنى على أساسه النص.
وتأتي في سياق النصوص الشعرية صوَر عفوية التشكيل، نظراً إلى التدفق العاطفي الذي يظهر في بنيانها كقولها في نصّ «طفلة اليم»:
لا تخبروه أنني طفلة اليم
وجعي ممتد
على ساعد الرمل كالخطوط.
وتجعل الشاعرة من الصورة دلالة على حبّ كبير فتنتقي ألفاظه التعبيرية من الكائنات الموجودة في فضاء الجمال، ليبقى التواصل الوجداني بين النصّ والمتلقي عامراً ومليئاً بالشجن والصفاء الإنساني، تقول في نصها «مدن الابتسامات»:
لأجلك عتقت عناقيدي
ورسمت بين الغيم دروباً.
وتعبّر غزالة عن تصاعد الحبّ بإيحاءات تدلّ على ثقافة تشكيلية تمكّنها من رسم معالم تحوّلات الخيال الذي يدلّ على شرودها، فيما وراء البيئة التي تعيشها ليعرف من تحبّ أنه أسمى ما في حياتها، ولا شيء يعوّض حضوره:
باردة أطرافي
لا تقوى على وداعك
عند الرحيل
أُشعل مواقدك
أُلقي بذراعيك على كتفي
ثم تبدّل أسلوب الكتابة لتعتمد الحوار القصصي في تكوين النصّ وترسم خطاً بيانياً يقوم على العاطفة الناتجة عما قاله الحبيب، الذي كان سبباً في كتابة النصّ ورسم الصورة البيانية الدالة على كينونة الحبّ الكبيرة، كما جاء في نصّ «صياغة التكوين»:
قال لها
دعيني أراقب خطى الليل
وأين سينتهي المسير
دعيني أكفكف دمع الغيم
إن تبعثرت قصائدي
وأصبح النهار كئيباً.
وتعتمد الشاعرة غزالة في نصوصها على رسم الطبيعة وجمال تداعياتها وتحوّلاتها، ثم تربط بين جمالها وبين الحبّ، ليكون مناخاً عاطفياً يتلاءم مع أشجان المحبّين وعواطفهم التي تترقب الحضور واللقاء بعد سطوة الغياب وغدر الهجر. فتقول في قصيدة «دموع من نار»:
تحت المطر
أنتظر أن تأتي
من أعوام تمحو ظلامي
المجموعة الصادرة عن مؤسسة «سوريانا للإعلان»، والتي تقع في 124 صفحة من القطع الوسط، عبارة عن وجدانيات امرأة حالمة بالنقاء والحبّ الأسمى الذي أصبح وجوده قريباً من المستحيل، ثم تذهب في معظم أحيانها إلى استحضار الصور الدلالية التي يغلب وجودها في مقدّمات النصوص، ثم تتراوح هذه النصوص إلى غير مستوى لتنتظر عودة الشاعرة إلى العمل وترميم بعض الثغرات.