«الحياة بعد الموت»: طقوس إندونيسية مرعبة
تحمل عبارة «الحياة بعد الموت» معنىً مختلفاً تماماً لدى مجتمع سكان توراجا الذين يعيشون في جبال جنوب سولاويزي في إندونيسيا.
فبدلاً من دفن الموتى على الفور، تحتفظ أسرة الشخص المتوفى به لعدّة أسابيع، وأحياناً لأشهر، قبل وضعه في الضريح، ليعيش معهم كأيّ فرد من أفراد العائلة الأحياء.
ويعتقد سكان توراجا أنّ الأشخاص لا يموتون حقاً، بل أنّ أرواحهم تبقى موجودة ممّا يجعلهم يحتفظون بالجثث لشهور حيث تعيش معهم جنباً إلى جنب، فضلاً عن أنّ عمليّة الدفن لا تتمّ حتى يجتمع كل الأقارب الذين يأتون من مناطق بعيدة في مكان واحد.
وحتى عملية الدفن لدى سكان قرية توراجا تتميّز بالغرابة، حيث يتمّ وضع الجثة داخل صندوق خشبي لكنّه لا يُدفن في الأرض، وإنّما يوضَع داخل مغارة طبيعية ليتمكنوا من إخراج جثامين أقاربهم كل عام في شهر آب خلال تقليد يُسمّى «حفل تنظيف الجثث»، حيث يتمّ نقل الجثث إلى الأماكن التي توفّوا فيها، ويتمّ استبدال الأكفان والنعوش المتهالكة والقديمة بأخرى جديدة، إضافة إلى استحمام الموتى بالمياه للانتعاش وإلباسهم ملابس جديدة وتجهيزهم كي يبدوا في أحسن حال.