الهدنة السورية قائمة إلا أنها في خطر.. ووصول 150 جندياً أميركياً إلى مطار رميلان في الحسكة

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أن المعركة ضد الإرهاب يجب أن تتم على أساس التعاون وعلى قدر المساواة مع احترام سيادة الدول».

وفي كلمته خلال مؤتمر مؤتمر موسكو للأمن الدولي، دعا بوتين إلى تشكيل جبهة عريضة لمحاربة الإرهاب برعاية الأمم المتحدة، مؤكداً على ضرورة امتثال جميع الدول لقرارات مجلس الأمن حول عدم تمويل الإرهاب.

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «الضربات التي وجهتها القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا سمحت بإلحاق هزائم جدية بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق عملية التسوية السياسية».

لافروف الذي أعلن عن استئناف محادثات جنيف بشأن سوريا في 10 أيار/مايو المقبل قال: «إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي أظهرت واقعية في الأزمة السورية»، معتبراً «أن الناتو هو الذي أقدم على تجميد تعاونه في مجال مكافحة الإرهاب».

وخلال المؤتمر قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: «إن موسكو تعتزم تدمير القدرات الاقتصادية لداعش والمصدر الرئيسي لتمويله، أي تهريب النفط، بعد الضربة القوية التي وجهتها للإرهاب ودمرت فيها البنى التحتية العسكرية والمالية للمسلحين».

واعتبر شويغو «أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لن يؤدي إلى إطاحة الإرهاب»، متسائلاً: «عما إذا كانت إطاحة صدام حسين ومعمر القذافي سبباً في تراجع الإرهاب».

وفي السياق، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال افتتاح مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي من استخدام الإرهابيين في تغيير أنظمة غير مرغوب فيها وتصفية حسابات معها.

من جانبه، أكد وزير الدفاع سيرغي شويغو أن القوات الجويةَ الروسيةَ المتواجدة في سورية تعمل للقضاء على مصادر تمويل تنظيم داعش.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن الهدنة في سورية لا تزال قائمة إلا أنها تتعرض لتهديدات جدية، مؤكدة أن «جبهة النصرة» والجماعات المتعاونة معها تهدف إلى تقويض عملية انتقال سورية إلى السلام.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي أمس، إن إرهابيي «جبهة النصرة» بالتعاون مع «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» يقصفون منذ بداية الأسبوع الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات السورية في حلب، مشيرة إلى أن ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة مئات المدنيين بجروح.

وأشارت زاخاروفا إلى أن ممثلي ما يسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» للمعارضة السورية علقوا مشاركتهم في مفاوضات جنيف لكونهم لا يملكون أي اقتراحات بناءة، وقاموا بتحويل جهودهم إلى تنظيم فعاليات رامية إلى تشويه صورة الحكومة السورية وعملية القوات الروسية في سورية، باستخدام تهم قديمة حول «مسؤولية الأسد ونظامه الدموي» و«قتل روسيا لنساء وأطفال».

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية من جديد تمسك موسكو بالاتفاقات الروسية الأميركية حول وقف القتال في سورية، واستعدادها للمساهمة، بالتعاون مع شركائها، في تعزيز الهدنة وتقديم المساعدات الإنسانية وتأمين عملية المفاوضات في جنيف بهدف وضع إطار لسوريا موحدة مستقلة علمانية متجددة، وتحديد سبل الانتقال السلمي والقانوني إليها.

ودعت زاخاروفا مجددا كل القوى الدولية والإقليمية البارزة إلى استخدام نفوذها لمصلحة التسوية السياسية في سورية والتأثير على السوريين من أجل تحقيق نتائج محددة على أساس التوافق.

من جهة أخرى، انتقدت الدبلوماسية الروسية السلطات البريطانية لقيامها بمنح ملجأ للإرهابيين ومموليهم، معتبرة ذلك «لعبة خطرة جدا». وأضافت: «من البديهي للجميع إلى أين يؤدي تشجيع الإرهابيين».

وأدلت زاخاروفا بهذا التصريح تعليقا على تقرير أعدته وزارة الخارجية البريطانية بشأن حقوق الإنسان، قائلة إن هذا التقرير يعكس نفاق لندن الذي وصل إلى مستوى سياستها الخارجية.

من جهته، أعلن السفير التركي لدى روسيا، أوميت يارديم، أن بلاده لا ترى ضرورة لنشر مراقبين دوليين على الحدود التركية السورية.

وقال المسؤول التركي، في مؤتمر صحافي عقده أمس، في موسكو: «هذه المسألة ليست ضمن الأجندة التركية، ولا نرى ضرورة لذلك».

يذكر أن موسكو قد أعربت في وقت سابق مرارا عن قلقها من عمليات دائمة لعبور المسلحين الحدود التركية السورية للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية الناشطة في سوريا.

ودعت روسيا إلى اتخاذ إجراءات فورية من أجل إغلاق المناطق الحدودية، التي يتسلل عبرها المسلحون إلى الأراضي السورية.

ميدانياً، وصل نحو 150 جنديا أميركيا، أمس، بينهم ضباط، إلى مطار رميلان في الحسكة الواقع تحت سيطرة القوات الكردية، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.

ويأتي التطور الميداني، على ضوء إعلان الرئيس الأميركي إرسال 250 جنديا إضافيا إلى سورية، لتدريب ومساعدة «القوات المحلية» في حربها ضد تنظيم داعش، ومن دون موافقة الحكومة السورية.

وتهدف عملية نشر جنود أميركيين إضافيين إلى تحقيق مزيد من المكاسب ضد تنظيم داعش. ويرى المراقبون أن هذه الخطوة تعكس ثقة الولايات المتحدة في قدرة القوات التي تدعمها داخل سورية والعراق لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم.

وفي السياق، تداولت مواقع الكترونية مقربة من تنظيم «أحرار الشام»، أمس، أنباء عن مقتل القائد العسكري سعود العساف التابع للتنظيم بتفجير عبوة ناسفة قرب قرية معصران بإدلب.

تنظيم «أحرار الشام» هو أحد الفصائل العسكرية الإسلامية التي نشأت مع بداية الأحداث في سورية وذلك باتحاد أربعة فصائل إسلامية سورية وهي: «كتائب أحرار الشام» و«حركة الفجر الإسلامية» و«جماعة الطليعة الإسلامية» و«كتائب الإيمان المقاتلة».

هذا وقد دعت موسكو مؤخرا مجلس الأمن الدولي إلى إدراج «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» في قائمة المنظمات الارهابية.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن الوفد الروسي وجه للجنة مكافحة الإرهاب للأمم المتحدة التي تقوم بمتابعة عمل العقوبات المفروضة على تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، طلبا بإدراج تنظيمين آخرين، وهما «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» في قائمة العقوبات لهذه الآلية المساعدة للأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى