«الوفاء للمقاومة»: أفظع جريمة يرتكبها «المستقبل» بعدم التزامه الطائف وإقرار قانون انتخاب عادل
أكّدت كتلة الوفاء للمقاومة أنّه «آن الأوان لكي تنهض القوى والمرجعيّات السياسية على اختلاف توجّهاتها في لبنان، بمسؤوليّتها الوطنية لإنقاذ الوطن وحفظ وحدته ومكوّناته، عبر تأكيد التزامها الكامل مضمون وثيقة الوفاق الوطني، والتوافق على إقرار قانون انتخاب تمثيليّ صحيح وعادل وفاعل يقوم على المناصفة ويصون العيش المشترك بين اللبنانيين، ويعتمد معايير واحدة وموضوعيّة وشاملة.
وأشارت إلى أنّ «التهرّب من هذين الإلتزامين هو أفظع جريمة يواصل حزب المستقبل ارتكابها بحق لبنان واللبنانيين عن سابق قصد وإصرار، ذلك أنّ الاستنسابيّة في تطبيق وثيقة الوفاق الوطني هي السبب الأعمق لتفجّر الأزمة السياسيّة التي تتفاقم في البلاد، وتهدِّد بتعطيل كل مؤسسات الدولة، وتُشيع الفوضى والفساد وسرقة المال العام، وتُضعف التضامن الوطنيّ، وتتسبّب باختراق الأمن، وتُغري العدو بانتهاك السيادة، وتُضعف الاقتصاد وتزيد عجز الخزينة، وتشلّ الإدارة، وتحول دون إيصال الحقوق لأصحابها تجّاراً كانوا أم عمّالاً، مالكين أم مستأجرين، موظّفين أم إداريّين، عسكريّين أم تربويّين، كما تفاقم حدّة الاحتقان والغليان وتصعِّد الخطاب الطائفي والمذهبي، وتضيِّع القضايا الوطنيّة الكبرى وتهدر للّبنانيين ولجيشهم ولمقاومتهم نتائج تضحياتهم، وتُحبط الإنجازات السياديّة والإنمائيّة التي تحقّقت بدمائهم».
وأكّدت الكتلة في بيان، بعد اجتماعها الدوري أمس في مقرّها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، «حضورها جلسات اللجان النيابيّة المشتركة ومشاركتها الإيجابية الفاعلة من أجل التوصّل إلى أفضل قانون انتخاب عبر مناقشة موضوعيّة لكل اقتراحات ومشاريع القوانين المطروحة، وذلك وفق منهجيّة تستند إلى وثيقة الوفاق الوطني والدستور ومعايير المساواة بين جميع اللبنانيّين».
وأصرّت على «وجوب متابعة ملفات الفساد وصولاً إلى معاقبة المرتكبين الكبار والصغار، خصوصاً في ملفّي الإنترنت غير الشرعي والإتجار بالبشر، ولن تقبل أيّ تمييعٍ قضائيّ أو لفلفة أو حرف الأمور عن مسارها الصحيح».
ودعت «اللبنانيّين جميعاً للمشاركة بفاعليّة في الانتخابات البلدية والاختيارية رغم الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد».
وتوقّفت الكتلة عند «مؤشّرات التلاقي الخطير والفاضح بين مواقف وأداء كل من الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني والنظام السعودي، خصوصاً اتجاه قوى التحرّر والمقاومة للطغيان والعدوان في المنطقة، وقرأت فيها نيّات شريرة مبيّتة تعبِّر عنها خطوات منهجيّة تكشف طبيعة الاستهداف ودوافعه ومساره وآلياته، ممّا يشكّل تهديداً بالغاً يُخطئ كل من يتوهّم نجاحه في تحقيق مبتغاه، وكل من يراهن على ذلك حاضراً أو مستقبلاً».
ورأت أنّ «أحداً في العالم لن يستطيع تغيير هويّة العالم العربي أو تصفية قضاياه المحقّة والمشروعة والعادلة، أو إسقاط حق شعوبه في المقاومة للاحتلال ولمشاريع فرض التبعيّة والارتهان»، مؤكّدةً أنّ «المقاومة التي حرّرت لبنان من الاحتلال «الإسرائيلي»، واستعادت سيادته على أرضه من دون تفاوض أو ارتهان لشروط، والتي أقرّ العدو أخيراً بأنّها أصبحت تشكّل درع لبنان، في الوقت الذي يسعى فيه النظام السعودي لوصفها بالإرهاب تمهيداً لاستهدافها والتآمر عليها، إنّ هذه المقاومة عزّ وفخر ومجد دائم للبنان وللعرب ولكل المسلمين والأحرار في العالم، ولن تستطيع كل عقول الشرّ في المنطقة والعالم أن تُسيء إلى سمعتها أو تشوِّه صورتها أو تقتلع جذورها العميقة من نفوس شعبنا الأبيّ والأصيل، كما لن تستطيع كل الإجراءات والحملات المنهجية ضدّ المقاومة أن تجفِّف منابعها أو تُخفي صوتها، لأنّها التعبير الحقيقيّ عن إرادة الناس صنّاع الحياة الكريمة والتاريخ، ولأنّها ليست حالة عابرة أو وافدة أو مستأجرة، فإنّ كل محاولات النيل منها لن تُجدي نفعاً، بل سترتدّ لمصلحتها نموّاً وعزماً وإبداعاً وخبرات».