«لو خليت خربت»…
خضر سلامة
عندما دخل «الإسرائيليون» بيروت، وأوصلوا بشير الجميل على دبابة إلى الرئاسة، بعد أن أتوا بالنواب الكسالى مخفورين، كان الوضع النفسي في ما تبقى من بيروت الغربية منهاراً، في أحد الأحزاب المقاومة يُحكى عن مثقف دخل ورمى الأوراق على الطاولة وقال: «شو بعدكن عم تعملو وتناقشو… بلش الزمن الإسرائيلي».
لكن بضعة أشخاص، من بينهم نبيل العلم وحبيب الشرتوني، قرروا أن يغيروا التاريخ. كان الانهيار الكبير الذي يحصل للمشروع الوطني يشي بأن الحقبة الإسرائيلية بدأت وأن العلم الإسرائيلي أصبح أمراً واقعاً.. كان يكفي حبيباً واحداً ليغير التاريخ ويعكس مجرى الحسابات الدولية كلها.
لم يُنصف أحدٌ بعدُ ما فعله الشرتوني، كيف استطاع أن يوقف قطار سلام كان كل الساسة يركضون للركوب فيه.
واليوم، في ظل الانهيار الجديد على كل المستويات، حدثان صغيران مهمان في بيروت يؤشران إلى أنها لو «خِليت خربت».. وبلادنا لم تخلُ بعد:
ـ المحاميان الأستاذة فداء عبد الفتاح والأستاذ نائل قائدبيه يحتجان على تكريم نقابة «محامون بلا كرامة وطنية» لبرتران لوفيل، الذي عطّل قرار الإفراج الشهير عام 2014 عن أقدم معتقل سياسي لبناني في فرنسا المناضل جورج عبدالله بطلب من واشنطن، مخالفاً حتى القانون الفرنسي.
ـ القوميون السوريون وأصدقاء يعتصمون، ضد تكريم المقتول بحكم الشعب الخائن بشير الجميل، في الجامعة الأميركية ببيروت، وينكدون على الجهات المنظمة ويتصدون لمحاولة اعتداء من مناصري القوات.