ليبيا: حكومة الوفاق ومعركة الشرعية
حَثَّ الاتحاد الأوروبي البرلمان الليبي في طبرق المعترف به دوليا على الإسراع في التصويت من أجل منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج.
ودعت ناتاليا أبوستولوفا رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع دبلوماسيين من إيطاليا وألمانيا في طرابلس.. دعت نواب برلمان طبرق إلى عقد جلسة التصويت في أسرع أجل.
ويبدو أن الدعم الدولي الواسع لحكومة الوفاق الوطني لن يشفع لها في داخل ليبيا حيث ما زالت عقدة عدم الشرعية الداخلية تعوق مسار الحكومة، بل وتهدد مستقبلها.
فعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي اعترف بهذه الحكومة على غرار بقية دول العالم، فإن الاتحاد يرغب في إكمال المسار السياسي كما تقول مبعوثة الاتحاد إلى طرابلس.
ويبدو أن هناك أطرافا ليبية لا تريد تمرير حكومة السراج عبر البرلمان حيث تحدث عدد من النواب عن ضغوط كبيرة تُمارَس عليهم لكي يغيبوا عن جلسات التصويت أو يضعوا عراقيل أمام شرعنة الحكومة المنبثقة عن اتفاق الصخيرات.
وقد دفع استمرار الإخفاق في عقد جلسات البرلمان بمجموعة من النواب يمثلون الغالبية يبلغ عددهم 102 من أصل 198 إلى إعلان منح الثقة للحكومة من دون الرجوع إلى البرلمان، مؤكدين أنه تم منعهم من التصويت.
وذهب البرلمانيون موقعو التصريح الصادر يوم الخميس الماضي أبعد من مجرد إعلان الولاء للسراج حيث طالبوا بعقد جلسة منح الثقة وتنصيب الحكومة نهاية الأسبوع الجاري في مدينةٍ غيرِ طبرق التي تحتضن مقر البرلمان.
ومع استمرار تعنت الحكومتين الموازيتين في شرق ليبيا وغربها، وإصرارهما على الخضوع للأمر الواقع، لم يتوقف تمدد نفوذ حكومة الوفاق داخل العاصمة طرابلس حيث باتت تسيطر على سبع وزارات ومقار إدارية أخرى.
كما أن الضغوط الاقتصادية الخانقة، التي حولت حياة سكان طرابلس إلى جحيم، أكسبت حكومة الوفاق تعاطف سكان المدينة الذين يعقدون آمالا كبيرة على حكومة السراج في تغيير أوضاعهم نحو الأحسن.