سلام: القوى الإقليمية والدولية تؤيد انتخاب رئيس للجمهورية
أمل رئيس الحكومة تمام سلام أن يكون رئيس الجمهورية المقبل «صناعة لبنانية بحتة كما كانت حكومة المصلحة الوطنية»، ولفت الى «أنّ مواقف القوى الإقليمية والدولية التي تؤثر في الشأن اللبناني مؤيدة لانتخاب الرئيس».
وفي حديث تنشره مجلة «الأمن العام» في عددها السابع: «لم ألمس حتى الآن سوى تأكيد الرغبة في رؤية لبنان وقد أنجز هذا الاستحقاق الكبير الذي يشكل العلامة الأبرز من علامات الاستقرار السياسي وحُسن انتظام عمل المؤسسات».
وأكد «أنّ الحكومة لا تريد فراغاً في الرئاسة الآولى وستعمل كلّ ما في وسعها من أجل تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها».
وفاخر سلام بما انتهى إليه تأليف الحكومة وهو «إلغاء بعض الممارسات غير الدستورية من خلال إلغاء ما يُسمّى الثلث الضامن أو المعطل واعتماد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب».
وكشف أنه طلب من الوزراء «انتقاء الملف الذي يرتدي طابع الأولوية القصوى من بين الملفات المطروحة، ويمكن إنجازه في الفترة القصيرة من عمر الحكومة».
وقارن بين تأليف حكومته وبين الحكومات السابقة، مشيراً إلى «أن اللبنانيين تمكنوا بأنفسهم من تأليفها من دون مؤتمرات خارجية أو موفدين أو رسائل حملها سفراء أو لقاءات جرت هنا وهناك»، وقال: «إنها صناعة لبنانية، لكن المهم أن تكون عالية الجودة ومتينة ومنيعة وقادرة على التحمّل».
وإذ وصف ملف النازحين السوريين بأنه الأصعب، اعتبر أنه بات «أكبر من قدراتنا، ولا نريد أن نصل إلى مرحلة نصبح فيها غير قادرين على السيطرة عليه وعلى تبعاته الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية». وقال: «لمست من القوى السياسية جميعاً رغبة في النأي بالوضع اللبناني الداخلي عن الازمة في سورية. لم يحصل ذلك، ويا للأسف في الفترة الماضية، ما يجعلنا اليوم نحصد ارتدادات الوضع السوري علينا».
وطالب سلام «القوى السياسية بمراجعة حساباتها لنتمكن من تحصين الوضع الداخلي من تفاقم الارتدادات، ولا سيما من العمليات الإرهابية التي تطاول مناطقنا».
وأكد رئيس الحكومة «أنه على مسافة واحدة من القوى السياسية من دون أن يعني ذلك عدم وجود موقف، أو عدم الحزم في اتخاذ القرارات التي تفرضها المرحلة».
الحلّ في سورية سياسي
وإذ ابدى اعتقاده بأن لا حلّ للأزمة السورية في القريب العاجل، شدّد على أن «لا حل عسكرياً في سورية لأنّ الحل الحقيقي لن يكون الا سياسياً على رغم تعثر مفاوضات جنيف».
وأشاد بالمؤسسات الأمنية و»دورها وقدراتها وجهوزيتها العالية التي تتصدى بكفاية كبيرة جداً لكثير من الأوضاع الأمنية. لكنها في حاجة إلى غطاء سياسي لتقوم بمهمتها بقوة أكثر، وبغطاء قادر على أن يمتص الارتدادات الامنية على مستوى المواطنين والمجتمع ويستوعبها».
وعدّد سلام أولويات حكومته على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وأبرزها اصدار سندات خزينة وتشجيع الاستثمارات وملفات الطاقة وسلسلة الرتب والرواتب ومشروع قانون الموازنة العامة. وتوقف عند ملفين رئيسيين هما قانون الانتخاب وانتخابات رئاسة الجمهورية، وقال: «كنت أقول قبل تأليف الحكومة كان البلد في وضع سيّئ جداً، وبعد تشكيلها صار أقلّ سوءاً، وبعد نيلها الثقة أصبح أقلّ أقلّ سوءاً، واعتقد أنه لن يشهد نقلة نوعية وفتح صفحة جديدة إلا بعد إجراء الانتخابات الرئاسية».
نقابة المحرّرين
وفي نشاطه، استقبل سلام مجلس نقابة المحرّرين برئاسة النقيب الياس عون الذي أشار إلى «أنّ رئيس الحكومة متفائل بالنسبة إلى الأوضاع اللبنانية، خصوصاً لجهة تنفيذ الخطة الأمنية التي قام بها الجيش اللبناني أخيراً في طرابلس، بحيث هدأت الأحوال وعادت الأمور الى نصابها».
ودعا سلام بحسب ما نقل عنه نقيب المحرّرين القوى السياسية في لبنان الى مقاربة استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، والتضامن حول هذا الحدث التاريخي الذي يجري كلّ ست سنوات، فلا يجب أن ننأى عنه، خصوصاً انّ هناك رجالاً كباراً يمكن ان نختار منهم مَن يملأ مركز رئاسة الجمهورية.
أبي رميا
وتلقى رئيس الحكومة تهنئة تكتل التغيير والإصلاح خلال لقائه في السراي الحكومية النائب سيمون أبي رميا، الذي أشار إلى الإيجابية في الشارع اللبناني نتيجة استعادة المؤسسات الدستورية لحياتها الطبيعية من خلال العمل التشريعي في مجلس النواب، أومن خلال نشاط مجلس الوزراء وبداية العمل المنتج من خلال ملء الشواغر في الدولة اللبنانية، إضافة الى الخطط الأمنية التي تأخذ منحاها الإيجابي وخصوصاً في مدينة طرابلس.
وطالب أبي رميا الرئيس سلام بإيلاء منطقة جبيل الأولوية في ما يتعلق بالمشاريع التي ستطرح على جدول أعمال مجلس الوزراء، فهناك الكثير من الأمور المطروحة على الصعيد الإنمائي إن كان بالنسبة الى البنية التحتية أوالطرق.
سفيرة سويسرا
وتسلم سلام من سفيرة سويسرا في لبنان روث فلنت، رسالة تهنئة من الرئيس السويسري بنيل الثقة. وعرض مع سفير اليابان في لبنان سيتشي أوتسوكا، الاوضاع والتطورات .
وفد أوروبي واستقبل رئيس الحك
ومة وفداً من المشاركين في مؤتمر»تعزيز الكفاءات في مواجهة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية تتقدمهم سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا إيخهورست، ورئيس وحدة جهاز المساهمة في السلام والاستقرار «الامان النووي» في الاتحاد الاوروبي أدريان فندرمير، ومديرالهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بلال النصولي والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير الذين ناقشوا معه جدول أعمال المؤتمر الذي انعقد في السراي الحكومية.
كما بحث سلام في قضية المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى مع الوزير السابق عمر مسقاوي الذي تمنى «أن ننهي المسؤوليات التي تقع علينا في ما يتعلق بإعادة تأهيل وتطوير المؤسسة والمجلس الشرعي بحد ذاته ودوائر الأوقاف عموماً».
ومن زوار السراي: الوزير السابق شكيب قرطباوي، النائب السابق محمود عواد، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، وفد من مجلس الانماء والإعمار برئاسة نبيل الجسر، ووفد من جمعية مستوردي السيارات في لبنان برئاسة سمير حمصي.