خربشات قلم
صباح الخير يا وطني!
تزيّن صدرها بلون ملائكيّ من جبال وأشجار خضراء، كانت جدائلها تتفلّى برائحة شمس شرقية، ناطقة بلغات مسيرات الغيوم والسحب الصيفية. فأرضك يا وطني تحمل بين طيّاتها نفحة أبدية سرمدية. لم تكتفِ أرضك بدماء شهدائك الأبرار، بل قامات السنديان والصنوبر كانت تغار منك، حتى أبت أن تبقى شامخة وحيدة، لتدفن هي في ترابك الطاهر قاماتك في الجنة كما شهدائها.
الوطن مقدّس ترخص له الأرواح، ترابك يا بلدي أصبح مزيجاً من الخضرة والحمرة لتنبت براعم جديدة تحمل في قلبها شوقاً وقوة، لتنبت قامات خضراء اللون من ترابها الطاهر، فلا تحزنوا ولا تبكوا على ما أرادته الطبيعة. هو للوطن والوطن لنا، أبت أن تذل النفوس الكرام. فمن عروش الشهادة وماضٍ مجيد نعلّم أولادنا كيف تكون التضحية من أجل تراب الوطن. نعلّمهم كيف يكون مزج الحمرة والخضرة لتشمخ جباله بلادنا بقامات السنديان مرفوعة الرأس إلى سماء، قربها تنحني عروش أزمنة متلألئة. سماء من وجهها يتدفّق نور البركة. يحرّك شموخها المزروع على طريق سنديانها وصنوبرها قمر مهاجر نحو مزرعة تحاور حقول خضراء تمتدّ عبر أغصانها إلى مدينة الفرح، إلى مصياف الجنّة، إلى جبالها المقدّسة لترتقي سورية في وجه الصباح الأغرّ برائحة غاباتها وصنوبرها وسنديانها، لترفرف فوق جنّة الحياة.
فاديا مطر