بري: لن أتحمّل وزر التمديد وماضٍ بالانتخابات
هتاف دهام
استأنف رئيس مجلس النواب نبيه بري لقاء الأربعاء النيابي بعد انقطاع دام نحو شهرين. ولم يتبدّل المشهد في عين التينة عن السابق من ناحية الحضور.
غاب نواب 14 آذار، وحضر نواب التغيير والاصلاح، التحرير والتنمية، والوفاء للمقاومة، إلا أنّ ذلك لم يمنع رئيس المجلس من استعراض أفكار لمعالجة الأوضاع الأمنية الخطرة.
ولما كانت عرسال الحاضر الأول في اللقاء، فإنّ الرئيس بري أبدى بحسب ما علمت «البناء» من مصادر المجتمعين، تخوّفه من أنّ تطول الأزمة، رافضاً أن يخوض الجيش اللبناني أي حوار مع المسلحين، داعياً إلى الالتفاف الوطني حوله، موضحاً أنه أجرى بعض الاتصالات لاستعجال الدول تزويد الجيش بالأسلحة والمعدات العسكرية العاجلة. وأعرب بري عن شكره السعودية لتقديمها هبة بقيمة مليار دولار للجيش اللبناني مباشرة.
وذكّر بري بموقفه السابق في 31/7/2013 في ذكرى الإمام موسى الصدر الداعي الى تجنيد 5000 متطوّع، معيداً التذكير بالحاجة الماسّة الى التطوّع.
الأهمّ عند بري بحسب ما نقل عنه «نواب الأربعاء» ضرورة عدم الانجرار الى ردود فعل مذهبية في أزمة عرسال، لا سيما أنّ هناك من يحاول ان يحوّل معركة عرسال إلى نزاع طائفي، لافتاً الى أنّ المرحلة تستدعي أعلى درجات الوحدة التي نردّ بها على المجريات القائمة، وأنّ عرسال في حاجة الى غطاء داخلي من كلّ الأطراف.
وأبدى رئيس المجلس انزعاجه من المواقف التي لا تستطيع أن تفصل بين التعقيدات اللبنانية وحساسيتها المذهبية، أو تبدي مواقفها تجاه التطورات اللبنانية، وهي متأثرة بالمناخ الاقليمي المضطرب وبأبعاده المذهبية أو غالباً هذه المواقف ليست موضوعية ولا عقلانية ولا تمتلك أي مبرّر.
وفيما حط رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في الرابية، كان ظله حاضراً في عين التينة، مدح برّي بعروبته واعتبر أنها ثابتة في فكر وليد جنبلاط. وأبدى بري ارتياحه للقاء عون جنبلاط وما صدر عنه من مواقف إيجابية، مؤكداً أنه في لقائه الأخير مع جنبلاط عالجا كلّ الملفات الاقليمية والمحلية ولم يتركا شاردة أو واردة إلا وبحثا بها، باستثناء موضوع التمديد، الذي لم يأتيا على ذكره لا من قريب ولا من بعيد.
وأشارت مصادر المجتمعين الى ان بري أكد أنه لن يطرح موضوع التمديد فهناك متسع من الوقت، ودعا الى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وأنه طلب من وزير الداخلية ان يعدّ العدة لذلك. وقال: «من توجد عنده النية بالتمديد فليطرح ذلك، فأنا لن أطرح ولن أتحمّل وزر ذلك وغير معني بهذا الطرح، فأنا مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ولو وفق قانون الستين».
لم يغب ملف سلسلة الرتب والرواتب عن اللقاء، فأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من إحداث خرق يمكن أن يفضي الى نتائج إيجابية، فهو استنفد كلّ الخيارات وقدم ما يمكن تقديمه من تسهيلات لإقرارها محملاً الفريق الآخر مسؤولية عدم إقرارها.