حلب… مفتاح سورية
نظام مارديني
ماذا أفعل بالسياقات المألوفة وحلب تتقلب في لجج النار والدم ويصرعها جنون الإرهاب الناري والإعلامي؟
ربما ما قدمه بروتس ليوليوس قيصر روما لا يفوق ما قدمه أي معارض خائن لشعبه كما هو حال معارضة الرياض وأنقرة، التي تدعم «نصرة القاعدة» و»داعش» وتوابعهما! لكنّ حبّ الوصول إلى السلطة والثروة أخذ هذه المعارضة وغلمانها المقربين إلى الخيانة واغتيال أهم الملكات التي يحملها الإنسان وهي الأخلاق.
فمن تابع وسائل الإعلام الأسود وما تروجه من أكاذيب عن حلب التي تُذبح بمقصلة الإرهاب وبحرب الوكالات من مختلف الأطراف، الخليجية والتركية والغربية، وبمقدار هذه العبثية العارمة التي ميزت الحالة السورية نؤكد أننا نحتاج إلى ردود تاريخية ترتقي إلى حجم التحدّي الذي يعيشه شعبنا.
ليس لنا سوى أن ندعو هذا الشعب إلى أن يلتحق بجيشه السوري ليدفن عار المعارضة المتآمرة على ثروات بلاده، كما فعل بوتين والشعب الروسي مع «وكلاء» الأميركيين في بلادهم، وأن يقدموا الحماية لسورية قبل أن يستولي عليها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبقية العصابات المالية المؤتمرة بأميركا و«إسرائيل».
من حقّ العالم أن يراقب مسار معركة حلب الكبرى التي تعتبر في توقيتها ونتائجها عنواناً بارزاً لمرحلة جديدة من عمر الحرب على سورية، فحلب تمتلك أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول السلسلة الحدودية بين سورية وتركيا، كما تعتبر بعض أطرافها من أكبر معاقل المجموعات المسلحة والقوى المتطرفة العابرة للقارات، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لهذه المدينة، بخريطة المعارك المقبلة في شمال وشمال شرق سورية، كما يعكس حجم الصراخ السعودي، القطري، التركي، الفرنسي، والبريطاني.
معركة حلب تعتبر الرهان الأخير في المشروع الأردوغاني الذي بدأ التفكير بكيفية التخلص من هذا المستنقع لحفظ ماء وجهه قبل سريان النار في ثوبه الذي يقترب كثيراً من عنقه.
باختصار يمكن القول إنّ الإرهاب من قتل وترويع في حلب وبقية المدن السورية، لن يغير من حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خالٍ من التطرف، فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والدول الداعمة له وإفشالها بجيشه وبوحدته الداخلية وبإرادته التي لن تستطيع أي قوة أو إرهاب كسرها.
كم تذكّرني رموز ما يسمى بـ «المعارضة السورية»، كجورج صبرا ورياض نعسان آغا وعبد الباسط سيدا وميشيل كيلو، وآخرهم الحرّيف أحمد برقاوي، تذكرني هذه الرموز بالمعارض العراقي فخري كريم صاحب صحيفة المدى العراقية الذي سرق أموال الحزب الشيوعي وابتزّ نساء شهدائه إبان انهيار الجبهة الوطنية، وها هو يتغذى على دماء العراقيين منذ أن تخفّى بزيّ المناضل أواسط السبعينات وتنقل بعدها فوق رؤوس المعارضين والمسؤولين من دون أن تنال منه دعكات أصابعهم الملوثة بوحل الفساد والخيانة.
لقد صادرت «المعارضة السورية» أحلام المتظاهرين البسطاء والحقيقيين بعد الالتفاف على مطالبهم المحقة، وذهبت بعيداً في خيانتها، سابقة بذلك شقيقتها المعارضة العراقية.
لرموز معارضة الرياض وأنقرة نقول: «الخيانة انتحار مناقبي وليس انشقاقاً»، يقول الزعيم أنطون سعاده.