«الناتو» يدرس نشر أربع كتائب في دول البلطيق لردع موسكو وروسيا تستحوذ على قاعدة سرية لحلف الأطلسي
أعلنت وسائل إعلام غربية استحواذ روسيا على قاعدة عسكرية أنشأها حلف شمال الأطلسي لمواجهة الاتحاد السوفياتي.
وتقع هذه القاعدة المعروفة باسم «أولافسفيرن» في النرويج. وشيدها حلف شمال الأطلسي كقاعدة للسفن الحربية والغواصات. وانتهى الحلف من تشييدها عام 1967.
وفي عام 2009 قرّرت السلطات النرويجية التخلص من هذه القاعدة التي تحتاج إلى نفقات كبيرة، وطلبت من حلف شمال الأطلسي السماح بخصخصتها وحصلت على السماح، حيث اشتراها عام 2012 رجل الأعمال النرويجي غونار ويلغيلمسين.
وأخيراً أبلغت مجلة «نيوزويك» الأميركية قراءها بأنّ «القاعدة النرويجية السرية للغواصات أصبحت ملكاً للروس». وأعلنت وسائل الإعلام «تمليك» روسيا القاعدة العسكرية السابقة التابعة لحلف شمال الأطلسي بعدما بدأت سفن أبحاث روسية تتردّد عليها.
وذكرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية أنّ ويلغيلمسين كشف أنه وقع عقداً مع الروس من دون أن يعلن تفاصيل الصفقة التجارية.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أنّ «الناتو» يدرس تناوب أربع كتائب من القوات على الدول الأعضاء في شرق أوروبا بحجّة التصدي لسلوك روسيا العدواني.
وكانت دول البلطيق أستونيا ولاتفيا وليتوانيا التي انضمت إلى الحلف عام 2004 طالبت بوجود أكبر للحلف في أراضيها.
وصرح كارتر بأنّ مناقشات الحلف شملت نشر الكتائب الأربع في دول البلطيق وبولندا، وقال في بداية زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى ألمانيا «هذا أحد الخيارات التي تجري مناقشتها» رافضاً الخوض في التفاصيل.
وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنّ عدد أفراد الكتائب من المرجح أن يصل إلى أربعة آلاف جندي مقسّمة بين الولايات المتحدة وحلفائها.
ويقول مسؤولون أميركيون إنّ الهدف في أوروبا هو الانتقال على نحو متزايد من جهود طمأنة الحلفاء إلى نشاط أوسع لردع أي تحركات «عدوانية» من قبل روسيا.
وخصّصت الولايات المتحدة ميزانية لزيادة كبيرة في التدريبات والمناورات العسكرية وأعلنت الشهر الماضي أنها سترسل ألوية قتالية أمريكية مدرعة في تناوب مستمر إلى أوروبا.
من جهة أخرى، عبّر قائد القوات البحرية الأميركية الأميرال جون ريتشاردسون في مؤتمر صحافي في «البنتاغون» عن الأمل في تطبيع الوضع مع روسيا في البلطيق بعد عدة حوادث بين سفن أو طائرات روسية وأميركية في الأسابيع الأخيرة.
وكانت قيادة القوات الأميركية احتجّت مرات عدة على قيام مقاتلات روسية باعتراض طائرة تجسُّس أميركية أو التحليق فوق مدمِّرة أميركية في البلطيق بشكل «خطير وغير مهني».
ويرى ريتشاردسون أنّ الروس يسعون «إلى إرسال إشارة» حيال الوجود العسكري الأميركي المتنامي في البلطيق الذي تعتبره موسكو منطقة نفوذها، لافتاً إلى «أنهم يحاولون إفهامنا أنهم يرصدون» تحركاتنا في المنطقة.
وفي السياق، انطلقت في جنوب فنلندا، مناورات عسكرية بمشاركة 2300 جندي وضابط من هذا البلد المحايد رسمياً. وفي خطوة مفاجئة لم يعلن عنها سابقاً، انضمّت إليهم قوة أميركية مؤللة تتألف من 185 فرداً يستقلون 20 عربة مشاة مدرعة من طراز «سترايكر».
وأعلنت قيادة الجيش الفنلندي أنّ المناورات ستستمرّ حتى الثالث عشر من أيار الحالي، مشدّدة على أنها تحمل طابعاً عادياً روتينياً.
إلا أنّ بعص وسائل الإعلام المحلية تساءلت حول الهدف السياسي الكامن وراء هذه الفعالية وهل هي ترمز إلى تقارب فنلندا مع حلف شمال الأطلسي أو ربما تحمل في طياتها مؤشرات على تخلي هذا البلد المجاور لروسيا عن حياده التقليدي قريباً وانضمامه اللاحق إلى «الناتو» في نهاية الصعيد، رغم نفي السلطات الفنلندية وجود أي نية لديها من هذا القبيل.
يأتي ذلك في وقت أشار السيناتور الروسي وعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي إيغور موروزوف، إلى مؤشر جديد على تأزم علاقات روسيا مع حلف شمال الأطلسي.
وعبر موروزوف عن اعتقاده بأنّ «الناتو» سيواصل حملته العدائية الشرسة ضدّ روسيا وسيستمر في زيادة قوته العسكرية في أوروبا، مستبعداً أن يغيّر الحلف سياسته، مؤكداً أنّ نشر أربع كتائب من قوات الأطلسي في جمهوريات البلطيق وبولندا مؤشر على ذلك.