حطيط لـ«أو تي في»: ما حصل في عرسال هدفه إقامة الدولة الإسلامية ولست مطمئناً إلى أن الغرب سيرسل أسلحة للجيش

رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن المتقاعد الدكتور أمين حطيط: «أن وقف إطلاق النار الذي حصل في عرسال لم يكن هدنة بل هو قرار منفرد من الجيش اللبناني انطلاقاً من قواعد القانون الدولي الإنساني وقوانين الحروب لحماية المدنيين الموجودين في عرسال من اللبنانيين والنازحين السوريين كي يخرجوا حتى يخفف الخسائر البشرية لأنه حريص على أرواح المدنيين، وهو يقصف المسلحين وليس جيشاً «إسرائيلياً» يقصف المدنيين، وليس الأمر كما روج إعلام وعلماء الإرهابيين بأنها هدنة بين الجيش والإرهابيين لأن الجيش لا يفاوض ولا يهادن الإرهاب».

وأضاف حطيط: «الحكومة صدر موقفها من رئاسة مجلس الوزراء وفقاً للبيان الذي تلاه رئيس الحكومة والحكومة لم تعلن التفاوض مع الإرهاب وليست مسؤولة عن وساطة أشخاص». وأشار إلى «أنه في هذه الهدنة توفر فرصة للجيش اللبناني لتحقيق أمرين: فتح طريق للمدنيين للخروج من البلدة، ووعد من قبل هؤلاء المسلحين بإطلاق العسكريين من جيش وقوى أمن».

وعن الأسباب التي أدت إلى ما شهدته عرسال اعتبر حطيط: «أنه عندما استشهد الرائد بشعلاني كان اتجاه لدى قيادة الجيش أن يقوم الجيش بتنفيذ عملية أمنية واسعة وخطة أمنية في عرسال تصل إلى اجتثاث الإرهاب، وبنت قيادة الجيش الخطة لاستئصال الخطر، لكن كانت المواقف السياسية من تيار المستقبل رافضة لذلك ثم كان ضغط خارجي على السلطة واستفادوا من سقوط الحكومة السابقة وأدى ذلك لعدم دخول الجيش عرسال وأن ينتشر فيها، بل طلبوا انتشار الجيش بشكل يطمئن المسلحين في عرسال، واختار تيار المستقبل حينها العناصر من قوى الأمن الداخلي التي دخلت إلى عرسال سابقاً».

وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي: «عندما صدر القرار من قيادة الإرهاب وداعش بالهجوم على الجيش لامتلاك السيطرة على الجزء اللبناني من عرسال إلى طرابلس تم تحريك الإرهابيين في عرسال وطرابلس وعكار، لكن حصل ما لم يتوقعه الإرهابيون».

وشرح حطيط خطة الإرهابيين قائلاً: «يحاول الإرهابيون السيطرة على خط يبدأ من الموصل في العراق إلى الحسكة إلى جبل الشاغر في سورية إلى حمص إلى عرسال إلى طرابلس وعكار». وتابع: «يعملون لطرد الجيش من عرسال للتمدد من عرسال غرباً إلى طرابلس للحصول على منفذ بحري»، موضحاً: «ما حصل ليس موضوع شخص قتل بل خطة استراتيجية شاملة لإقامة دولة إسلامية ويبرر حينها لـ«إسرائيل» ما تريد إقامته في فلسطين».

وقال حطيط: «الجيش يحاصر عرسال لكن هذا لا يعني أنه أصبح جاهزاً للهجوم على البلدة وتطهيرها من المسلحين لأنه عند الاقتحام هناك قتال آخر يجب أن يحصل، وعلى ما يبدو أن هناك عشرة آلاف مسلح في عرسال»، مؤكداً: «أن المسلحين لم يخرجوا من عرسال وهذه كذبة كبيرة، والجيش اللبناني مسيطر على 90 في المئة من البلدة، وكيف يخرج المسلحون والجيش يحاصر المنطقة؟»، مضيفاً: «المسلحون دخلوا إلى المنازل ليأخذوا قسطاً من الراحة لكي يستعدوا لجولات جديدة من القتال مستفيدين من الهدنة التي أعلنها الجيش».

وتابع حطيط: «لست مطمئناً إلى أن الغرب أو أميركا سيرسلان الأسلحة إلى الجيش اللبناني»، مضيفاً: «إن ما يحصل اليوم في عرسال هو اختبار للبنان، وإذا انتصر الجيش اللبناني في عزل عرسال وطرد الإرهابيين فإن لبنان سينتصر ويحافظ على الكيان، أما إذا هزم الجيش فلينتظر اللبنانيون مصيراً كما حصل ويحصل في سورية والموصل، لكنني مطمئن إلى أن فرقاء سياسيين رئيسيين في لبنان يشعرون بالخطر ويتجهون لدعم الجيش كالنائب وليد جنبلاط»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى