قزي: على الجامعات مواكبة الخريجين في بحثهم عن فرص العمل مراد: بناء الإنسان هو الأهم
افتتحت الجامعة اللبنانية الدولية معرض فرص العمل السنوي الحادي عشر في حرمها في بيروت، برعاية وزير العمل سجعان قزي وحضور رئيس الجامعة الوزير السابق عبد الرحيم مراد، حيث استضافت العديد من مندوبي الشركات اللبنانية للتواصل مع الطلاب والخريجين وعرض فرص العمل عليهم.
بداية كلمة جمعية خريجي الجامعة اللبنانية الدولية القتها خريجة الجامعة في فنون التواصل الصحافية ملاك جعفر التي تحدثت عن تجربتها في مجال العمل، مشيرة إلى أنّ «الطالب يجب ان يسعى للحصول على وظيفة احلامه».
ثم تحدث مراد، داعياً وزير العمل إلى «زيارة الصروح التعليمية التي سماها امبراطوية في البقاع». وقال: «بنينا هذه الصروح التربوية من أبنية وملاعب ومسارح وكان سهلاً علينا لكن الأهم هو بناء الإنسان من خلالها فبناء الحجر أسهل من بناء البشر. سئلت في إحدى المقابلات عن سبب تخريج هذا الكم الكبير من الشباب وفي النهاية إلى البطالة فأجبت بطالة مع شهادة أفضل من البطالة بدون شهادة تؤدي إلى الانحراف والتطرف».
أضاف: «آن الأوان لكي نفكر في حلّ جذري للأزمات المتتالية في لبنان وهذا الحلّ هو في إشراك كافة القوى السياسية والاجتماعية والأهلية في مؤتمر حوار يتمخض عنه قانون انتخاب على أساس النسبية لدائرة واحدة أو عدة دوائر موسعة، وأنه يجب أن نحافظ على الوجود المسيحي في لبنان وإعطاء بعض الصلاحيات لرئيس الجمهورية بحيث لا يكون ملكاً بدون تاج أو رئيساً بدون صلاحيات مع الحفاظ على التوزيع الطائفي وعلى النسب».
أما قزي فدعا إلى «التعدّدية واللامركزية في بنيان الدولة كما هو الحال في الجامعات التي تنشىء فروعا وكليات لها في المناطق، ليكون لبنان على صورة اللبنانيين، فلبنان الآن لا يشبه اللبنانيين، ولا اللبنانيون يشبهون لبنان الحقيقي».
وقال: «نريد لبنان الذي تبنيه الجامعات أكثر من لبنان الذي يخرج من المؤتمرات التأسيسية وهيئات الحوار في لبنان والخارج، نريد لبنان الجامعات لا لبنان الجبهات. حين نتوجه إلى الشباب والشابات ندخل الى المستقبل من دون استخدام أية وسيلة نقل، ولبنان من دون مستقبل لا يستطيع أن يكون لبنان».
وأضاف: «لبنان لا يستطيع أن يبقى يقوم يخرّج أجيالاً في اتجاهين: إما باتجاه الحرب أو باتجاه الهجرة. نريد تخريج الشباب والشابات باتجاه الاستقرار الذي هو الاتجاه الصحيح الذي يجب أن يعمل عليه كلّ المسؤولين في البلد».
وأسف «كيف أنّ الناس في مكان، والطبقة السياسية في مكان آخر». وقال: «الطبقة الحالية ليس لديها قضية، وأساساً العالم منقسم إلى فريقين: أصحاب قضية وأصحاب مصالح، فإذا لم نؤمن بقضية لا يمكن أن نناضل وننجح. والإنسان بحكم طموحات خاطئة وأمجاد مزورة انتقل من ثقافة السلام إلى ثقافة الحرب، ومن ثقافة الاعتدال الى ثقافة التطرف».
وتابع: «إننا نعيش في مجتمع مهدّد بالإرهاب والانقسام وكلّ هذه المشاكل متأتية من كون أنّ لبنان تنخره أمراض الطائفية والمذهبية، والخروج من هذه المشكلة تكون بالاستفادة من تجارب كلّ الشعوب في العالم التي مرت بنفس الظروف التي مرّرنا بها خرجت من أزماتها، وانتقلت إلى السلام من خلال خلق مجتمع مدني أو العلمنة. وإذا كان وقع العلمنة غير مقبول في بعض البيئات في لبنان فيجب أن نعرف أنّ العلمنة لا تعني إلغاء الدين، بل فصل الدين عن الدولة، مع ما يعني ذلك من محافظة على القيم الروحية والإنسانية. حتى الثورة الفرنسية التي تنكرت للقيم المسيحية واعتمدت قيماً أخرى عادت إلى القيم الروحية بعد سنوات».
وتمنى قزي على الطلاب أن «يؤمنوا بأنّ لبنان بلدهم، ومن خلاله يجدون فرص عمل»، وقال: «أنا أناضل على رأس وزارة العمل للحفاظ على اليد العاملة اللبنانية ومنع المنافسة الاجنبية من دون أن يعني ذلك عدم الاستعانة بالخبرات الأجنبية. نحن في بلد منفتح وبحاجة إلى خبرات الجميع، ولكن حيث يكون هناك لبناني يستطيع أن يملأ وظيفة جريمة أن نعطيها لغيره أياً تكن جنسيته ووضعيته».
ولفت إلى أنّ «هناك اجتياحاً واسعاً وأصبح مبرمجاً ومدعوماً لكلّ قطاعات العمل في لبنان، وطرد لبنانيين من مؤسسات والاتيان بأجانب للعمل». وقال: «لقد أطلقت في إحدى الجامعات نداء تمنيت فيه على اللبنانيين ألا يتسوقوا من المؤسسات التي لا توظف لبنانيين، لأنّ هناك مؤسسات لا يعمل فيها أي لبناني».
وكشف أنّ «نسبة إعطاء إجازات العمل انخفضت نحو57 في المئة، فنسبة البطالة كانت 32 في المئة أواخر العام 2014 وأصبحت 25 في المئة، وهذا أمر خطير خصوصاً عندما نعلم أنّ من بين هذه النسبة 36 في المئة من الشباب والشابات خريجي المعاهد والجامعات».
وأوضح أنّ «هناك مليوناً وسبعمئة ألف سوري في لبنان من أصلهم يوجد أكثر من نصف مليون يعملون من دون إجازات عمل، وسبب ذلك لأنهم لا يتقدمون هم وأصحاب العمل إلى الوزارة للحصول على إجازة عمل وليس لأنّ الوزارة لا تريد إعطاء إجازات عمل».
ودعا الجامعات الى «مواكبة الطلاب الخريجين في بحثهم عن أول فرصة عمل لهم».