المطارنة الموارنة: الحوار هو المخرج الوحيد لأزمات لبنان والمنطقة
توقف المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي عند «حركة زيارات المسؤولين الدوليين إلى المنطقة، والدعوة الملحّة إلى تغليب لغة الحوار في حلّ الأزمات والصراعات القائمة». وأكدوا «أنّ الحوار يبقى المخرج الوحيد، بدل لغة الحديد والنار»، منبهين «الدول المعنية إلى أنّ النزاعات والحروب الجارية آخذة في تغيير وجه عالمنا العربي، والميل به أكثر فأكثر إلى التفكك والتشرذم، والانغلاق في الهويات القاتلة. وهذا يتنافى كلياً مع تاريخ طويل من الحضارة القائمة على التسامح والتعاون والتكامل والعيش المشترك».
ونوّه الآباء، بحسب البيان الذي تلاه النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، «بما حملته زيارة الرئيس الفرنسي السيد فرنسوا هولاند الأخيرة إلى لبنان، من رسالة صريحة عن حرص العالم على صون التجربة اللبنانية، والوقوف إلى جانب المسؤولين اللبنانيين في السعي إلى تحصين لبنان في وجه تداعيات الأزمات المحيطة به أمنياً وسياسياً، وذلك بدأ بانتخاب رئيس للجمهورية صوناً للدولة، وحماية لهوية لبنان الدستورية والمؤسساتية»، لافتين إلى «أنّ جذور الأزمة الكبرى تبقى في الانقسامات الاقليمية وسياسات دولية مسببة للحروب في المنطقة». وناشدوا «الأسرة الدولية العمل بجد على إيقاف الحروب وإعادة النازحين إلى بلدانهم وإحلال السلام في كلّ بلدان المنطقة».
وتطرق الآباء إلى موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية، وما يرافقها من ائتلافات أو منافسات ونقاش وعرض للبرامج، آملين «أن تبقى على مستوى راق في التحضير لها وإطلاع المواطنين على البرامج الإنمائية لجذب أصوات الناخبين، وأن تأتي هذه الانتخابات بأشخاص وفرق عمل تعمل بكلّ جدية على إنماء المناطق وصيانة البيئة والاهتمام بمشاكل الناس المتفاقمة».
وإذ أثنى المجتمعون «على القرار القضائي بشأن إقفال بيوت الاتجار بالبشر»، دعوا المسؤولين إلى «العمل الجدي لمحاربة هذا الفساد ومحاسبة المسؤولين عن تلك الفضائح، كي لا يبقى لبنان سفينة من دون أشرعة، أو بيتا مشرعة أبوابه على المخاطر».
وكان البطريرك الراعي أطلع الآباء على الزيارة التي قام بها إلى بلجيكا بدعوة من مجلس النواب الأوروبي في بروكسيل، استهلها بزيارة إلى الملك فيليب، وإقامة الذبيحة الإلهية مع الجالية المارونية والمشرقية. ثم ألقى محاضرة في مجلس النواب الأوروبي حول عواقب النزاعات والحروب على المسيحيين وشعوب الشرق الأوسط ومستقبلها. وأجرى محادثات مع مختلف الكتل النيابية التي تمثل بلدان الاتحاد الأوروبي، والمعنيين بشأن تعزيز السلام في المنطقة والعالم.
من جهة أخرى، استقبل البطريرك الماروني رئيس الرابطة المارونية انطوان قليموس وأعضاء المجلس التنفيذي للرابطة.
وعرض قليموس على الراعي، وفق بيان للرابطة، نتائج خلوة المجلس التنفيذي يوم السبت الماضي وخطة تحرك الرابطة في المرحلة المقبلة، مشدّداً على «التنسيق والتعاون مع البطريركية المارونية بتوجيهاته»، وآملاً الدعم «لكي يتمكن المجلس التنفيذي من تحقيق برنامجه في التجذر والنهوض من أجل لبنان والمسيحيين والموارنة».
بدوره هنأ الراعي قليموس والمجلس التنفيذي، متمنياً «النجاح في ترجمة برنامج الرابطة وخطة عملها بما يؤدي إلى تفعيل دورها وتوظيفه في كلّ ما يحقق مصلحة لبنان والعيش الواحد والتوازن بين أبنائه».
وكانت مناسبة «لتداول الأمور الوطنية في ضوء الاتصالات التي يجريها كلّ من البطريرك ورئيس الرابطة مع القيادات والفاعليات السياسية».