واشنطن تتعهد بتعزيز المساعدة الأمنية للقارة الأفريقية

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم أمس أن بلاده ستزيد مساعداتها للجيوش الأفريقية التي تحارب التطرف الإسلامي أو تقوم بمهمات خطيرة لحفظ السلام.

وقال أوباما مع انتهاء القمة التي جمعته بقادة أفارقة وممثلين عن 50 دولة: «إن تعزيز أمن أفريقيا سيساهم في تقوية إنجازاتها الاقتصادية، حيث تم في نهاية القمة الإعلان عن عشرات مليارات الدولارات من الدعم المالي والاستثمارات، لكن أوباما أكد أن القارة يجب أن تضاعف جهود الإصلاح من أجل تعزيز النمو».

واعتبر الرئيس الأميركي أن «على الدول الإفريقية أن تكافح الفساد وتحسّن حقوق الإنسان وخصزصاً حقوق النساء وتعزز حكم القانون»، مؤكداً أن القمة تعكس «الواقع على رغم أن الدول الأفريقية لا تزال تواجه تحديات، «إلا أننا نرى انبثاق أفريقيا جديدة أكثر ازدهارا». وأضاف «اتفقنا على أن نمو إفريقيا يعتمد بشكل أساسي على استمرار الإصلاحات من قبل الأفارقة».

جاء ذلك في وقت أجلت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نحو 220 موظفا أجنبيا يعملون مع الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من مدينة بونغ شمال شرق جنوب السودان إثر هجمات دامية وقعت يومي الاثنين والثلاثاء، حيث تم نقل هؤلاء العاملين إلى العاصمة جوبا وملكال بولاية أعالي النيل.

هذا وتتواصل عمليات الإجلاء التي يقوم بها 110 من عناصر قوة الأمم المتحدة، بحسب ما أوضح فرحان حق مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة. كما أحصت البعثة موظفي المنظمات الإنسانية المحليين «الذين يعتبرون في خطر ويجب إجلاؤهم بأسرع ما يمكن». ولم يوضح المتحدث مصدر التهديد، لكن الأمم المتحدة كانت أشارت في وقت سابق إلى أن المهاجمين يستهدفون قبيلة النوير.

وكان أكثر من 5 موظفين جنوب سودانيين يعملون في منظمات إنسانية قتلوا في منطقة بونغ على يد مليشيا محلية كانت قتلت في وقت سابق عضوا في منظمة غير حكومية يوم الاثنين الماضي.

من ناحيته، ندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذه الهجمات مطالبا الأطراف المتنازعة بأن تتوقف فورا عن ترهيب العاملين الإنسانيين وعن اتخاذ المدنيين عمداً هدفاً على أساس إثني.

في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتحقيق كامل في هذه الأحداث المأساوية»، مؤكدا في بيان أنه «لا يوجد حل عسكري لأزمة جنوب السودان. وأصدر مجلس الأمن الدولي بعد مشاورات في جلسة مغلقة مساء يوم الأربعاء إعلانا ندد فيه بالهجمات، مشيرا إلى أنها يمكن أن «تشكل جرائم حرب». وطالب أعضاء المجلس الـ15 حكومة جنوب السودان «بملاحقة المسؤولين أمام القضاء» واتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إدمون موليه إن جنوب السودان على شفير كارثة إنسانية، داعيا المجتمع الدولي إلى التأكيد لأطراف النزاع أن المواصلة في الخيار العسكري أمر عبثي، لافتاً إلى أن زيارة وفد من مجلس الأمن الاسبوع المقبل إلى جنوب السودان تأتي في الوقت المناسب.

وأوضح موليه أن تعزيز بعثة الأمم المتحدة الذي قرره المجلس يحرز تقدما حيث وصل إلى جنوب السودان 3525 عنصرا من أصل 5500 نص عليهم القرار. أما الفرق المتبقية وهي كتيبة مشاة و6 آليات بينها 3 مروحيات عسكرية لنقل الجند، ستنتشر بحلول تشرين الأول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى