المبعوث الأممي: حلّ الأزمة اليمنية لن يكون إلا سياسياً
في انفراجة كبيرة لمحادثات السلام اليمنية الجارية في الكويت، بدأت اللجان المعنية بالحلّ العسكري والسياسي والإنساني أعمالها، رغم استمرار خرق الهدنة من قبل قوى العدوان السعودي في أكثر من منطقة.
وفي هذا السياق، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مؤتمر صحافي أمس، إنّ الأزمة اليمنية لن تتوقف إلا بالتوصل إلى حلّ سياسي شامل.
وأضاف إسماعيل ولد الشيخ أحمد أنّ المشاورات الجارية فرصة لا تعوض للأطراف اليمنية للتوصل إلى حلّ سلمي.
وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن أنّ العمل جار من أجل تثبيت الهدنة في كافة المحافظات اليمنية، مشدّداً على أنّ مشاورات السلام فرصة تاريخية لتحقيق حلّ سلمي في اليمن.
وأشار ولد الشيخ إلى تحسُّن كبير في تنفيذ الهدنة، معتبراً أنّ ذلك يساهم في الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية.
وصرّح المسؤول الأممي بأنه قد تمّ تشكيل عدد من اللجان ومنها لجنة متابعة المعتقلين.
ولفت ولد الشيخ أحمد إلى أنّ الجهد حثيث من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية والصحية في أرجاء اليمن، مؤكداً أنّ المحاور الأمنية والسياسية مترابطة بشكل وثيق.
وأعلن الناطق باسم حركة «انصار الله» محمد عبد السلام، من جهته، أنّ «قوى العدوان ومن يمثلها تعرقل مسار المشاورات السياسية الجارية في الكويت بالكثير من العراقيل والتعطيل متعللين بالكثير من المبرّرات الواهية، يوازيه، في الاتجاه ذاته، تصعيد ميداني خطير تمثل في تحشيد عسكري واسع في فرضة، نهم، وصرواح، في مأرب وذباب في تعز، وشبوه واستمرار الغارات الجويه في أكثر من محافظة وإدخال أسلحة من مختلف المنافذ البحرية والبرية».
وأكّد عبد السلام أنّ ما سبق «يكشف أنّ النوايا الجادة للسلام لم تتخذ بعد وأنّ مسار المشاورات لم يتقدم في تثبيت وقف الأعمال العسكرية التي توافق عليها الجميع حتى الآن بالشكل المطلوب، حيث ما زالت اللجان المحلية تراوح مكانها بسبب مماطلة ممثلي المرتزقة الذين يرغبون باستمرار الحرب حتى لا تتضرّر مصالحهم المادية والسياسية».
وختم: «نهيب بشعبنا اليمني وجيشه ولجانه الشعبية بالمزيد من اليقظة والحذر أمام هذه النوايا السيئة التي باتت تنكشف ملامحها من تصعيد خطير على مختلف المستويات والأصعدة».
وكانت قد بدأت في الكويت جلسة بين الوفد الوطني اليمني ووفد الرياض برعاية الموفد الدولي ولد الشيخ لمناقشة آلية عمل اللجان المشتركة التي شكلت أول أمس وهي ثلاث لجان سياسية وأمنية وإنسانية، فيما وصل أكثر من مئة جندي أميركي إلى قاعدة العند في لحج.
التصعيد الخطير من قبل قوى العدوان السعودي في خرق الهدنة ألقى بظلاله على مفاوضات الكويت.
وقال حميد رزق رئيس وفد الإعلاميين في مفاوضات الكويت: عودة الغارات والتصعيد في الميدان هي انعكاس لحالة التخبط والإرباك الذي يعانيه فريق الرياض على طاولة المفاوضات، معتبراً أنّ الانتهاكات تنعكس سلباً على طاولة المفاوضات بشكل عام.
المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد حاول دفع المفاوضات إلى الأمام عبر توزيع المشاركين في جلسات الحوار على فرق عمل تركز على المسارين الأمني والسياسي وقضية السجناء والمعتقلين، لكنّ المجتمعين في جلسة الحوار ربطوا بين المقترحات المقدمة من قبل الطرفين وقرارات مجلس الأمن.
وفي سياق ميداني، نُقل عن مصادر من السكان المحليين أنّ مسلحي تنظيم «القاعدة» بدأوا أمس، بالانسحاب من بلدتي زنجبار وجعار الواقعتين في محافظة أبين جنوب اليمن.
وأوضحت المصادر أنّ هذه العملية جاءت نتيجة لجهود الوساطة، التي بذلها رجال قبائل محلية على مدى أسابيع، لإقناع عناصر التنظيم الإرهابي بالانسحاب من البلدتين بهدوء بدلاً من مقاومة هجوم تشنه القوات اليمنية مدعومة بقوات التحالف العربي.
وشوهد عشرات المسلحين من «القاعدة» وهم يغادرون أكبر بلدتين بمحافظة أبين ومعهم أسلحتهم إلى الريف المجاور.
واستغلّ تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب الحرب، التي يشهدها اليمن منذ أكثر من عام، لبسط سيطرته على بلدات على امتداد 600 كيلومتر من ساحل بحر العرب.
وأجبرت القوات اليمنية الموالية للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، مدعومة بالتحالف السعودي، عناصر «القاعدة» على ترك قاعدتهم المركزية بمدينة المكلا الساحلية الشهر الماضي، وحرمت التنظيم من عوائد يومية تقدر بنحو مليوني دولار من ضرائب الميناء وتهريب الوقود.