مطرب فلسطينيّ يطلق من الناصرة المحتلة أغنية سوريّة الكلمات واللحن
محمد خالد الخضر
بعدما لحّن الفنان غياث النقريّ كلمات أغنيتها «هالبدلة شو بتلبقلك» وسُجّلت في سورية لتعبّر عن تقدير السوريين لجيش بلادهم، أعطت الأديبة نبوغ أسعد أغنيتها «قولك حبيبي في يوم رح نرجع» للملحن بطرس بطرس الذي لحّنها ليغنيها الفنان الفلسطيني أحمد زرعيني، ويطلقها من بلدته الناصرة الفلسطينية المحتلة، وهي تعبّر عن معاناة الشعب السوري من تآمر الصهاينة وأدواتهم.
وفي حديث صحافيّ، قالت أسعد: «كتبت هذه الأغنية بالتحديد بعدما حرق الإرهابيون منزل عائلتي وأجبرونا على النزوح، لتكون تصويراً لمعاناة السوريين، وصدى للويلات التي تسبب بها الإرهاب، وأملاً بعودة كلّ سوري إلى بيته». مبيّنةً أنها لم تزاول الكتابة إلا بعد الحرب على سورية.
وتابعت أسعد: «كان لديّ رغبة عارمة أن يعرف العالم بكامله كيف يتحمل السوريون المؤامرات وكيف يدفع شعبنا ضريبة الإرهاب في العالم، ما جعلني أوافق فوراً على طلب الملحن بطرس بطرس تلحين أغنيتي». معربةً عن اعتزازها لأن الفنان زرعيني من أدّى هذه الأغنية بصوته، كونه فلسطينياً، في تأكيد أن القضية واحدة والجرح واحد بالأداة ذاتها.
وعن اختيارها كلمات الأغاني قالت أسعد: «أعتمد على حدسي العفوي في انتقاء الكلمات التي تلامس الهمّ الجمعي، وتحاكي آلام الشعب السوري وآماله، ملتقطة صورها وتعابيرها من الطبيعة والحراك الإنساني والمجتمعي لأصبّ من خلاله صدق العاطفة والتشبث بالجذور والهوية، حيث تقول كلمات الأغنية:
قولك حبيبي في يوم رح نرجع
والمصطبة عَ الباب تشهد عَ لمّتنا
والسطح والحيطان يحرسوا لمّتنا
حبّ وغزل وصحاب
ولمّة شمل الغياب
وفرحة تعمّ الكون
بوطن بالحبّ مسكون
هيك الحياة بتكون
ببلادي وسع الكون».
بدوره، قال الملحّن بطرس في تصريح مماثل: «اطلعت على كلمات الأغنية على صفحة الكاتبة أسعد في وسائل التواصل الاجتماعي، فوجدتها مليئة بالتحدّي والنغم الموسيقيّ والعواطف، وتعبّر عن إحساسنا بالغربة وعما نعانيه من المتآمرين على وطننا. فقمت بتلحينها بعد أخذ موافقة الكاتبة، وجرّبتها على أصوات مختلفة، فوجدت أنها تتلاءم مع صوت الفنان زرعيني الذي بدوره حقّق نجاحاً بعد تسجيلها بصوته وغنائها في المحافل الشعبية الفلسطينية، خصوصاً في مسقط رأسه الناصرة».
وأضاف بطرس: «إن كلمات الأغنية وطنية بامتياز، لا سيما أن كاتبتها من الأديبات اللواتي عانين الظلم من المتآمرين، وحُرق منزلها، وطوردت أسرتها بسبب مواقفها». مؤكداً أنه سيتعاون مع الكاتبة في عدد من المشاريع الغنائية المقبلة ضمن مساعيه في البحث عن كلمات لكتّاب وأدباء سوريين، لتنتشر الأغنية السورية بعراقتها وأصالتها، وتأخذ مكانها الحقيقي في العالم.
أما الفنان زرعيني فقال: «عندما عرض عليّ الملحن بطرس كلمات الأغنية أعجبتني جداً بما تحمله من معاني الغربة والحنين والشوق للبيت والوطن والأرض، فتعاونّا معاً وغنيّتها مراراً في حفلات شعبية بين أهلي في الناصرة، حيث أضع الآن اللمسات الأخيرة على تسجيلها في استديو». منوّهاً بالإقبال الكبير والتفاعل الذي حظيت به الأغنية في أوساط الجمهور الفلسطيني.
وتابع زرعيني: «هذا النتاج الفني مكوّن من روح عربية حقيقية تجمع بين الفلسطينيين والسوريين، ويؤكد أن لا قوة في العالم تستطيع فصلهم عن بعض». لافتاً إلى استعداده ورغبته الدائمة بالغناء لكتّاب سوريين كلما سنحت له الفرصة.
وأشار زرعيني إلى تأثره بعدد من المطربين السوريين الكبار، خصوصاً أبناء حلب، لا سيما الفنان الكبير صباح فخري، وبأغاني الثورة الفلسطينية التي كان لسورية وفنانيها دور كبير في احتضانها ونشرها في العالم، ليختم حديثه بالقول: «لا أقدم على أداء أيّ أغنية وطنية إلا إذا كانت مدروسة بشكل جيد ومكوّنة من كلمات راقية وألحان رفيعة المستوى، لأن هذه الأغنية تعكس أهمية الوطن بكامله. فلا بدّ أن تكون ذات قيمة معنوية تليق بشعبنا بجناحيه السوري والفلسطيني».