صباحات
أصعب الأوقات الانتظار، وأصعب الانتظارات المجهول، وأهون الطرق معهما وضوح الداخل. فأضيئوا شموع أوراحكم كلّما ضاق بكم الانتظار وصار مجهول الآتي، فترون عندئذٍ ببصيرتكم ثقة وتشعرون بها سكينة… ما دام آخر الطريق تصنعه الإرادة، تصلح في الحبّ وتصلح في الحرب… صبراً يا حلب.
تعالوا وأحبتكم في ذروة الغضب تحت الضوء، والعيون في العيون، وإن فشلتم في حبس الدمعة وحجب الابتسامة تكلموا بما شئتم، لأن الحبّ يكون قد مات… وإلا فتعانقوا بلا كلام، ويكون كل شيء قد وصل.
الحياة محيط والعمر قارب والحبّ حوت أزرق، والشوق دلفين ثمين. وقال نزار قباني: علّمني كيف يموت الحبّ وتنتحر الأشواق!
العتاب صابون القلوب، لكن استعمال الصابون كل يوم لمرّات عدّة يستنفده بعمر قصير، فلماذا لا نبحث عن الشعر وهو عطر العقول. إن كان للحبّ عمر يطول.
ذكاء المسافة والتوقيت هما ما يحتاجه إليما الحبّ وسط متاعب الحياة واستحقاقاتها، لكنه يحتاج إلى بساطة الاستسلام و الكبوة التي يقولون إن لكل حصان منها نصيب.
أحلامنا أشعار قصائد نحبّ أن نتلوها، ونخشى أن يقرأ أسرارنا فيها الآخرون فنستحضرها ونحن نيام ونغلق جفوننا عليها… رأيت في المنام شارة النصر ترفعها مدينة اسمها حلب، وكتبت بتاريخ 16/6/16، فقلت أنتظر معك عسى الحلم حقيقة.
الحبيبة تصير أحياناً مدينة يتسكع الحبيب في عتمتها، وظلال عيونها وحرارة أنفاسها. والمدينة تصير حبيبة تنزف دمعاً ودماً في العين والقلب… الحبيبة اليوم اسمها حلب.