إلى رجل

ما دمت أدمنت البعد

فكن بعيداً أكثر

أحبّك كما الشاي

ولو من دون سكر

أحبّك رعشة الخمر

لكنني لن أسكر

أحبّ ذكرياتنا

التي مضت من دون تدوين

من دون دفتر

هل تذكر متى بدأنا؟

لأنني لست أذكر

أحبّ وجهك فرحاً

وحزيناً، حتى وأنت تتذمّر

أحبّك لكنّني

أحبّ نفسي أكثر

أحبّ عربدتي وجنوني

وضياعك أيها المحتار

أحسّ بثقل قدميك

على الرمل والغبار

على رؤوس الأصابع

تتسلّل خلفي

تتقصّى عنّي الأخبار

فهل وصلك القرار

بأني أحبّك ولكن

أحبّ نفسي أكثر؟

تتباهى بأرقام معجبات

أنت جمعتها

يا رجلاً لن يتحضر

وأتباهى بفُرص الحبّ

التي ضيّعتها

لأجل حبّ ما أثمر

فلا تجادل ولا تنازع

كلّ القوانين ولجان التحكيم

لن تجديك… فلا تتحسّر

حكمك حكم الردّة

بعد المبايعة

اليوم تقرّر

فلا استئناف ولا تمييز

فهيا تحضّر

وليس من طلب أخير

أفلا تتفكر

أوراقك في حوزة المفتي

أخذت لتنظر

يا رجلاً أحبّه ولكنني

أحبّ نفسي أكثر!

توما عبّاس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى