المشنوق: أفضل قلم اقتراع كان في عرسال ولم أتدخل في انتخابات زحلة
أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ «المرحلة الأولى للانتخابات البلديّة والاختياريّة مرّت بسلام بنسبة عالية جداً، وتمّت بموعدها»، مشدّداً على أنّ «اللبنانيّين أثبتوا أنّهم جاهزون للاستحقاقات المقبلة ويستحقّون الديمقراطيّة والحريّة».
وفي مؤتمر صحافي عقده بمكتبه بالوزراة بعد انتهاء العملية الانتخابية، أشار إلى أنّ «ما رأيناه اليوم بمراكز الاقتراع كفيل بالإجابة على كل من راهنوا وعملوا على تأجيل الانتخابات»، معتبراً أنّ «أفضل قلم اقتراع كان في بلدة عرسال، لأنّ هذه البلدة متّهمة بأنّها خارج إرادة الدولة».
ولفتَ إلى أنّ ما رآه يؤكّد أنّ «الجيش وقوى الأمن الداخلي قاموا بجهد كبير، واستطاعوا أن ينجزوا الكثير من العمل في وقت قصير وبمنتهى الجديّة»، واعداً بـ«معالجة كل تقصير ظهر، وسنقوم بكل جهدنا».
وأعلن أنّه «تمّ توثيق حالة رشوة في زحلة، وتوقيف شخص متورّط، وتتمّ ملاحقة مشتبه بهم للقيام بالرشوة»، مشيراً إلى أنّ «غرفة الشكاوى تلقّت 650 شكوى، وسجّلت 4 حوادث إطلاق نار، و20 إشكالاً بسيطاً».
وأوضح المشنوق أنّ « المشاركة الانتخابيّة متدنّية في بيروت فقط، لكنّها أكثر من الانتخابات السابقة»، مشدّداً على أنّ «الانتخابات الأولى التي يجب أن تحصل في لبنان هي الانتخابات الرئاسيّة، وأي كلام آخر يكون في إطار فتح مشكلة».
وأعرب عن اعتذاره لـ«أنّنا لم نتّخذ إجراءات جدّية في ما يخصّ المعوقين، ولكن عناصرنا عالجوا الأمر وساعدوهم لإتمام العمليّة الانتخابيّة».
وكان المشنوق جال على مراكز الاقتراع في بيروت والبقاع وعقد اجتماعاً في سرايا بعلبك، في حضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، واستعرض سير العمليّة الانتخابيّة من الناحيتين الإداريّة والأمنيّة.
وبعد الاجتماع، أكّد المشنوق أنّه اطمأنّ «إلى الوضع الانتخابيّ في كل الدوائر بمحافظة بعلبك الهرمل، وفي كل مركز أزوره كنت أطمئن وأفرح أكثر، لأنّ نسب المشاركة ترتفع في كل المناطق، وهذا دليل على إيمان اللبنانيّين بالديمقراطيّة، وبأنّ الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لإيصال ممثّليهم إلى السلطة».
ولفتَ إلى أنّ «دور السلطة البلديّة سيتطوّر لأنّه صار لديها مداخيل وقدرة على تنمية الكثير في القرى، وتحسين البُنية التحتيّة للمناطق، وهذا يشجّع الناس على الانخراط أكثر فأكثر».
وشدّد على أنّ «الأجواء هادئة جداً، ما عدا حادث بسيط تحت السيطرة في زحلة»، ووجّه رسالة إلى أهل عرسال «بأنّهم أهل لكل اللبنانيّين».
وأكّد أنّ «الوضع ممتاز في بعلبك الهرمل»، كاشفاً عن وجود «مشروع لبناء سرايا جديدة، كما أطلعني المحافظ بشير خضر، لأنّ المكان يساعد الموظفين على تأدية واجبهم بشكل أفضل». وأضاف: «هذه المنطقة تؤكّد دائماً أنّ مرجعيّتها الدولة رغم كل الكلام الذي يقال، وأنّ الدولة هي التي تقرّر في كل أمورها».
وختم قائلاً لأهل بعلبك الهرمل: «يجب أن نعمل كلّنا سويّاً لئلّا يبقى هناك تقصير ولا إهمال»، ثم توجّه إلى زحلة.
كما زارالمشنوق بلدة عرسال وتفقّد مراكز الاقتراع، واطّلع على سير العمليّة الانتخابيّة من النواحي الأمنيّة والإداريّة، وأكّد في نهاية الزيارة أنّ «نسبة التصويت تجاوزت 35 في عرسال، وهذا يؤكّد التزام الأهالي بالانتخابات والتصويت، ويؤكّد التزامهم بوطنيّتهم ولبنانيّتهم». أضاف: «خيرهم وجميلهم على كل لبنان لأنهم يحملون أكبر الأثقال من النازحين السوريين ولا يشكون، بل إن طلباتهم عادية، وهذا يجعل أي وطني وأي لبناني يفرح لهم وبوطنيتهم وبإصراهم على التصويت، وهذا تأكيد على التزامهم بالديمقراطية».
وتابع «الجيش موجود داخل عرسال وموجود في كل منطقة عرسال، وهو سيد على الأرض، كلنا نعرف أن المشاكل الموجودة هي نتيجة النيران السورية، لكن الجيش والقوى الأمنية يقومون بأكثر من واجبهم. والدولة موجودة داخل عرسال، لكن هناك ظروفاً أمنية تتطلب أحيانا الانسحاب في وقت ما والعودة بعده، والدولة موجودة. وتصرف الأهالي اتجاه الانتخابات والتصويت يلزم الدولة أكثر وأكثر أن تكون مسؤولة عن عرسال بكل المعاني».
وعن ترشّح رئيس البلدية علي الحجيري، أجاب المشنوق: «الذين يصوّتون هم أهالي عرسال، وترشّحه ضمن القانون، والناخب هو الذي يقرّر».
وفي طريق العودة، استقبل أهالي اللبوة موكب المشنوق الذي توقف لمبادلتهم بالتحية، فاحتشد الأهالي في ساحة البلدة ونحروا الخراف تحيّة له ونثروا الأرزّ.
ومن زحلة، أكّد المشنوق بعد انتهاء اجتماعه في سرايا زحلة مع المحافظ أنطوان سليمان، أنّ «الانتخابات البلديّة تجري بشكل طبيعي وسليم على الرغم من بعض المشاكل العادية، وإذا كان هناك شكاوى من أطراف معيّنة عن المال الانتخابي والرشوة، فلا شيء ملموساً لغاية الآن، وعلى هذه الأطراف أن تقدّم أدلّة حسيّة للقوى الأمنيّة، والقضاء حاضر لاتّخاذ التدابير اللازمة».
وردّ على اتهام المرشح أسعد زغيب وزير الداخلية بأنه بات ليلته في زحلة لدعم لائحة ضد أخرى، أجاب المشنوق: «إتهمني بشيء أحبه ولم أفعله، لم أنم في زحلة، رغم أنني كنت أتمنى لو فعلت. وأنا لا أتدخل، لا سابقا فعلت، ولن أتدخل لاحقا. بل بصرف النظر عن عاطفتي ورغبتي، منذ توليت وزارة الداخلية كنت ولا أزال أتصرف كوزير لكل لبنان».
وتعليقا على «العبوة التي تم تفكيكها أول من أمس» لفت الى أنها «جزء من مسرحية الانتخابات، لأن بعض الناس ربما لا يريدون زيادة الإقبال».
إلى ذلك، حدد المشنوق 29 أيار موعداً جديداً لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في جديتا، وذلك بناء على طلب فاعليات ونواب قضاء زحلة، وبعد الإتصالات بين المرجعيات في القرية التي أدت إلى إزالة التوترات الطائفية التي حالت سابقا دون إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها.