«المعارضة المعتدلة» المدعومة أميركياً تنسّق مع «النصرة» الإرهابية عالمياً
لم يعد خافياً على أحد أنّ هناك تضليلاً إعلامياً واسعاً تقوده قنوات مموّلة سعودياً، وتبثّ تقارير مفادها أنّ الجيش العربي السوري يقتل الأطفال والمدنيين في مدينة حلب. وما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في أحد تقاريرها، إنما يصبّ بشكل أو بآخر في كشف هذا التضليل. إذ نشرت الصحيفة تقريراً مفاده أنّ ما تسمّيها أميركا «معارضة معتدلة»، تنسّق أتمّ التنسيق مع تنظيم «جبهة النصرة» المدرج عالمياً على لائحة الإرهاب.
وأكد الكاتب سام دافر في مقال نشرته الصحيفة، أنّ مسلّحي «المعارضة المعتدلة» يتعاونون مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وينسّقون عملياتهم معه. ولفت دافر أنّ مسلّحي «المعارضة المعتدلة» يتواجدون في المناطق نفسها التي ينتشر فيها إرهابيو «جبهة النصرة» وهم ينسّقون عملياتهم مع هذا التنظيم ويتقاسمون الموارد ذاتها.
وفي سياق الحديث عن حلب، نشرت صحيفة «ترود» الروسية مقالاً حول المعارك الدائرة على مقربة من المدينة، أشارت فيه إلى أنّ النجاح الذي حقّقه الجيش السوري والقوات الروسية، أرعب سلطات ألمانيا والولايات المتحدة والرئيس التركي. وأشارت الصحيفة إلى أنّ القوات السورية حاولت بمساعدة القوات الإيرانية الخاصة ومقاتلين من حزب الله اللبناني في تشرين الأول عام 2015 تحرير حلب حيث جرت خلالها معارك طاحنة ذهب ضحيتها الجنرال الإيراني حسين همداني. غير أن الأوضاع تغيرت بصورة واضحة بعدما بدأت طائرات القوة الجوّ ـ فضائية الروسية في شنّ غارات على البنى التحتية للإرهابيين، وتوفير غطاء جوي للقوات السورية، وهذا يتضح من التقدم الذي أحرزته القوات السورية والقوات الرديفة، التي حاصرت المدينة بحلول شباط 2016. كما سيطرت القوات السورية على قرية حردتنين الواقعة شمال حلب وتسيطر على الطريق المؤدي إلى تركيا.
كذلك، أرعبت انتصارات القوات الحكومية والقوات الجوّ ـ فضائية الروسية المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، التي قالت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو: «نحن لا نشعر بالصدمة فقط، لا بل قلقون جداً على مصير عشرات الألوف من الناس الذين يتعرّضون للقصف المدفعي وقصف الطائرات الروسية». كما أعربت السلطات الأميركية بدورها عن قلقها من الانتصارات التي تحققها القوات السورية. أما في تركيا، فكاد الذعر أن يدبّ في الأوساط الحكومية ما اضطر أردوغان إلى إصدار أوامره إلى الجيش بقصف مواقع الفصائل الكردية بالمدفعية بعيدة المدى.
«ترود»: ستالينغراد السورية
نشرت صحيفة «ترود» الروسية مقالاً حول المعارك الدائرة على مقربة من حلب، أشارت فيه إلى أن النجاح الذي حققه الجيش السوري والقوات الروسية، والذي أرعب سلطات ألمانيا والولايات المتحدة والرئيس التركي.
وجاء في المقال: أرعبت الانتصارات التي حققتها القوات السورية والقوات الجوّ ـ فضائية الروسية من قبلُ في ريف حلب المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والسلطات الأميركية والرئيس التركي.
وقد هنّأ الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس فلاديمير بوتين والشعب الروسي في برقية أرسلها إلى الرئيس الروسي، لمناسبة عيد النصر، وأكد فيها أن الإنجاز العظيم للشعب الروسي سيكون ملهماً لأجيال عدّة وعلى مدى قرون.
وجاء في البرقية أن مدينة حلب اليوم كباقي المدن السورية الأخرى تشبه ستالينغراد. وبغضّ النظر عن وحشية العدو وحجم الضحايا وآلام مدننا وقرانا وشعبنا وقواتنا المسلحة، فإننا سوف نحقق الانتصار لخير سورية والسلام في المنطقة. هذا، وقد أصبح معلوماً أن استعراضاً عسكرياً سيقام في قاعدة حميميم السورية اليوم 9 أيار، احتفاء بيوم النصر على النازية الألمانية.
يجب القول إن محافظة حلب كانت قبل نشوب الحرب أكثر المحافظات السورية تطوّراً، وتميّزت بكثافة سكان عالية، وكانت عاصمتها مدينة حلب الأضخم بين المدن السورية حيث تجاوز عدد سكانها مليونَي نسمة، وكانت تُعدُّ عاصمة الصناعة السورية.
ولكنها لوقوعها على تقاطع طرق بين تركيا والعراق، كانت تصل اليها أسلحة وفصائل مسلّحة. ما تسبّب في نشوب عدة معارك شديدة، أدّت في النهاية إلى انسحاب القوات الحكومية وسيطرة «داعش» و«جبهة النصرة» عليها.
بيد أن القيادة السورية تدرك أهمية موقع المدينة الاستراتيجية لذلك، شنّت القوات الحكومية عدّة هجمات لاستعادتها من الإرهابيين ولكن تدخل الجيش التركي والهجمات التي يشنّها الإرهابيون على جبهات أخرى أفشلت هذه الهجمات.
وفي ما بعد، حاولت القوات السورية بمساعدة القوات الإيرانية الخاصة ومقاتلين من حزب الله اللبناني في تشرين الأول عام 2015 تحرير حلب حيث جرت خلالها معارك طاحنة ذهب ضحيتها الجنرال الإيراني حسين همداني.
غير أن الأوضاع تغيرت بصورة واضحة بعدما بدأت طائرات القوة الجوّ ـ فضائية الروسية في شنّ غارات على البنى التحتية للإرهابيين، وتوفير غطاء جوي للقوات السورية، وهذا يتضح من التقدم الذي أحرزته القوات السورية والقوات الرديفة، التي حاصرت المدينة بحلول شباط 2016. كما سيطرت القوات السورية على قرية حردتنين الواقعة شمال حلب وتسيطر على الطريق المؤدي إلى تركيا.
وسيطرت القوات السورية أيضاً على مدينة خناصر الواقعة على مقربة من حلب. كما نشطت الفصائل الكردية في الخطوط الخلفية للإرهابيين، وبدأت هجومها على مدينة تل رفعت الواقعة شمال حلب ما تسبب في وقوع الإرهابيين في كماشة القوات السورية من جهة، والفصائل الكردية من الجهة الثانية. كذلك، أرعبت انتصارات القوات الحكومية والقوات الجوّ ـ فضائية الروسية المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، التي قالت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو: «نحن لا نشعر بالصدمة فقط، لا بل قلقون جداً على مصير عشرات الألوف من الناس الذين يتعرّضون للقصف المدفعي وقصف الطائرات الروسية». كما أعربت السلطات الأميركية بدورها عن قلقها من الانتصارات التي تحققها القوات السورية.
أما في تركيا، فكاد الذعر أن يدبّ في الأوساط الحكومية ما اضطر أردوغان إلى إصدار أوامره إلى الجيش بقصف مواقع الفصائل الكردية بالمدفعية بعيدة المدى.
واضطرت روسيا تحت الضغط الغربي إلى إعلان الهدنة في 27 شباط الماضي، على رغم أن الانتصار النهائي كان قريباً. ذلك، لأن تحرير حلب يعني فشل سياسة أردوغان تجاه سورية، التي ينتهجها منذ خمس سنوات. في حين أنه بالنسبة إلى دمشق يعني تحوّلاً كبيراً في الحرب لأن القوات السورية بفرضها السيطرة على المدينة، كانت ستقطع طريق وصول الأسلحة والمقاتلين إلى المجموعات الإرهابية.
لكن القتال، بعد إعلان الهدنة، تحول إلى مدينة تدمر الأثرية التي حُررت مؤخراً.
والجدير ذكره، أن واشنطن وموسكو اتفقتا على وقف إطلاق النار في حلب لمدة 24 ساعة يوم 3 أيار الجاري، ولكن مسلحي «جبهة النصرة» خرقوا الاتفاق. وخوفاً من استئناف الطائرات الروسية غاراتها، أعلن ممثل إحدى المجموعات التابعة لـ«الجيش الحرّ» أن ضواحي حلب تقع تحت سيطرة «الجيش الحرّ»، الذي يعتبره الغرب «معارضاً شرعياً» للنظام السوري، وأن مسلّحي «جبهة النصرة» غير موجودين في المدينة.
«وول ستريت جورنال»: من تسمّيهم واشنطن «معارضة معتدلة» في سورية ينسّقون العمليات مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي
أكد الكاتب في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية سام دافر أن الإرهابيين الذين تطلق عليهم الولايات المتحدة تسمية «معارضة معتدلة» في سورية وتعمل على توفير غطاء سياسي لجرائمهم في المحافل الدولية، يتعاونون مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وينسّقون عملياتهم معه.
وتواصل الولايات المتحدة دعمها وتمويلها لمن تسمّيهم «معارضة معتدلة» وهم في حقيقة الأمر تجمعات لإرهابيين يعملون كمرتزقة في خدمة واشنطن والنظامين السعودي والتركي، ولا فرق بين جرائمهم وجرائم التنظيمات الإرهابية الأخرى بما فيها «داعش».
ولفت دافر في تحقيق نشرته الصحيفة إلى أن ما يسمّى «معارضة معتدلة» في سورية يتواجدون في المناطق نفسها التي ينتشر فيها إرهابيو «جبهة النصرة» وهم ينسّقون عملياتهم مع هذا التنظيم ويتقاسمون الموارد ذاتها.
وفي كشف لمحاولات واشنطن تضليل الرأي العام العالمي في شأن وجود فروق بين ما يسمّى «معارضة معتدلة» وغيرها من الإرهابيين في سورية أشار دافر إلى أن جزءا كبيراً من قوات «المعارضة» يبدون استعدادهم للانضمام إلى التنظيمات المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي إرهابية بسبب الهزائم الكبيرة التي تكبدوها في الآونة الأخيرة. وكانت المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أكدت مؤخراً أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على إجبار من تسميها «المعارضة المعتدلة» التي تدعمها فى سورية على فكّ ارتباطها والنأي بنفسها عن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي. واعتبر دافر ان مصير ما يسمّى «معارضة معتدلة» والتحامها مع تنظيمات إرهابية أخرى في سورية يلعب دوراً حيوياً بالنسبة إلى الاستراتيجية الأميركية وأهداف واشنطن في المنطقة.
«فايننشال تايمز»: أردوغان يدفع بصهره بيرات البيرق إلى الأضواء بعد خلافه مع أوغلو
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً يشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يدفع بصهره إلى الأضواء بعد خلافه مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. ويرى التقرير أن بيرات البيرق، 37 سنة، وزير الطاقة الحالي، وزوج ابنة الرئيس أردوغان، قد يكون الخليفة المحتمل لأوغلو، والمستفيد من إبعاده.
وينقل التقرير عمّن يقول إنهم خمسة أعضاء في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، وصفهم لبيرات وأخيه سيرحات بأنهما ينظمان الهجوم السياسي والإعلامي ضدّ داود أوغلو.
وينقل التقرير عمّن يصفه بالمسؤول الرفيع في الحزب قوله: في الأشهر الستة الأخيرة، رأينا فجأة شاباً غريباً تماماً، يتدخّل بعمق في قضايا داخل القصر. في إشارة إلى مكان إقامة الرئيس أردوغان.
وأضاف: لم تكن ثمة سرّية في ذلك. لقد كانت رسالة واضحة إلينا.
ويشدّد التقرير على أن أردوغان بتكليف البيرق حملة إبعاد داود أوغلو، أرسل رسالة إلى كبار الشخصيات في حزبه عن الخليفة المحتمل لرئيس الوزراء، وإذا نجح في ذلك سيضع، بحسب أحد المسؤولين في حزبه، بذور حكم سلالة عائلية في تركيا، كما هي الحال مع آل بوتو في باكستان أو غاندي في الهند.
ويوضح التقرير أن البيرق كان قبل زواجه من ابنة أردوغان في عام 2004 مديراً لمجموعة «جاليك» التركية القابضة وأحد أبرز من يطلق عليهم «نمور الأناضول» في حزب «العدالة والتنمية».
وقد اشترى البيرق صحيفة «الصباح» التركية بمبلغ 1.5 مليار دولار، بعد حصوله على قرض مساعدة من بنوك حكومية بمبلغ 750 مليون دولار.
«غارديان»: تعاظم في قوة أردوغان وتهديده
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً يُظهر اهتماماً بالغاً بالتطورات السياسية في تركيا، واستقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
وتحدّث سيمون تيزدال في مقال تحليليّ عما وصفه بأنه تعاظم في قوة أردوغان وتهديده.
ويقول إن أحد أهم ضحايا الصراع في أعلى هرم حزب «العدالة والتنمية» التركي هو الاتفاق السياسي مع الاتحاد الأوروبي في شأن اللاجئين، الذي هندسه داود أوغلو والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل.
ويرى تيزدال أن داود أغلو تنحى بسبب خلافه مع أردوغان في شأن الاتحاد الأوروبي، فرئيس الوزراء المستقيل يميل إلى الاتحاد الأوروبي، بينما الرئيس أردوغان لا يتحمّس لذلك، ويعتبر الاتحاد الأوروبي «نادياً مسيحياً»، يرفض انضمام تركيا إليه. ويضيف الكاتب أن أردوغان يرغب في تحويل توجه تركيا الاستراتيجي من أوروبا والولايات المتحدة إلى الدول الإسلامية.
ويشير إلى اجتماع أنقرة بين أردوغان و العاهل السعودي الملك سلمان، على أنه دليل على التوجه التركي نحو السعودية، لشكيل محور بينهما، وما شاع عن تدخل عسكري مشترك بين أنقرة والرياض في سورية.
ويقول التقرير إن الاتفاق على إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي بات على شفا الانهيار الليلة الماضية، بعد إصرار الرئيس التركي على عدم تغيير قوانين بلاده الخاصة بمكافحة الإرهاب، أحد الشروط الأساسية المقترحة من الاتحاد الأوروبي.
ويشير التقرير إلى أن مفوضية الاتحاد الأوروبي قدّمت لتركيا عرضاً مشروطاً لإعفاء مواطنيها من شرط التأشيرة في وقت سابق الأسبوع الماضي، يشمل قيام أنقرة بتعديل قوانين مكافحة الإرهاب فيها لأنها استخدمت لملاحقة ومحاكمة صحافيين ومنتقدين للحكومة.
ويضيف التقرير أن خطاب أردوغان جاء بعد يوم من عرض داود أوغلو استقالته من منصبه في الحكومة على إثر خلاف مع أردوغان. وقد وصف سياسيون معارضون هذه الخطوة بأنها انقلاب من القصر.
ويخلص التقرير إلى أن استقالة داود أوغلو، الذي يصفه بأنه مهندس الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي في شأن اللاجئين، قد تفتح التوقعات بأن الاتفاق قد ينهار. وينقل التقرير عن نوربرت روتغين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني، قوله إن مغادرة داود أوغلو كانت بمثابة خبر سيّئ لأوروبا كما تركيا أيضاً.
«ترود»: روسيا تشكّل ثلاث فرق عسكرية جديدة لمواجهة الناتو
نشرت صحيفة «ترود» الروسية مقالاً في شأن قرار روسيا تشكيل ثلاث فرق عسكرية جديدة لحماية حدودها الغربية، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء ردّاً على قرار الناتو نشر قوات إضافية في أوروبا الشرقية.
وجاء في المقال: وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون كانت قد أعلنت في وقت سابق أن الجيش الروسي سيسحق قوات الحلف المرابطة في جمهوريات البلطيق خلال ثلاثة أيام فقط. أما ألمانيا، فرفضت نظرياً مساعدة بولندا إذا ما تعرضت لهجوم روسي.
وقد اتخذت القيادة الروسية قرار تشكيل ثلاث فرق عسكرية جديدة لمواجهة تعزيز الناتو قدراته العسكرية قرب الحدود الغربية لروسيا. هذا ما صرح به للصحافيين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يوم 4 أيار الجاري.
وقال شويغو إن وزارة الدفاع تتخذ عدداً من الإجراءات بهدف مواجهة تعزيز الناتو قواته قرب الحدود الروسية. وأضاف: سوف ننجز تشكيل فرقتين في الدائرة العسكرية الغربية وفرقة ثالثة في الدائرة العسكرية الجنوبية بنهاية السنة الحالية.
وأعلن وزير الدفاع الروسي عن إصداره أوامر بإنشاء المباني والمعسكرات الجديدة باستخدام أحدث التكنولوجيات، التي تسمح بإنجاز البناء خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع، وإذا تطلب الأمر يمكن تفكيكه ونقله إلى مكان آخر.
وكان شويغو قد صرح في المؤتمر الخامس للأمن الدولي، الذي عقد في موسكو نهاية نيسان المنصرم، بأن الغرب يشنّ حرباً إعلامية واسعة ضدّ روسيا، وأن التصريحات تطلق عن تهديد موسكو للبلدان الأوروبية، وأنه لذلك يجب على هذه البلدان اتخاذ ما يلزم لردعها، بذريعة أن روسيا اقتربت من «عتبة الحلف». و«عموماً، كل شيء يُقلب رأساً على عقب».
ولم يكتف الغرب بالتصريحات. ففي الأسبوع الماضي أصبح معلوماً أن قيادة الناتو قرّرت نشر أربع كتائب إضافية من القوات البرية في جمهوريات البلطيق يصل عديدها إلى أربعة آلاف عسكري.
وفي الوقت نفسه، وعلى رغم الحملة الدعائية، تبيّن أن عدد الراغبين في القتال دفاعاً عن حكومات دول البلطيق الألعوبة، لا بل حماية بولندا من الخطر الروسي قليل جداً.
فقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجري في ربيع السنة الحالية في ألمانيا، أن 57 في المئة من سكان البلاد يعارضون إرسال قوات ألمانية برّية إلى بولندا أو دول البلطيق، في حال تعرّضها لـ«عدوان روسيّ».
أما نتائج الاستطلاع في إيطاليا، فأظهرت معارضة 51 في المئة من السكان إرسال القوات إلى «الحلفاء الشرقيين». وفي فرنسا عارض 53 في المئة من السكان إرسال هذه القوات.
ويشير المحللون إلى أن الدولة الوحيدة التي أيد 62 في المئة من سكانها تقديم المساعدة، كانت بولندا. علماً أنها لا تملك قوات كافية لمواجهة روسيا لذلك ستكون مجبرة على طلب المساعدة من حلفائها الكبار.
ومع كل هذا، يعترف المحللون والجنرالات الغربيون بأنه ليس بإمكان حتى هذه الكتائب التي ستنشر في دول البلطيق، وتتألف من كتيبتين أميركية وواحدة ألمانية وأخرى بريطانية، القيام بأي شيء إذا ما قررت موسكو احتلال هذه المنطقة.
وكان رئيس هيئة أركان القوات البرية الأميركية الجنرال مارك ميل قد أعلن، في نيسان المنصرم، أن قوات التدخل السريع الأميركية لا تملك القدرة لمواجهة الجيش الروسي في البلطيق. جاء ذلك أمام اللجنة العسكرية للكونغرس ردّاً على سؤال عما إذا كانت هناك قوة عسكرية تتفوق على الجيش الأميركي.
وبموجب تقديرات خبراء من الولايات المتحدة، يمكن لروسيا أن تجهز خلال عشرة أيام 27 كتيبة مجهزة بمعدّات كاملة، يتراوح عديدها ما بين 30 و50 ألف عسكري، وستكون مزوّدة بالدبابات ومدفعية وسيارات نقل مدرّعة ومساندة جوّية.
ووفقاَ للجنرال ميل، فإنه إذا ما قررت قيادة الناتو استخدام قوات الردع السريعة، فستتمكن من مقاومة القوة الضاربة الروسية، المؤلفة من ثلاثة ألوية إنزال محمولة ولواء قتالي واحد ولواء مدرّع واحد وسوف يعادل تفوق روسيا في الأيام الأولى للقتال: الدبابات 7:1 ، عربات النقل المدرعة 5:1 ، مدافع الميدان 4:1 ، المدافع الصاروخية 16:1 ، المروحيات القتالية 5:1 منظومات الدفاع الجوي محدودة المدى 24:1 ومنظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى 17:1.
كما أشار الجنرال الأميركي إلى أن القوات الأميركية والأوروبية لن تستطيع الاعتماد على قواتها الجوية لأن روسيا تملك منظومات دفاع جوي كبيرة وقوية وقوات جوية متمكنة. وأكثر من هذا، بحسب قوله، تتفوق المدفعية الروسية بنوعيتها على الأميركية في مداها.
تجدر الإشارة إلى أن شركة «RAND Corporation» العسكرية المشهورة نشرت تقريراً يتضمن توقعات نظرية مشابهة لما قاله الجنرال ميل. ووفق تقديرات المحللين، سيتم تدمير قوات الناتو في البلطيق في حال نشوب حرب، وستحتل الدبابات الروسية أراضي هذه الدول خلال ثلاثة أيام فقط، وإن ردّ الناتو سيؤدّي إلى تصعيد النزاع، بحيث لا يمكن التكهّن بنتائجه.
«روسيسكايا غازيتا»: الجنرال يدخل المعركة
نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية مقالاً عن استلام الجنرال سكاباروتي مهماته قائداً عامّاً لقوات الناتو في أوروبا، مشيرة إلى إدراجه روسيا في قائمة الأعداء الأساسيين.
وجاء في المقال: باشر الجنرال الأميركي كيرتس سكاباروتي رسمياً قائداً عامّاً لقوات الناتو في أوروبا. وفوراً، أدرج روسيا في قائمة الأخطار الرئيسة التي تهدّد البلدان الأوروبية الأعضاء في الناتو.
وبحسب قوله، فإنه إضافة إلى العمليات في أفغانستان والتهديدات الإرهابية في شمال أفريقيا وآسيا، يواجه الحلف روسيا التي تولد من جديد، وتسعى إلى فرض نفسها كقوة عالمية عظمى. وأضاف الجنرال: من الضروري أن نحافظ دائماً على مستوى استعدادنا ورفعه، لكي نكون جاهزين لدخول المعركة دائماً، إذا فشل الردع.
ويمكن اعتبار مسألة الردع وماذا سيحصل في حال فشله، بأنه الصيغة المفضلة للجنرال سكاباروتي منذ أن كان قائداً للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية لأنه كان يبدأ تصريحاته للصحافيين دائماً بقوله إن مهمة القوات الأميركية في شبه الجزيرة تكمن في ردع عدوان كوريا الشمالية واستعداد القوات المسلحة للردّ الفوري.
ويتضح من هذه التصريحات أن الجنرال، الذي كان في العراق وأفغانستان ورواندا، يشعر بثقة أكبر بنفسه في «النقاط الساخنة» مما في مكاتب القيادة. ولكنهم في واشنطن يعتقدون أن وجود مثل هذا الشخص في أوروبا حالياً ضروري لعمل الناتو.
الجنرال سكاباروتي يدعو إلى زيادة عديد القوات الأميركية في أوروبا، ويقول عنه سلفه الجنرال فيليب بريدلاف إن خبرته كقائد عسكري واجهت مشكلات معقدة جدّاً في مجال الأمن في «النقاط الساخنة» أعطته معارف مهمة لبلدنا للعمل في أوروبا. لهذا، فإن اختياره موفق جدّاً للعمل في الظروف الأوروبية التي تتطوّر وتتعقّد بسرعة.
ومن المنتظر أن يستمر الجنرال الجديد في انتهاج سياسة سلفه بريدلاف على الجبهة الشرقية للناتو، الذي كان المبادر إلى تعزيز الجبهة الشرقية للناتو وزيادة عدد القوات والمعدات العسكرية في أوروبا الشرقية ودول البلطيق.
من جانبه، وعد سكاباروتي بأن العمل الأول الذي سيقوم به، إعادة النظر في قواعد استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، والخاصة بضمان الأمن. إضافة إلى هذا، يدعو الجنرال سكاباروتي إلى زيادة تعداد القوات الأميركية في أوروبا، الذي تقلص نتيجة تخفيض الميزانية العسكرية الأميركية في السنوات الأخيرة.
الجنرال سكاباروتي في نظر مرؤوسيه وزملائه مثال يقتدى به. وقد حصل على أعلى رتبة عسكرية في زمن السلم «جنرال بأربع نجوم». وبغضّ النظر عن صفاته الشخصية ورتبته العسكرية العالية، فهو شخص ودود وإذا سمحت الظروف يمكنه أن يتبادل الحديث مع الجنود الشباب، وأن يربّت على أكتافهم.
أما وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، فيصفه بأنه «جنديّ جنوده»، مشيراً إلى أنه في مدينة لوغان مسقط رأس الجنرال أطلقوا اسم والده، الذي اشترك في الحرب العالمية الثانية، على أحد جسور المدينة الذي يعدّ من أحد معالم المدينة، تكريماً له.
كما أشار كارتر إلى أن الجنرال سكاباروتي يمكنه أن يبني الجسور بين مختلف صنوف القوات المشتركة.
ولكن، يبدو أن الجنرال يميل أكثر إلى بناء جدار بين أوروبا وروسيا لا جسراً.
وقد علّقت موسكو على تصريحات الجنرال سكاباروتي على لسان دميتري يسكوف السكرتير الصحافي للرئيس بوتين، الذي قال: طبعاً، لا يمكن أن تتجاهل روسيا أيّ عمل مباشر أو يحتمل أن يهدّد مصالحها الوطنية مستقبلاً. مشيراً إلى أن موسكو جاهزة للتعاون والمنفعة المتبادلة ولا تشكل أيّ تهديد لأيّ جهة.