أكثر من مئة لاعب كرة ماتوا في الملاعب أولّهم جون طومسون وآخرهم باتريك أيكنغ
إبراهيم وزنه
في عالم كرة القدم ليس من الغريب أن يُصاب لاعب أثناء المباراة، أمّا أن يفارق الحياة فهو أمر غير شائع لكنّه ممكن الحصول. وتشير الإحصاءات الكروية في هذا السياق إلى أنّ أكثر من مئة لاعب مشهور مع أندية عريقة شاءت الأقدار أن يلقوا حتوفهم في الملاعب منذ العام 1906، ففي ذلك العام توفّى حارس مرمى فريق سيلتيك الأسكتلندي جون طومسون وهو في الثانية والعشرين من عمره إثر التحامه مع أحد مهاجمي فريق غلاسكو، ممّا تسبّب له بكسر في جمجمته.
وبعده كرّت سبحة الوفيات بمعدّل لاعب مشهور مع نادٍ معروف في كل عام، منهم من سقط فجأة ومنهم من قضى إثر التحامه بقساوة مع لاعب آخر، البعض لعب متحاملاً على مرضه والبعض لم يكن يعلم بما يعانيه من أمراض، وتعليقاً على تلك الحالات المفعمة بالتضحيات والكثير من التساؤلات، يؤكّد الأطبّاء الرياضيّون بأنّه قد تكون الإصابات المهدّدة للحياة نادرة إلى حدّ ما في كرة القدم، لكنها قد تكون شائعة في رياضات أخرى كالماراثون، ويُطلق على هذه الظاهرة اسم «السقوط المرتبط بممارسة نشاط رياضي» وهو ينجم عن انخفاض مفاجئ في ضغط الدم قد يحدث أثناء ممارسة الرياضة أو اللعب، وأكثر أسباب وفيّات الملاعب الكروية ناتجة عن السكتات القلبية أو توقّّف عضلة القلب نتيجة بذل جهود مضاعفة، أو نتيجة تمزّق الأمعاء أو بلع اللسان وصولاً إلى الالتحامات القاسية، كما أنّ البعض قد يسقط نتيجة لجوئه إلى تناول منشّطات لم تتناسب مع وضعه الصحي وهذا غالباً ما يحصل في لعبة كرة السلة، وأحياناً تلعب الظروف المناخية والتدخّلات الجماهيرية في تسجيل بعض حالات الوفاة، لذا على المندفعين إلى الملاعب أن ينتبهوا كثيراً لجهة مراقبة أوضاعهم الصحيّة قبل اقتحامهم الملاعب كهواة أو محترفين.
تطول لائحة اللاعبين الذين سقطوا على البساط الأخضر، وآخرهم الدولي الكاميروني باتريك إيكنغ لاعب وسط نادي دينامو بوخارست الروماني جرّاء سقوطه على أرض الملعب متأثّراً بأزمة قلبية خلال مباراة في الدوري الروماني.
وفي بيان لفريقه، جاء فيه «إنّ إيكنغ 26 عاماً سقط على الأرض فاقداً الوعي بعد وقت قصير من نزوله بديلاً في الدقيقة 62 من عمر المباراة».
وأُصيب لاعبو الفريقين بالهلع بعد سقوطه على ظهره دون أيّ احتكاك مُسبَق مع لاعب آخر في الدقيقة 70 من المباراة، قبل أن يُنقل بشكل عاجل إلى المستشفى حيث فشل الأطباء في إنقاذه. وقال طبيب الفريق للصحافيّين، «حاولنا إنعاشه خلال ساعة ونصف الساعة من دون جدوى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة».
أبرز الراحلين
ـ لاعب نادي بيروجيا الإيطالي ريناتو كيوري 24 عاماً ، قضى إثر تعرّضه لنوبة قلبية حادّة أثناء مباراة فريقه مع يوفنتوس في العام 1977.
ـ أغرب حالة وفاة لحقت بلاعب فريق أمستردام الهولندي إيرك يونغبلويد، الذي ضربته صاعقة أثناء مشاركته مع فريقه في إحدى المباريات الوديّة.
ـ اللاعب التونسي الهادي بالرخيصة، سقط على أرض الملعب أثناء مباراة وديّة جمعت بين فريقه الترجّي وليون الفرنسي في العام 1997، علماً بأنّ مواطنه الدولي محمد علي عقيد كان قد توفّى في العام 1978 أثناء حصّة تدريبيّة لفريقه الرياض قبل مواجهة الهلال ضمن الدوري السعودي.
ـ الكاميروني ألبير إيبوس، أُصيب بحجر من قبل جماهير فريقه شبيبة القبائل الجزائري احتجاجاً على تأخّره بهدفين أمام اتحاد العاصمة، وقد فارق الحياة في المستشفى.
ـ اللاعب الهندي «بيتر بياكسانجزوالا»، فبعدما نجح في تسجيل هدف التعادل لفريقه، حاول الاحتفال على طريقة كلوزه، لكنّه فشل ليسقط متأثراً بإصابة قوية في العمود الفقري.
ـ الإيطالي «بييرماريو موروسيني» لاعب خط وسط فريق ليفورنو إثر تعرّضه لأزمة قلبية على أرض الملعب، ونُقل إلى المستشفى بعد دخوله في غيبوبة حيث سقط على أرض الملعب بعد 30 دقيقة من بداية المباراة.
ـ التشيلي كارلوس بارا، قضى أثناء مباراة فريقه في دوري التشيلي، وذلك إثر إصابته بسكتة قلبية، حيث سقط على أرض الملعب بعد مرور 20 دقيقة من بداية اللقاء.
ـ اللاعب الأندونيسي أكيل فيروز، وذلك إثر اصطدامه بحارس مرمى فريق الخصم، فلحقت به إصابة بليغة ليتوفّى بعدها بساعات في المستشفى.
ومن الجانب اللبناني، فقد سقط حارس نادي التضامن صور محمد دخل الله صريعاً على أرض الملعب إثر اصطدامه بلاعب نادي الوحدة السوري محمد زعل، وذلك على ملعب هدى الرسالة في بعلبك في العام 1995.