البالستي الإيراني في جنيف السوري والكويت اليمني..

ناديا شحادة

لقد عادت إيران بقوة الى الساحة العالمية بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب الذي أخرجها من حصار دام نحو ثلاثين عاما، ومهد لاعادة توصيف دورها السياسي الذي دعمته، إمكانات اقتصادية وعسكرية ومالية ضخمة، ولإدماجها في المجتمع الدولي.

فالعديد من الدول التي كانت تقف موفقاً معادياً او محايداً ولو نسبياً من إيران اعادت تموضعها من جديد، وبات العديد من الدول الغربية يتسابق لمد يد التعاون مع طهران التي تمتلك قوة عسكرية مميزة تلبي احتياجات تحقيق اهداف الامن القومي الإيراني، الذي تستند عليه في التصدي لأية تهديدات داخلية او خارجية، مروراً بتحقيق التوازن مع القوى الإقليمية، وامتلاك مقومات المشاركة الايجابية والقدرة على مساعدة حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة.

فالمقومات التي تمتلكها إيران بدءاً بما يتسم به موقعها الجغرافي ومروراً بمواردها البشرية والاقتصادية وديناميكية وفاعلية نظامها السياسي وتمكنها من تطوير قدرتها العسكرية، جعلت من الدبلوماسية الإيرانية تتعامل مع القوى الغربية، وبالأخص الولايات المتحدة الاميركية بكل ثقة وجرأة ومراوغة.

فإيران التي تسعى إلى تطوير قدرتها العسكرية، ولديها توجهات تاريخية لامتلاك قدرة عسكرية مميزة تحقق من خلالها تفوقاً في التوازن الاستراتيجي، وصلت الآن الى مرحلة تستطيع أنّ تقوم بصناعة الأسلحة الدفاعية دون الحاجة إلى أحد. وهذا ما أشار إليه وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، مؤكداً أن منظومة الدفاع الجوي اس 300 الروسية باتت بحوزة قوات الدفاع الصاروخي الإيرانية..

ويؤكد الخبراء الاستراتيجيون أن إيران التي تتمسك بخطط تطوير قدرتها بمجال التصنيع الحربي سواء لإنتاج نظم تسليح جديدة، كإجراء تجارب على العديد من أنظمة التسليح الجديدة أو في مجال رفع كفاءة نظم التسلح الإيرانية وتطورها، لإبراز محدودية تأثير ضغط الإدارة الأميركية التي تملّكها القلق من إعلان وسائل إعلام في التاسع من أيار نقلاً عن مساعد رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد علي عبد اللهي بأن إيران اختبرت قبل اسبوعين صاروخاً بالستياً يبلغ مداه 2000 كلم، ليصدر بعد برهة تصريح لوزير الدفاع الإيراني حسين دهقان قائلاً لم نقم بإطلاق أية صواريخ بمثل هذا المدى في الآونة الأخيرة، ويؤكد الخبراء من خلال تصريحات وزير الدفاع على أنّ الاختبار تم تقنياً بشكل أدق، الأمر الذي جعل الإدارة الاميركية تتوجه نحو تدقيقها بنفي إيران إجراء اختبار صاروخ باليستي بمدى 2000 كلم..

فمع الرسائل الإيرانية العسكرية التي تقوم بها الجمهورية الإسلامية من أجل تطوير قدراتها العسكرية بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، حيث اطلقت إيران سابقاً صاروخين بالستيين بمدى 1400 كلم تقريبا بينما تواصل اختباراتها العسكرية في تحدٍ للعقوبات الاميركية وبعد تحذيرات من واشنطن، حيث أجرت إيران سابقاً تجارب اطلاق صواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى ضمن عملية اطلق عليها اسم «اقتدار الولاية» وكذلك اجريت من مواقعٍ عدة من البلاد تحت اشراف الحرس الثوري والقوة الجوفضائية بحسب الاعلام الإيراني. ومع امتلاك إيران أكبر ترسانة من الصواريخ البالستية في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يثير مخاوف وقلق «اسرائيل» والمملكة السعودية وباقي حلفاء الولايات المتحدة الاميركية، حيث تسعى هذه الاطراف إلى تصعيد مواقفها ضد إيران.

مع كل هذا فإن تزايد نفوذ القدرات العسكرية للجمهورية الإسلامية، وارتفاع أسهمها الاقتصادية والسياسية في مجمل اوضاع المنطقة والعالم. رغم كل ما حصل من حصار وفتح جبهات لطهران من خلال إدخال حلفائها في حروب شرسة بداية من دمشق وبيروت وصنعاء وصولاً إلى بغداد، لم ترضخ إيران للضغوط الغربية كل ذلك سيتجلى حكماً في جنيف السوري والكويت اليمني لصالح حلف طهران، كما ساهم هذا الحلف بانتصار إيران ذاتها فيما سبق من جولات خاضها ظريف، وكسب فيها الانتصار في ملف بلاده النووي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى