ضربات جوية ضد «داعش» شمال العراق
أفقد انسحاب قوات البيشمركة من خطوط الاشتباكات المتقدمة أول من أمس، مناطق واسعة في سهل نينوى حيث بات مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية داعش» على أبواب عاصمة الإقليم أربيل، وسط موجة نزوح هي الأكبر، بلغت أكثر من 100 ألف شخص غالبيتهم من الكلدان والإيزيديين.
ولمواجهة هذا التمدد، كشفت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» عن تنفيذ ضربة جوية ضد جماعة «داعش» شمال العراق.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: «إن طائرتين عسكريتين أميركيتين شنتا غارة جوية اليوم الجمعة أمس على مواقع مدفعية يستخدمها ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في الهجوم على القوات الكردية التي تدافع عن مدينة اربيل قرب موقع تمركز عسكريين أميركيين. وأضاف كيربي: «إن طائرتين إف/ايه-18 اسقطتا قنابل موجهة بالليزر زنة الواحدة 500 رطل على قطعة مدفعية متنقلة قرب أربيل».
وأشار الى أن مسلحي «داعش» يستخدمون المدفعية في قصف القوات الكردية التي تتولى الدفاع عن أربيل حيث يتمركز عسكريون أميركيون.
وتابع كيربي: «اتخذ قائد القيادة المركزية قرار الضربة الجوية بموجب تصريح من قائد الأركان».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أجاز أول من أمس الخميس توجيه ضربات جوية محدودة على العراق، زاعما انه لحماية المسيحيين والحيلولة دون وقوع «إبادة جماعية» ضد عشرات الآلاف من طائفة اليزيدية ممن يحتمون بقمة جبل خوفا من الإرهابيين.
وفي السياق، توقع رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري أمس أن تشهد بلاده «تغيرات كبيرة خلال الساعات المقبلة» بعد تدخل القوات الأميركية وضربها مربض مدفعية لتنظيم داعش الإرهابي في شمال البلاد.
وقال زيباري: «الساعات المقبلة ستشهد تغيرات كبيرة. الطائرات الأميركية بدأت بضرب تنظيم داعش في جنوب مخمور وأطراف سنجار» وكلاهما شمال العراق.
وأشار الى أن «العملية ستشمل مدناً عراقية تخضع لسيطرة تنظيم داعش» الإرهابي وهي التسمية المختصرة للإسم السابق للتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
من جهة أخرى، دعا مجلس الأمن الدولي المجتمع الدولي الى «دعم الحكومة العراقية» في مواجهة مسلحي ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» الذين سيطروا على مناطق في شمال العراق تقطنها أقليات دينية، ولا سيما المسيحية والأيزيدية، ما دفع بعشرات الآلاف منهم الى الفرار.
وفي بيان رئاسي صدر بالاجماع مساء أول من أمس، قالت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس: «إنها تدعو المجتمع الدولي الى دعم حكومة العراق وشعبه، والى فعل كل ما بوسعه للمساعدة على تخفيف معاناة السكان». وأضاف البيان: «أن الدول الاعضاء «روعت» بمصير آلاف الأيزيديين والمسيحيين الذين طردتهم «الدولة الاسلامية» من مناطقهم والذي يحتاجون الى «مساعدة إنسانية عاجلة».
ودان مجلس الأمن الانتهاكات التي ارتكبها مسلحو التنظيم المتطرف بحق الأقليات، مؤكداً أن هذه الانتهاكات «يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، وحض «كل الأطراف … على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية».
وجاء في البيان أنه «يجب على كل الأطراف، بمن فيهم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بها، أن تحترم القوانين الإنسانية الدولية بما فيها واجب حماية المدنيين».
ورحب مجلس الأمن بجهود الحكومة العراقية لتحسين الوضع الإنساني «ومكافحة التهديد الإرهابي الذي يواجهه كل العراقيين».
ودعا المجلس مرة جديدة كل الأطراف السياسيين العراقيين الى «العمل سوياً في إطار عملية سياسية لا استبعاد فيها» لأي طرف.
وأفاد دبلوماسيون أن هذا النص اقترحته الولايات المتحدة على شركائها في المجلس لإقراره في هذه الجلسة التي دعت اليها فرنسا.
ووصف مساعد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة اليكسيس لاميك الوضع بأنه «خطر ولا يمكن تقبله»، مؤكداً أن «الحاجات الإنسانية هائلة». وأضاف: «ندعو المجتمع الدولي الى التحرك لمواجهة التهديد الإرهابي في العراق وتقديم المساعدة والحماية الى جميع السكان المعرضين للخطر»، مؤكداً أنه «من مسؤولية المجلس الاستجابة للتحديات التي تعترض السلام والأمن الدوليين».
وشدد الدبلوماسي الفرنسي على أن باريس «تأمل البحث بشكل ملح في سبل الرد بفعالية على طلب المساعدة الذي وجهته الدولة العراقية الى الأمم المتحدة».