الحسيني: يوفر على المعامل الكثير من الطاقات والكلفة المادية والبشرية

رعى رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني حفل إطلاق مشروع فرز النفايات من المصدر، بدعوة من «جمعية الرؤية الوطنية» وثانوية الشهيد محمد سعد، فأقيم الاحتفال في الثانوية في حضور رئيس الاتحاد ومدير الثانوية محمد العبد ورئيس «جمعية الرؤية الوطنية» قاسم صفا والمدير العام لشركة «راسيكل» المهندس سليمان عاصي وأفراد الهيئتين الادارية والتعليمية وعدد من رؤساء البلديات والفاعليات والطلاب.

وألقى صفا كلمة قال فيها: «إنّ خطوة اطلاق مشروع فرز النفايات من المصدر هي خطوة جريئة وجبارة في حاضرنا، وإن أقيمت في السابق لكنها كانت خجولة ولم تحقق أهدافها لفقدان المتابعة والإرشاد من المجتمع المدني والهيئات الرسمية والمدنية المسؤولة.

لكن علينا أن نحاول أن تكون هذه الخطوات ثقافة مجتمعية، يحملها التلميذ أو الطالب من مدرسته إلى منزله وإلى بلدته، وتكون تعليمية من ضمن المناهج التربوية والتعليمية، تدخل في صلب معدلات النجاح والرسوب لكي تصبح حاجة علمية وثقافية وسلوكية لأجيالنا الصاعدة».

وأضاف: «إنّ التعليم يبدأ في الصغر، ونحن مررنا بتجارب عديدة تعليمية على مستوى مؤسسات «أمل» التربوية، واليوم نحصد نتاج هذه التجارب، مهندسين وأطباء ومدرسين ومهنا أخرى، فلماذا لا نعمل بتجربة مشروع فرز النفايات من المصدر بنفس طويل، فنحصد مستقبلا أبناء سلوكهم سوي في مجال الحياة، خصوصاً لجهة التعامل مع مشكلة النفايات التي نعانيها جميعا».

ورأى صفا أنّ «هذه الحالة وغيرها من المشاريع التربوية هي ثقافة سلوكية عامة وليست فقط شعارات واهية ومهرجانات مزركشة، بل نريدها فعل إيمان على قاعدة المسؤولية المشتركة، لأنّ ثقافة التواكل والاتكال على الغير أخرت مجتمعنا كثيراً».

وسأل: «لماذا لا نتكامل مع البلديات؟ ولماذا لا نتكامل مع القوانين ولا مع الدولة؟ لماذا لا نسعى الى صالح أنفسنا ومنازلنا وبلدياتنا ونكون ثقافة مسؤولة فردية وجماعية عامة وخاصة»؟

ولفت العبد، من جهته، إلى «أنّ تفاقم المشكلات البيئية في العالم أجمع وما يترتب عليها من مخاطر تهدّد كل الكائنات على السواء، أصبح من الأمور التي تستوجب من الجميع المشاركة الفاعلة في مواجهة تلك المشكلات، سواء أكانت مشكلات بيئية على المستوى المادي أم مشكلات معنوية، مع تسليمنا بأنّ النمط الثاني يعتبر الأساس، بل والأخطر على البيئة من كل الأنواع الأخرى».

وأضاف: «التربية تعد الإدارة ذات الأثر البعيد المدى بتنشئة وإعداد الأجيال إعداداً تربوياً يتفهم القيم الأصلية ويؤسس لدى الأجيال مفاهيم خلقية واجتماعية تحضّ على احترام البيئة وتقديرها، ما أعطى المؤسسات التربوية دورا بارزا في تحقيق هذا الهدف الأساسي. ولعل الواقع الذي نحياه يملي علينا من المشكلات البيئية بأبعادها المادية والمعنوية ما يجعل المؤسسات التربوية عاجزة عن القيام بنجاحها ويرجع السبب الى عدم وجود منهج واضح وخطة واضحة ذات أهداف يسهل تحقيقها، وكذلك غياب مفهوم التربية البيئية لدى تلك المؤسسات. ومن هنا نضع حاجاتنا الماسة الى وجود التربية البيئية بصورة تطبيقية وليست نظرية في مؤسساتنا».

وتحدث العبد عن «قرار البدء بمشروع فرز النفايات، على أن نصل إلى صفر نفايات في مدرستنا من خلال التدوير الورقي وتسبيخ المواد العضوية وتسويق المواد الصلبة».

واختتم الاحتفال بكلمة للحسيني الذي أبدى استعداده الدائم بما يملك من «قدرات مادية ومعنوية وعلاقات دولية للمساعدة في هذا المشروع وغيره من المشاريع التي تضع الحلول الصحيحة والمستمرة لمشكلة النفايات، والتي سعينا من خلال الاتحاد وبرعاية الرئيس نبيه بري إلى أن نتوصل إلى إنجاز معمل فرز النفايات في بلدة عين بعال، والآن السعي الدائم من أجل إيجاد معامل أخرى في مناطق أخرى بمواصفات بيئية، لكننا نريد التوعية على كيفية الفرز لأنّ فرز النفايات يوفر على المعامل الكثير من الطاقات والكلفة المادية والبشرية».

واعتبر الحسيني أنّ «المدارس هي المركز الأساسي للعديد من جوانب التربية والحماية، واليوم نحتفل بحماية الصحة والبيئة، ونحن في أمس الحاجة إلى توعية الأجيال، خصوصاً طلابنا الأعزاء على مخاطر السهر والحبوب والتدخين والإدمان، وضرورة العلم المقرون بالتربية، من أجل أن نكون عاملين بجد ونشاط لتحصين بيوتنا وأسرنا وبلداتنا الصامدة والمقاومة والتي تستحق كل الخير والعطاء».

ولفت الحسيني إلى «أهمية العمل مع المجالس البلدية لكي تكتمل الصورة أكثر في كل المشاريع، لأننا نعيش جميعاً ضمن دائرة واحدة، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته تجاه مجتمعه».

ثم تابع الحسيني والحضور المادة الإعلامية التي نُشرت في أرجاء الثانوية والمستوعبات المعتمدة عالمياً لفرز النفايات. وقام التلامذة بتوجيه زملائهم نحو عملية الفرز.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى