إحباط محاولة روسية لإدراج «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على لائحة الإرهاب

أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا اليوم، أن موعد الجولة الجديدة من الحوار السوري السوري في جنيف سيعلن عنه بعد اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية المقرر في السابع عشر من أيار الجاري في فيينا.

وقال دي ميستورا في تصريح لـ سبوتنيك: «سأعلن عن موعد الجولة الجديدة استناداً إلى نتائج اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في العاصمة النمساوية فيينا».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب في الرابع من الشهر الجاري عن أمله بأنّ يستأنف الحوار السوري السوري خلال شهر أيار الجاري.

من جهة أخرى، أحبطت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا محاولة روسيا إدراج جماعتي «أحرار الشام» و«جيش الاسلام» على قائمة المنظمات الإرهابية.

وعزا المندوب الأميركي في الأمم المتحدة سبب الرفض إلى أن الجماعتين مشاركتان في وقف اطلاق النار، وإنّ إدراجهما على القائمة السوداء، يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سيئة على الهدنة.

ووفّق المندوب الأميركي فإن هذا ليس الوقت المناسب لتغيير منحى الأمور.

من جهته أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سلسلة اتصالات هاتفية مع نظرائه الأميركي والإيراني والمصري بشأن الأزمة السورية.

لافروف بحث مع جون كيري سبل تعزيز نظام وقف الاعمال القتالية في سورية، مع التركيز على دعم المفاوضات في جنيف، في حين شدد ونظيره الإيراني على ضرورة محاربة داعش وجبهة النصرة وسد قنوات الدعم لهما من الخارج.

وفي اتصاله مع نظيره المصري جرى التأكيد على تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية بما يحقن دماء الشعب السوري، ويؤهل الأطراف السورية للدخول في المسائل المطروحة خلال جولة المحادثات المقبلة.

وكان وزير الخارجية الأميركي قيم إيجابياً، دور روسيا في إقامة نظام وقف إطلاق النار في سورية.

كيري أكد أن التهدئة المبدئية في سورية ما كانت لتنجح لولا مشاركة موسكو، وأشار الى أن نظام وقف إطلاق النار المبدئي أنقذ عشرات آلاف الأرواح وأمن وصول المساعدات الانسانية إلى نحو مليون شخص.

وفي السياق، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن الغرب يستغل التهدئة في سورية لإرسال السلاح لداعش والنصرة محذراً من انقلاب الأمر على أوروبا.

إلى ذلك، أعلنت ماريا زاخاروفا، الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية أنّ الفصل بما في ذلك جغرافياً، بين الذين يشاركون في نظام وقف الأعمال القتالية والإرهابيين يمثلُ مفتاحاً لإنجاح الهدنة.

وقالت زاخاروفا، في بيان نشر على الموقع الرسمي للخارجية الروسية أول أمس، إنّ روسيا تتوقع اتخاذ خطوات محددة لتحديد إحداثيات المناطق التي يسيطر عليها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» في أقرب وقت، مع الأخذ بالاعتبار التدابير المتفق عليها مؤخراً حول تنسيق الجهود العسكرية بين الروس والأميركيين.

وتابعت: «ننطلق من أنه يجب أن يصبح البيان المشترك إشارة واضحة لكافة الأطراف على عدم وجود بديل للتسوية السياسية في سورية».

وقالت زاخاروفا: «إن القوى في المعارضة السورية التي تدافع عن وحدة أراضي سورية، وهي مستعدة للمشاركة في العملية السياسية ينبغي عليها أن تنأى بنفسها عن «جبهة النصرة». ونتوقع أن يضغط شركاؤنا الأمريكيون بصورة مناسبة على جماعتهم».

كما أشارت إلى أن «عزم روسيا والولايات المتحدة..على مضاعفة جهودهما التي تخدم التسوية السياسية للصراع السوري بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 يجب أن يشكل رسالة لا لبس فيها إلى من يحاول تأزيم الحوار السوري السوري. ونشير قبل كل شيء إلى السلوك المدمر الذي يظهره المعارضون من «مجموعة الرياض»، الذين علقوا مشاركتهم في المفاوضات، وكذلك اللاعبون الإقليميون الذين يدعمون تلك المجموعة بنشاط».

وأشارت زاخاروفا إلى أن الجانب الأميركي أكدّ التزامه بمنع تهريب المسلحين نحو الحدود السورية وتمويل المنظمات الإرهابية.

كما أعلنت أنّ البيان الروسي الأميركي المشترك حول التسوية السورية يجب أنّ يُصبح أساساً لإعداد قرارات الاجتماع الوزاري المرتقب لمجموعة دعم سورية، في 17 أيار الجاري.

وقالت: «نؤكد على أهمية الدعوة التي يتضمنها البيان لكافة أطراف النزاع في سورية، وأعضاء المجموعة الدولية وغيرها من أعضاء المجتمع الدولي للمساهمة في تفعيل العملية السياسية في سورية عن طريق التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن الدولي رقم 2254 و2268 وبياني ميونيخ وفيينا للمجموعة الدولية لدعم سورية، وبيان جنيف الصادر في العام 2012».

يُذكر أنّ روسيا والولايات المتحدة أصدرتا في 9 أيار، بيانا مشتركاً تضمن إجراءات لزيادة فاعلية نظام وقف العمليات القتالية في سورية. وأكدت موسكو وواشنطن فيه تمسكهما بالهدنة في سوريا المستمرة منذ 27 شباط الماضي.

وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الروسية أجروا مؤتمراً عبر جسر فيديو مع نظرائهم الأميركيين تناول تطبيق مذكرة التفاهم بين موسكو وواشنطن بشأن ضمان أمن تحليق طائراتهما الحربية في سورية.

وجاء في بيان صدر عن المكتب الصحفي لوزارة الدفاع الروسية أول أمس أن المذكرة، التي تم توقعيها في 20 تشرين الأول من العام 2015، أظهرت خلال الأشهر الـ7 الماضية درجة فعالية عالية.

وأشار البيان إلى أن قنوات الاتصال، التي تمت إقامتها بموجب الوثيقة المذكورة، تمكن من التقليل من أخطار وقوع الحوادث بين طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية من جهة وطائرات سلاح الجو للتحالف الدولي بقيادة واشنطن من جهة أخرى إلى أدنى حد، مشددا على أن الاتصالات بين الخبراء الروس والأميركيين عبر القنوات الثنائية ستتواصل. وأضاف المكتب في بيانه أن الطرفين توصلا إلى اتفاق حول إجراء مؤتمر جديد عبر جسر فيديو في أواخر حزيران من العام 2016.

ميدانياً، أكد مركز حميميم لمراقبة الهدنة أن عناصر جبهة النصرة استهدفوا بالقصف محيط مدينة حلب وحيي الشيخ مقصود والميدان ومطار النيرب العسكري في المدينة.

ووفق المركز فقد استخدم عناصر النصرة راجمات الصواريخ كما نفذوا عمليات قصف على مخيم حندرات للنازحين بقذائف الهاون، وهي عملياتٌ أدت إلى سقوط قتلى بين العسكريين والمدنيين.

إلى ذلك ارتفع إلى سبعة عدد الجرحى، الذين سقطوا في قصف الجماعات المسلحة لبلدة الفوعة في خرق لهدنة كفريا الفوعة – الزبداني.

وكانت الجماعات المسلحة قصفت بلدة الفوعة بأكثر من خمسين قذيفة مدفعية وصاروخية، إضافة إلى استهداف المدنيين على يد قناصي جيش الفتح في بنش. كما أفيد بسقوط عشرة صواريخ على بلدة كفريا أطلقها مسلحون.

من جهة أخرى قطع تنظيم داعش طريق إمداد رئيسية بين حمص وتدمر، بعد أسابيع من استعادة الجيش السوري السيطرة على المدينة الأثرية، وفق المرصد السوري المعارض.

المرصد قال: إنّ داعش قطع طريق الإمداد الرئيسية بين حمص وتدمر قرب مطار التيفور العسكري، وأنّ اشتباكات تدور بين الجيش السوري وتنظيم داعش في المنطقة.

وكان مصدر مطلع أفاد أول أمس باستمرار التهدئة المعلنة في مدينة حلب وسط التزام الجيش السوريّ وحلفائه، مشيراً إلى أنّ الأمر يقتصر على الردّ على خروق جيش الفتح في جبهة خان طومان عبر استهداف آلياتهم وعناصرهم داخل الخان.

وفي السياق، دمّرت وحدة من الجيش السوري والقوات المسلحة 4 آليات ومربض هاون لتنظيم «جبهة النصرة» وقضت على العديد من أفراده من بينهم أحمد قطيفان المتزعم الميداني فيما يسمى «لواء توحيد الجنوب» في حي الأربعين بـ « درعا البلد».

ونفذت وحدات من الجيش بتغطية من الطيران الحربي ضربات مكثفة على تجمعات لإرهابيي «النصرة» في بعض القرى المتداخلة بين ريفي حماة وإدلب. كما نفذ سلاح الجو سلسلة طلعات على تجمعات وتحركات إرهابيي «داعش» بريف حمص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى