«المنار»
لم تُقفَل صناديقُ اقتراعِ الأحدِ البلدي حتى الآن، فما فتحتهُ من ملفاتٍ أبقاها حدثاً يُبنى عليه بالوقائعِ والتحليلات.
اخترقت تداعياتُها لوائحَ الحلفاء، فرزاً وضمّاً واتّهامات، ولا من يضمنُ صورةً تزدادُ تشلّعاً مع عواصفِ المواقفِ والتصريحات، فيما العينُ الانتخابيةُ على المتبقّي منَ الآحاد.
أحدُ أبرزِ الملفاتِ المفتوحةِ معَ صناديقِ الانتخاباتِ البلدية، هو الانتخاباتُ النيابيةُ التي قال رئيسُ مجلسِ النواب نبيه برّي إنّ لا تأجيلَ لها، والحاجةُ اليومَ لإنجازِ قانونٍ جديدٍ للانتخاباتِ كمفتاحِ حلٍ لأزماتِنا السياسية.
أمّا حلُ أزمةِ المنطقةِ فبوضعِ حدٍ للدولِ الراعيةِ للإرهابِ الذي ضربَ اليومَ أمس العراقَ بمجازرَ استهدفت بغدادَ والكاظميةَ موقعةً عشراتِ الشهداء.
حزبُ الله الذي أدانَ هذا الإرهابَ التكفيريَ الذي يستمدُ أفكارَه وطاقاتِه من دولٍ وهيئاتٍ خارجَ حدودِ العراق، دعا إلى العملِ على تحميلِ هذه الدولِ المسؤوليةَ عمّا تقومُ به من دعمٍ للإرهاب والإرهابيّين.
أمّا الحديثُ عن واقعِ المنطقةِ المثكولةِ بالإرهابِ الفكري والدموي، وما يَجري أيضاً في لبنان، سيكونُ غداً اليوم معَ إطلالةِ الأمينِ العامّ لحزبِ الله سماحة السيد حسن نصر الله عندَ الرابعةِ والنصفِ عصراً عبرَ المنار، في كلمةٍ له خلالَ احتفالٍ بيومِ الجريحِ المقاوم.
«أن بي أن»
فتحت الانتخابات البلدية والاختيارية الطريق أمام الانتخابات النيابيّة، لكن المشكلة بالقانون فهل يتمّ التوصّل إلى توافق؟ الرئيس نبيه برّي جزم أنْ لا تمديد آخر لولاية المجلس الحالي مهما حصل، ما يعني أنّ البلاد أمام خيارين إمّا إنتاج قانون انتخاب عصري عادل وفق النسبية، وإمّا إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين.
مشهد الانتخابات البلدية في بيروت يشكّل حافزاً إضافياً لاعتماد النسبيّة في النيابية لضمان تمثيل الناس فلا يجوز أن يُغيّب أحد، فالمواطنون ملّوا وهم يشهدون على تراكم الفضائح من ملف النفايات إلى ملف الإنترنت غير الشرعيّ، وكل ملفات الفساد وما بينها من صفقة الرملة البيضاء في أيامنا السوداء.
سوداويّة المشهد الإقليمي تزداد كما بدا في العراق اليوم أمس بسلسلة من التفجيرات ضربت بغداد وأوقعت أكثر من 200 شهيد وجريح، هذه التفجيرات تأتي ردّاً على هزائم «داعش» في الأنبار بعد تقدّم الجيش والحشد الشعبي في مناطق استراتيجيّة مهمّة.
سوريّاً، عين على الميدان وعين على جنيف، فماذا يحمل الأسبوع المقبل؟ وهل تساهم الهدنة بمشاريع الحل أم هي مرحلة تحضيريّة لحسم عسكري في حلب والغوطة الشرقية؟
«او تي في»
منذ اجتماع اللجان النيابيّة المشتركة يوم الاثنين الماضي، بدا أنّ في فم الرئيس نبيه برّي كلاماً ما. النوّاب الذين يعرفونه ويلتقطون إشاراته، أدركوا أنّ في جعبته شيئاً ما. اليوم أمس ، أعلنها: مبادرة غير مسبوقة بالنسبة إليه، كما بالنسبة إلى الوضع السياسي والمأزق الرئاسي برمّته: تعالوا إلى قانون جديد للانتخابات النيابيّة، بعدها نذهب إلى انتخابات تشريعيّة، شرط التعهّد بعد تشكيل المجلس النيابيّ الجديد بانتخاب رئيس للجمهوريّة، ولو من دون نصاب الثلثين. خطوة كبيرة.. مبادرة جديدة يمكن أن تحرّك مستنقع المأزق الراهن. معلومات الأو تي في أنّ مبادرة برّي لم تفاجئ قلّة قليلة من الأقطاب، فهو كان قد جسّ نبضهم حيالها. أمّا الدوافع بالنسبة إليه، فتقتصر على أنّ لبنان لم يعد يحتمل، وأنّ الوضع قد يذهب إلى تدهور يلامس الانهيار في غضون وقت ليس بطويل … يبقى توقيت مبادرة بري، وهو بأهمية مضمونها، إذ جاءت الفكرة والخطوة بين انطلاق الانتخابات البلدية بما يطمئن إلى أنّ أيّة انتخابات ممكنة بلا حجج تمديد ولا ذرائع تجميد، وبين انتظار الضيوف الفرنسيّين والأوروبيّين وغيرهم ممّن يحاول طبخ رئيس لنا خارج لبنان، هل تنجح مبادرة برّي؟ هل تصل إلى حل، أو توصل إلى لبننة الاستحقاق ورئاسته؟ الأكيد، أنّه بين بلديّة بيروت الممتازة، وبين انتخابات جونيه التي ما همّها من هدير البحر … تستحق مبادرة برّي كل عناية واهتمام.
«ام تي في»
يبدو أنّ مجريات معركتي بيروت وزحلة البلديّتين ستُسيلان الكثير من الحبر والكلام، وكلّه من صنف العتب والوعيد والردود والردود المضادّة. هذه هي الحال بين تيار المستقبل ومكوّنات الرابع عشر من آذار المسيحيّة، وما يسهل توقّعه أنّ ساحات الانتقام وتقليم الأظافر ستكون في ما تبقّى من مراحل الانتخابات البلديّة في المدى القريب.
وفي الانتخابات النيابية في مدى قد يقصر أو يطول، لكن الاستحقاق حاصل لا محالة بحسب ما يؤكّد الرئيس نبيه برّي.
في الاشتباك السياسي العام، رئيس المجلس طرح إشكاليّتين إجراء الانتخابات النيابيّة قبل الرئاسية، وحتميّة إنجاز قانون للانتخاب، لكنّه في هذه المسألة مرّر كرة ثمينة للمستقبل والاشتراكي حاشراً الآخرين، وتحديداً مسيحيي الرفض، بإحيائه قانون الستّين في حال تعذّر اعتماد أي من القوانين الأربعة وهو يعلم أنّ المهمة مستحيلة بعد الطلاق القوّاتي المستقبلي.
«ال بي سي»
برويّة ترسم الانتخابات البلديّة خط سير الانتخابات النيابيّة المفترض حصولها في صيف العام 2017، أدركت الطبقة السياسيّة أنّ الاقتراع آتٍ، وما كان ترأّس الرئيس نبيه برّي لجلسة اللجان المشتركة الاثنين إلّا بمثابة انطلاق صفارة هذه الانتخابات التي يدرك الجميع مشكلتيها الأساسيّتين، قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية.
إلى حينه، وفيما يتربع قانون الستين ملكاً على سائر القوانين، سيدرس المعنيّون أرقام كل جولة من جولات المبارزات السياسيّة المغطاة تحت تسمية الإنماء، وسيقرأ الجميع نتائج معركة جبل لبنان حيث يخوض تحالف التيار الوطني الحر والقوّات اللبنانية معارك مشتركة للمرة الأولى منذ عقود محاولاً في الوقت نفسه تحديد حجم الخسائر في المعارك حيث يتواجه الحليفان الجديدان.
أيام قليلة تفصلنا عن المعركة، حيث تشهد بعض القرى خلطات انتخابيّة غريبة وانقسامات سياسيّة حادّة حمّلت برجا وسن الفيل وجونية لقب أم المعارك.
«الجديد»
تضرِبُ الحيويةُ في جبلِ لبنانَ مِن أعاليهِ إلى سفوحِه، ستةُ أقضيةٍ تستعدُّ لأحدِ المنافسةِ البلديةِ التي ضخّت الروحَ في البلدِ المُقعدِ وشَغَلتْه بحروبٍ حُلوةٍ وفَتَحت صناديقَ اشتاقَ إليها اللبنانيون. المعاركُ على وُسعِ الجبل، وفي بلداتِه وحاراتِه، وحيَّ على الاقتراعِ الذي يُفرِزُ حُكماً رديفاً وقُوىً نافست الحُكمَ وأصبحت على مشارفِ أرقامِه، وفي تاريخِها لم تتّخذِ البلدياتُ هذا الصراعَ ولا هذا التنافسَ الذي أصبحَ بديلاً مِن الحَراكِ الشعبيّ، ولأنّه كذلك فإنَّ كلَّ مافياتِ الحُكمِ وأحزابِه ومكوّناتِه سوفَ تَشعرُ بتهديدِ الوجود وهذا مبرِّرُ قيامةِ الأحزابِ وتحالفاتِها لمنعِ أيِّ تَغيير، فالأحزابُ الممثِّلةُ للسلطةِ تخوضُ حربَ الدفاعِ عن مكوّناتِها فتقفُ في وجهِ التغييرِ الإنمائيِّ، سواءٌ بالتوافقِ وتعميمِ نَهجِ التزكيةِ أو بالاتحادِ فيما بينَها لمنعِ أيِّ تسللٍ مِن المجتمعِ المدَنيّ أو الشخصياتِ المحايدة، وهذا ما شهِدتْه مجرياتُ معركةِ العاصمةِ والبقاع حيث تكدّستِ الأصواتُ المُقلِقة مِن «بيروت مدينتي» إلى «بَعْلَبك مدينتي» فقب الياس وصولاً إلى الكُتلةِ الشعبيةِ وتمرّدِ سيدتِها ميريام سكاف على ثلاثةِ أحزاب. لقد نَجحت شياطينُ الحُكمِ في ضربِ الحَراكِ الشعبيِّ لحظةَ فَرزِ النُفايات، لكنها وعند فرزِ الصناديق وَجدت نفسَها في خطرٍ أشدَّ فتكاً بها، وهنا باتَ على كلِّ القوى ذاتِ الأرقامِ الصعبة أن تُعيدَ تدويرَ وجودِها لتصبحَ سلطةً رديفةً وتشكّلَ انتفاضةً على المحتلّينَ السياسيّين، وتسألَ عن إخفاءِ الموازنةِ منذُ أحدَ عَشَرَ عاماً، عن أحدَ عَشَرَ ملياراً نسِيها فؤاد السنيورة من دونِ قيدٍ ولا شرط، عن قانونِ انتخابٍ مفقود، عن انتخاباتٍ نيابيةٍ يدنو أجلُها وعن مئةٍ وثمانيةٍ وعِشرينَ نائباً ناقصاً واحداً أصبحوا اليومَ برتبةِ النوّابِ الباطلينَ وبشهادةٍ قانونيةٍ مِنَ المجلسِ الدستوري، وحتى «ما يبيعنا الرئيس نبيه برّي من كيسِ المجلسِ الدستوري» فإنّ ما أدلى به اليومَ أمس حولَ تقصيرِ المُهَلِ ورَفضِ التمديدِ بأيِّ شكلٍ مِنَ الأشكالِ هو تأكيدُ المؤكّد. تصريحُه في مكانِه، وخيرُ برّي عاجلُه، فلْيستندْ إلى الدّستوريّ ويُعلنْ أنّ مجموعتَه النيابيّةَ أصبحت اليومَ بائدة منحلةً، وَوجَبَ الدعوةُ إلى الانتخابِ الفوريّ وأيّاً يكن القانون.