واشنطن مُطالَبة في فيينا بتوضيح حول صلاتها بالتنظيمات الإرهابية

لم يعد مخفيّاً على أحد كيف تتصرّف الولايات المتحدة الأميركية إزاء الأزمة في سورية. وكيف تحاول ـ راضخةً أمام حلفائها ـ وصف التنظيمات الإرهابية التي تعيث في سورية قتلاً وتدميراً وتهجيراً، بـ«المعارضة المعتدلة». إذ إنّ هذه «المعارضة» لم تستسغ ثوب العفّة والاعتدال، وأعلنت جهاراً ونهاراً تنسيق عملياتها مع «جبهة النصرة»، ذراع «القاعدة» في سورية، والمصنّفة إرهابية على اللوائح العالمية.

وعمّا قريب، ستُسأل واشنطن في فيينا عن صلاتها بهذه التنظيمات الإرهابية. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية مقالاً حول لقاء وزراء خارجية دول مجموعة دعم سورية، الذي سيُعقد في فيينا يوم 17 أيار الحالي، مشيرة إلى إصرار الولايات المتحدة على عقده. وقالت الصحيفة إنّ الأميركيين يطالبون منذ أمد بعيد بعقد هذا اللقاء لكن روسيا كانت تردّ بالقول: إذا كنتم على استعداد لسماع انتقاداتنا، فسنعقد اللقاء. وثمّة ثلاثة أسئلة أساسية ستطرح على واشنطن: أولاً: مسألة مشاركة الأكراد في مفاوضات جنيف. ثانياً: علاقة الولايات المتحدة بالمنظمة الإرهابية «جبهة النصرة». وثالثاً: ضرورة تنظيم مفاوضات مباشرة بين «المعارضة السورية» والوفد الحكومي الرسمي. فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن سابقاً أن الأميركيين خلال الاتفاق على الهدنة في حلب حاولوا تحديد حدود منطقة الهدنة، بحيث تشمل مساحة واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها «النصرة». ولكننا تمكنّا في النهاية من رفض هذا. غير أن هذا الأمر يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هناك من يريد استخدام الأميركيين. وأنا لا أعتقد أن تبرئة «النصرة» تصبّ في مصلحتهم. ولكن هناك، على ما يبدو، من يريد حماية «النصرة» من الضربة. واستناداً إلى ذلك، سوف أشير إلى المعلومات في شأن علاقة السلطات التركية مع «داعش» و«النصرة».

إلى ذلك، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية ضدّ تنظيم «داعش» بأنها متعثّرة. مشيرة إلى أن التقدّم السريع الذي تحقّق في تلك الحرب خلال الفترة الماضية بدأ يتوقف. وبحسب الصحيفة فإن الفوضى السياسية التي ضربت بغداد والهدنة الهشّة في سورية، إضافة إلى الاضطرابات السياسية في تركيا، كلّها عواقب محتمل أن تظهر آثارها على سير المعارك ضد تنظيم «داعش» خلال الفترة المقبلة.

«إيزفستيا»: الولايات المتحدة ستُسأل في فيينا عن صلاتها بالإرهابيين

نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية مقالاً حول لقاء وزراء خارجية دول مجموعة دعم سورية، الذي سيُعقد في فيينا يوم 17 أيار الجاري، مشيرة إلى إصرار الولايات المتحدة على عقده .

وجاء في المقال: اللقاء الجديد للمجموعة الدولية لدعم سورية سيُعقد في فيينا يوم 17 أيار الجاري، استجابة لإصرار الولايات المتحدة على ذلك. ويقول مصدر دبلوماسي روسي إن روسيا ستطرح أسئلة عديدة على الزملاء خلال هذا اللقاء، خصوصاً في ما يتعلق بالخلافات الحادة بين موسكو وواشنطن.

ويضيف المصدر أن الأميركيين يطالبون منذ أمد بعيد بعقد هذا اللقاء لكن روسيا كانت ترد بالقول: إذا كنتم على استعداد لسماع انتقاداتنا، فسنعقد اللقاء.

وهناك ثلاثة أسئلة أساسية ستطرح على واشنطن:

أولاً: مسألة مشاركة الأكراد في مفاوضات جنيف.

ثانياً: علاقة الولايات المتحدة بالمنظمة الإرهابية «جبهة النصرة».

ثالثاً: ضرورة تنظيم مفاوضات مباشرة بين «المعارضة السورية» والوفد الحكومي الرسمي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن سابقاً أن الأميركيين خلال الاتفاق على الهدنة في حلب حاولوا تحديد حدود منطقة الهدنة، بحيث تشمل مساحة واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها «النصرة». ولكننا تمكنّا في النهاية من رفض هذا. غير أن هذا الأمر يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هناك من يريد استخدام الأميركيين. وأنا لا أعتقد أن تبرئة «النصرة» يصبّ في مصلحتهم. ولكن هناك، على ما يبدو، من يريد حماية «النصرة» من الضربة. واستناداً إلى ذلك، سوف أشير إلى المعلومات في شأن علاقة السلطات التركية مع «داعش» و«النصرة».

وسأل لافروف كيف يمكن لما يسمّى «المعارضة المعتدلة» أن تبقى قريبة من المجموعات الإرهابية؟ هل لحمايتها من الضربات؟

ويؤكد المصدر الدبلوماسي الروسي أن الأميركيين فعلاً يحمون بعناية هذه المجموعة من الهجمات، مع أن هذا لا يشمل جميع أعضائها بل نخبة معينة فقط منها. ولكن هؤلاء الذين تحميهم واشنطن ليسوا مستعدّين لترك المجموعة والانضمام إلى اتفاق الهدنة.

هذا، وسيحضر لقاء مجموعة دعم سورية الدولية ممثلون عن أكثر من 20 دولة، من بينها: ألمانيا، مصر، الأردن، العراق، إيران، إيطاليا، قطر، الصين، الإمارات العربية المتحدة، روسيا، السعودية، بريطانيا، الولايات المتحدة، تركيا وفرنسا.

كما أعدّت روسيا مجموعة أسئلة لطرحها على ممثلي الدول الأخرى المشاركة في اللقاء، خصوصاً تركيا.

وأعرب نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف في تصريح خاص للصحيفة عن أسفه لأن اللاعبين الخارجيين، خصوصاً الإقليميين المهمين، مثل تركيا، يستمرون في لعب دور غير بناء في هذا الصدد.

ووفق ما قاله المصدر الدبلوماسي الروسي للصحيفة، فإن «المعارضة»، التي شُكلت في المملكة السعودية، تقع تحت تأثير أنقرة أكثر من الرياض، وهذا ما يفسر تصرفاتها غير العقلانية في مفاوضات جنيف.

كما أن هناك حجر عثر آخر، وهو مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. فالقطريون والسعوديون أكدوا مراراً خلال لقاءات مغلقة أنهم على استعداد لأخذ مصالح روسيا بالاعتبار. وأنهم سيتعاونون مع موسكو في تسوية الأزمة السورية، ولكن فقط بعد خروج الأسد.

أي أن الولايات المتحدة تضطر إلى دعم مصالح «المعارضة» المتعنتة في شأن مستقبل الأسد. ولذلك، تعارض مشاركة الأسد في الانتخابات لأنه بحصوله على أصوات الأكثرية، سيصبح رئيساً شرعياً للبلاد وتبدأ أزمة واشنطن مع الرياض وقطر، وعندها ستضطر الولايات المتحدة إلى الاعتراف بفقدان سيطرتها على الشرق الأوسط.

«واشنطن بوست»: الحرب الأميركية ضدّ «داعش» تتعثّر

وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية ضدّ تنظيم «داعش» بأنها متعثرة. مشيرة إلى أن التقدّم السريع الذي تحقق في تلك الحرب خلال الفترة الماضية بدأ يتوقف.

وبحسب الصحيفة فإن الفوضى السياسية التي ضربت بغداد والهدنة الهشة في سورية، إضافة إلى الاضطرابات السياسية في تركيا، كلّها عواقب محتمل أن تظهر آثارها على سير المعارك ضد تنظيم «داعش» خلال الفترة المقبلة.

قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في جبهات شمال العراق وسورية، لا تعمل بمفردها وليس لها وجود كبير هناك فهي تعتمد بالأساس على القوات المحلية التي تتفاوت كفاءتها من مكان إلى آخر، ومن وقت إلى آخر أيضاً.

الاستيلاء على بلدة بيجي في شمال العراق في تشرين الأول الماضي، وتهاوي دفاعات تنظيم «داعش» بسرعة هناك، وأيضاً استعادة محور الشدادي في شباط فضلاً عن عمليات تحرير سنجار وأجزاء من الرمادي وهيت رب العراق، كلها انتصارات أوحت لكثيرين أن التنظيم على وشك الانهزام الكامل.

مسؤول عسكري أميركي تحدث لـ«واشنطن بوست» رافضاً الكشف عن هويته، قائلاً إن التحالف الدولي على المسار الصحيح، وإن كان يتقدم ببطء قليلاً.

مسؤولون في البنتاغون أكدوا أن الحرب ضدّ تنظيم «داعش» دخلت الآن مرحلتها الأصعب والأكثر تعقيداً، كما أنها باتت تنطوي على مخاطرة تورط الوليات المتحدة فيها أكثر من أي وقت مضى.

وفي محاولة لزيادة وتيرة الحرب على تنظيم «داعش» وكسر حالة الركود التي أصابت جبهات القتال، قررت واشنطن إرسال 450 جندياً من قوات العمليات الخاصة إلى العراق وسورية، إضافة إلى نشر قوات أكبر على الخطوط الأمامية في الجبهات العراقية، والسماح لطائرات «أباتشي» بالمشاركة في العمليات الحربية ضد تنظيم «داعش». مسؤولون أميركيون اعتبروا أن الحرب ضدّ التنظيم لا يمكن كسبها من دون مزيد من القوات الأميركية، لا سيما أن الأهداف المقبلة ضمن خطة الحرب ضدّ التنظيم باتت أكثر أهمية بالنسبة إلى «داعش»، خصوصاً أنها «مدنه الرئيسة» التي يستند عليها لإقامة خلافته وهي مدن الموصل والرقة، وأيضاً الفلوجة التي تشكل مصدر قلق بالغ لقربها من بداد.

وبحسب المايجور جنرال غاري فوليكسي، الذي يقود القوات البرية الأميركية في العراق، فإنه بعد سنتين من احتلال التنظيم للموصل فإن المهمة تبدو أصعب كلما اقتربت القوات من المدينة، مبيناً أن الدفاعات التي يملكها التنظيم في الموصل أفضل بكثير من تلك التي كان يملكها في الرمادي.

السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، قال إن الولايات المتحدة حققت بعض التقدم في حربها ضدّ تنظيم «داعش» إلا أن استراتيجيتها في هذه الحرب لا تجيب عن تساؤلات كثيرة ومنها النزاعات السياسية الأوسع نطاقاً التي ساعدت في صعود تنظيم «داعش». واعتبر فورد أن الاقتحام الأخير لأنصار الصدر للمنطقة الخضراء في بغداد يعدّ مثالاً على طبيعة هذا النوع من الصراعات التي يمكن أن تندلع في العراق، حتى قبل أن يتمكن من هزيمة المسلحين.

مسؤولون أميركيون قالوا إنهم إلى الآن لم يروا أيّ تداعيات بعد للأزمة السياسية في بغداد على سير المعارك ضدّ تنظيم «داعش»، إلا أنهم لم يستبعدوا أن يحصل ذلك إذا ما استمر الخلاف السياسيّ.

«كمسمولسكايا برافدا»: أوباما يعترف بتفوّق بوتين في الشرق الأوسط

نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مقالاً عن دور العمليات الحربية، التي تنفذها القوات الجو ـ فضائية الروسية في سورية، والتي، وفق مجلة «بوليتيكو» غيّرت موازين القوى في الشرق الأوسط.

وجاء في المقال: ذكرت مجلة «بوليتيكو» أنه على رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة على مدى سنوات عدّة في الشرق الأوسط، فإن زعماء دول المنطقة بدأوا يصغون إلى موسكو ويتقربون منها.

ويقول المحلل السياسي للمجلة دينيس روس إن عدد العسكريين الأميركيين في المنطقة يفوق بكثير عدد الروس حيث لدى الولايات المتحدة في المنطقة 35 ألف عسكري ومئات الطائرات، في حين أن لدى روسيا فيها 2000 عسكري و50 طائرة لا أكثر. ومع ذلك، فإن زعماء دول المنطقة، واحداً تلو الآخر، يزورون موسكو للقاء فلاديمير بوتين، ولا يسارعون بالتوجه إلى واشنطن.

لماذا يحصل هذا؟ ولماذا أسمع، خلال زياراتي إلى دول المنطقة، أكثر فأكثر من العرب و«الإسرائيليين» بأنهم وضعوا علامة «X» على باراك أوباما؟ لأن الانطباع أهم من القوة العسكرية. وأن الروس مستعدون لاستخدامه بهدف تغيير ميزان القوى في المنطقة، أما نحن فلا.

وتضيف المجلة أن قرار الرئيس بوتين بدء العمليات العسكرية في سورية وطد موقع بشار الأسد، وغير مجرى العمليات الحربية. ذلك، إضافة إلى تعزيزه هيبة روسيا في العالم. أما باراك أوباما فبقي حتى اللحظة الأخيرة واثقاً من أن العمليات الروسية ستكون كارثية لروسيا. وهو شخصياً لا يتخذ قرار القيام بعمليات حربية واسعة في سورية، بسبب النتائج السلبية للعمليات في أفغانستان والعراق على الولايات المتحدة. وبحسب اعتقاده، فإن العمليات العسكرية الواسعة ممكنة فقط في حالة وجود خطر يهدد بلاده.

وتشير «بوليتيكو» إلى أن استخدام القوة في الشرق الأوسط لفرض الأهداف السياسية وبلوغها، قاعدة لا استثناء، وأن شركاءنا يدركون هذا. وتؤكد المجلة أن التدخل العسكري الروسي في سورية قلب الأوضاع خلافا لما فكر به أوباما ما أدّى إلى تعزيز مواقف روسيا في العالم من دون تكاليف ملحوظة. إن موسكو لم تعاقب على تدخلها، بل على العكس من ذلك، بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما يتصل هاتفياً بالرئيس بوتين طالباً منه الضغط على بشار الأسد، معترفاً بذلك بتفوّق الرئيس الروسي.

وهذا الأمر يعترف به زعماء دول المنطقة أيضاً. لذلك، فهم يدركون ضرورة التباحث مع الروس لحماية مصالحهم. ومن دون شك، فقد كان من الأفضل أن يخسر بوتين في نظر المجتمع الدولي ولكن الأمر ليس كذلك.

لقد بدأت دول المنطقة بانتهاج سياسة أكثر استقلالية بعد فقدانها الأمل بالحصول على مساندة أميركية. فمثلاً، بدأت المملكة السعودية تدخلها العسكري في اليمن من دون انتظار إشارة الانطلاق من شركائها. كما أن مصر و«إسرائيل» كثفتا اتصالاتهما مع روسيا.

بيد أن المحلل السياسي دينيس روس يحاول تهدئة القراء بقوله إن زعماء دول الشرق الأوسط في جميع الأحوال يعدُّون الولايات المتحدة شريكهم الأساس، وهم في انتظار الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، التي ستعيد النظر في سياستها الشرق أوسطية. لذلك، فهو يدعو واشنطن إلى تشديد نهجها، خصوصاً في تسليح القبائل السنية في العراق، والتهديد بفرض منطقة حظر جوي في سورية، إذا لم ينفذ بشار الأسد شروط الهدنة.

وفي الختام، قال دينيس روس إن بوتين وزعماء دول المنطقة يفهمون منطق الإجبار، وحان الوقت لكي نتذكره نحن أيضاً.

«موسكوفسكي كومسوموليتس»: كيم جونغ أون يهدّد بتوحيد الكوريتين بالقوّة

تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية إلى اختتام أعمال مؤتمر حزب «العمل» الكوري، مشيرة إلى أن الزعيم الكوري الشمالي تكلم عن السلام، لكنه لم ينس الصواريخ.

وجاء في المقال: تنوي كوريا الشمالية تعزيز ترسانتها النووية. جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه رئيس الحزب كيم جونغ أون في المؤتمر السابع لحزب «العمل» الكوري، الذي عُقد للمرة الأولى بعد مضي 36 سنة على انعقاد المؤتمر السادس للحزب في عام 1980.

وقد أقرّ المشاركون في المؤتمر وثيقة تتضمن حق بيونغ يانغ في الردّ بأسلحة الدمار الشامل على التهديدات النووية من جانب الدول الأخرى.

وألقى زعيم الحزب كيم جونغ أون خطاباً في المؤتمر استمر ثلاث ساعات، ولمّح فيه عدّة مرات إلى استعداد كوريا الشمالية لتطبيع العلاقات مع الدول كافة، حتى تلك التي ناصبتها العداء في الماضي القريب.

وبالطبع، لم ينسَ الزعيم الكوري الشمالي التذكير بالسلاح النووي، الذي سيتم استخدامه، بحسب قوله، في حالة التهديدات الخارجية. ووفق ما أوردته وكالة «يونايتد برس»، فإن كوريا الشمالية تنفذ بإخلاص التزاماتها في شأن منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتطمح إلى نزع السلاح في العالم. وأضاف أن تطوير برامج الصواريخ النووية يهدف إلى الردع فقط.

وأكد الزعيم الكوري الشمالي أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي من جانب واحد، وأنها تأخذ بالاعتبار رأي المجتمع الدولي، الذي شدد في آذار الماضي العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ ردّاً على تجاربها الصاروخية.

ويذكر أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أعربتا مراراً عن مخاوفهما من برنامج الصواريخ النووية لكوريا الشمالية، في حين أن روسيا لم تؤيد مبادرة إطلاق الصواريخ.

أما بالنسبة إلى جارته الجنوبية، فقد أعلن كيم جونغ أون أن بيونغ يانغ تدعم فكرة توحيد الكوريتين على أساس كونفدرالي. وقال: نحن ندعو إلى الوحدة الوطنية بشكل فدرالي، ونفعل كل شيء من أجل السلام والوحدة. وفق وكالة «أسوشيتد برس» . والحديث يدور هنا عن فكرة الاتحاد الكونفدرالي، التي طُرحت عام 1980 في المؤتمر السابق للحزب. وهذه الفكرة تعني «دولة واحدة بنظامين» ما يسمح لكوريا الشمالية بالحفاظ على نظامها السياسي. وبالطبع، فإن تنفيذ هذه الفكرة ليس بهذه السهولة لأن مستوى النمو الاقتصادي لبيونغ يانغ وسيوول شديد الاختلاف.

بيد أن كوريا الشمالية مستعدة لخيار القوة لحل هذه المسألة. فقد أعلن الزعيم الكوري الشمالي أنه إذا ما اختارت كوريا الجنوبية الحرب، … فستنال ردّاً تستحقه، وسنسحق القوات المهاجمة وننهي القضية التاريخية في شأن الوحدة الوطنية، التي يتوق إليها الكوريون منذ زمن طويل.

كما أعلن كيم جونغ أون عن الخطة الخمسية الجديدة للنمو الاقتصادي. مشيراً إلى القطاعات الأساسية فيها، والتي تشمل قطاعات الطاقة والزراعة والصناعات الخفيفة. وأكد بشكل خاص حاجة البلاد إلى توسيع التجارة الخارجية والمساهمة في الاقتصاد العالمي، من دون أن يشير إلى الإصلاحات.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الكورية الشمالية تعلن للمرة الأولى منذ عام 1980 عن خطة خمسية لتطوير الاقتصاد. وهذا يشير وفق «أسوشيتد برس» إلى أن كيم جونغ أون يأخذ على عاتقه المسؤولية عن المشكلات الاقتصادية التي تعانيها البلاد، بعكس والده كيم إيل سونغ، الذي كان يتهرّب من تحمل المسؤولية عنها.

«واشنطن بوست»: كيف تسبّب مقتل بن لادن في توتير العلاقات بين الاستخبارات الأميركية والباكستانية؟

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً تحدثت فيه عن توتر العلاقات بين جهازي الاستخبارات الأميركي والباكستاني، والذي بلغ ذروته مع عملية اغتيال «زعيم» تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان، ثم سحب مسؤول الاستخبارات الأميركية في هذا البلد بعد تدهور صحته مع اتهامات بأن الاستخبارات الباكستانية قد سمّمته.

وقالت الصحيفة إنّ عدداً من المسؤولين، السابقين والحاليين، في الإدارة الأميركية يؤكدون أن حالة مارك كيلتون كانت قد بلغت مراحل خطيرة، حتى أصبح علاجه خارج البلاد أمراً ضروريّاً. وهو ما زاد في شكوك تعرضه لتسمّم متعمد، خصوصاً أن سبب مرضه ما زال غامضاً.

وكيلتون هو المسؤول الأول عن ملاحقة وكشف مكان بن لادن الذي أعلنت الولايات المتحدة عن قتله في باكستان، قبل خمس سنوات.

وذكرت الصحيفة أن كيلتون الذي تقاعد من وكالة الاستخبارات المركزية تحسنت صحته بعدما أجرى عملية جراحية في البطن، ولكن بعض العاملين في الوكالة يؤكدون، على رغم صعوبة إثبات ذلك، أن مرض كيلتون تقف وراءه وكالة الاستخبارات الباكستانية.

وقد أثار الكشف عن تفاصيل العملية ضدّ بن لادن، الحديث حول التعاون المشترك في محاربة الإرهاب بين باكستان وأميركا.

ورأت الصحيفة أن مجرد توجيه أصابع الاتهام إلى الاستخبارات الباكستانية، حتى وإن كانت شبهة التسمّم لا أساس لها من الصحة، يدلّ على أن الثقة بين وكالة الاستخبارات المركزية والمسؤولين في الاستخبارات الباكستانية قد انهارت، وبلغت أدنى مستوياتها. ورغم رفض كيلتون، البالغ من العمر 59 سنة، إجراء حوار مع صحيفة« واشنطن بوست»، إلا أنه تبين من خلال حوار سريع معه عبر الهاتف أن تسمّمه من قبل الاستخبارات الباكستانية لم يتأكد بعد، وقال إنه ليس أوّل من يُشتبه في تسمّمه.

كما رفض كيلتون أن يجيب عن أسئلة تتعلق بمرضه أو بفترة عمله في باكستان، وقال للصحيفة: «أفضّل أن أنسى كل تلك الفترة الحزينة». وأضاف «أنا سعيد جدّاً وفخور بهؤلاء الذين عملت معهم والذين قاموا بأشياء رائعة لبلادهم في وقت صعب. فعندما تُروى القصة الحقيقية، ستفخر بلادهم بهم».

ونقلت الصحيفة عن المتحدّث باسم الوكالة، «دين بويد» قوله: «لأسباب تتعلق بخصوصية موظفينا، لا يُسمح لنا بقول الكثير، ولكن لم نعثر على دليل واحد يثبت تورط السلطات الباكستانية في تسمم مسؤول أميركي يعمل في باكستان».

ومع هذا، فإن عدداً من الموظفين الحاليين والسابقين في الاستخبارات الأميركية يرون أن الاستخبارات الباكستانية لها صلة بعدد من المؤامرات ضدّ صحافيين ودبلوماسيين ومستشارين أميركيين. كما أن عداوة الاستخبارات الباكستانية لكيلتون كانت في أوجها خلال تلك الفترة، حتى إن رئيس الاستخبارات المركزية الباكستانية، أحمد شوجا باشا، يرفض منذ زمن وبشكل متكرر التحدث مع كيلتون أو حتى التصريح باسمه، وكان يكنيه «بالجيفة».

وذكرت الصحيفة أن مرض كيلتون لم يتجاوز الأشهر السبعة، ولكنه في كل الحالات مثّل إهانة للدولة التي استضافته. فبعد 48 ساعة من وصول كيلتون إلى باكستان، اعتقل أحد عناصر «CIA»، وهو رايمند دافيس، لتورطه في عملية إطلاق نار في لاهور.

كما ساهم تخطيط كيلتون لعشرات الغارات لطائرات من دون طيار على مواقع في باكستان في زيادة التوتر بين البلدين. وما زاد الطين بلّة، مشاركته في التحضيرات الأخيرة لعملية القضاء على بن لادن في منطقة أبوت آباد، والتي أظهرت ضعف الاستخبارات الباكستانية، ما وضعها في موقف محرج.

وقالت الصحيفة إن وكالة الاستخبارات المركزية طلبت من كيلتون عدم الكشف عن هويته للعموم. ولكن منذ تقاعده، وضع كيلتون اسمه وجزءاً من سيرته الذاتية على أحد مواقع الإنترنت بطريقة متاحة للعموم. ولكنه لم يكشف عن عمله في باكستان، واكتفى بوضع بعض الكلمات المفاتيح عن دوره في عملية القضاء على بن لادن. من جانبه، علّق المتحدث بِاسم السفارة الباكستانية نديم هوتيانا، على الاتهامات بتسميم كيلتون بالقول: «إن رواية الاستخبارات الأميركية من نسج الخيال». غير أن مسؤولين في الإدارة الأميركية يؤكدون توتر العلاقة مع باكستان قبل سنوات من وصول كيلتون إلى إسلام أباد، ففي عام 2009 قالت الاستخبارات الأميركية إنها تملك أدلة على تورط الاستخبارات الباكستانية في هجمات بومباي في الهند، وأن الاستخبارات الباكستانية دبّرت العملية لإخفاء مقتل المسلحين في السجن، وأنها تورطت أيضاً في إبلاغ أشخاص تم التخطيط لاستهدافهم من طرف الطائرات الأميركية من دون طيار.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في «CIA» أن كيلتون كان قد بدأ بحملة لتصنيف الاستخبارات الباكستانية تحت ما يُعرف بـ«قواعد موسكو»، أي تصنيفها عدوّاً بدلاً من «حليف إشكالي».

وكان كيلتون قد عُيّن، بعد عودته إلى أميركا، نائباً لمدير فرقة مكافحة التجسّس، في مهمة لحماية وكالة الاستخبارات المركزية من التجسّس الخارجي.

وقالت الصحيفة إن كيلتون، بعد تقاعده السنة الماضية، كتب عدداً من المقالات عن الأمن القومي في موقع «سيفر بريف»، تحدث فيها عن دور الكرملين المشبوه في مقتل جاسوس سابق في الاستخبارات الروسية عام 2006، والذي سُمّم في لندن بجرعة مميتة من مادّة «البولونيوم» المشعّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى