الكرملين: تشغيل الدرع يهدد أمن روسيا ومصالحها

أعلنّت واشنطن أمس تفعيلها الدرع الصاروخية في شرق أوروبا في قاعدة ديفيسيلو برومانيا، وهو ما اعتبرته موسكو تهديداً للاستقرار الاستراتيجي في القارة.

ووصف ميخائيل أوليانوف، مدير قسم شؤون عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، تشغيل الدرع الأميركية في أوروبا بالأمر الضار والخاطئ من حيث أنه يهدد الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة وأمن روسيا ومصالحها.

وقال «من دواعي القلق أيضا أن أنظمة إطلاق الصواريخ العامودية مارك- 41 التي تم نشرها في الأراضي الرومانية، استخدمت سابقا لإطلاق الصواريخ المتوسطة المدى من سفن أميركية عسكرية، ما يعني أنّ هذهِ النظم قادرة على إطلاق الصواريخ المجنحة وليس فقط الصواريخ المضادة».

وشدد الدبلوماسي الروسي على أنّ مثل هذا النشر يخالف معاهدة إزالة الصورايخ القصيرة والمتوسطة المدى، الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في العام 1987، في حين لم يستبعد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الإتحاد الروسي خروج موسكو من إتفاقية تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية.

من جهته، أكد الكرملين أنّ روسيا قامت باتخاذ الإجراءات الكفيلة بدرء الخطر الذي تشكله شبكة دفاعات حلف شمال الأطلسي الصاروخية.

وقال الناطق بلسان الرئاسة الروسية «دميتري بيسكوف» للصحفيين، أمس، إن شبكة الدفاعات المضادة للصواريخ التي تنشرها الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي ناتو في أوروبا عند حدود روسيا تشكل خطراً على أمن روسيا، مؤكداً أنّه «يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالمحافظة على أمن روسيا».

وفي السياق، اعتبرت السفارة الأميركية رد روسيا على تشغيل الدرع «تهديداً»، فقال ويل ستيفنس، المتحدث الرسمي باسم السفارة لدى موسكو، إنّ الصواريخ الهجومية لن تستخدم في تلك النظم «لن يتم نشر الصواريخ الهجومية في هذه المنظومات والصواريخ الاعتراضية ولن يتم تزويدها برؤوس حربية متفجرة». هذا و شارك فرانك روز، مساعد وزير الخارجية الأميركي، أمس، في مراسم تأكيد الاستعداد التشغيلي لنظام «أيجيس» المضاد للصواريخ، في قاعدة ديفيسيلو الجوية جنوب رومانيا، وسيتجه روز بعد ذلك إلى بولندا ليحضر، الجمعة 13 أيار، احتفالاً بمناسبة وضع حجر الأساس لبناء المنشأ الثاني من منظومة «أيجيس بالقرب من بلدة ريدزيكوفو شمال بولندا والذي سيدخل حيز الخدمة في العام 2018.

وقال ستيفنس «إن منظومة الدرع الصاروخية التي ننشرها في أوروبا لا تستهدف روسيا ولن تقوض قدراتها الاستراتيجية. من ناحية الجغرافيا والفيزياء، من المستحيل إسقاط صاروخ روسي عابر للقارات من أماكن في بولندا أو رومانيا وروسيا تدرك الأمر. وقد أبلغنا الجانب الروسي بذلك في أوقات ومستويات مختلفة. أما التهديدات الروسية للحليفين للولايات المتحدة وحلف الناتو بسبب دعمهما لمنظومة الدرع الصاروخية غير مقبولة وغير مسؤولة».

هذا و كانت وزيرة الدفاع الجورجية تينا خيداشيلي أعلنت أول من أمس، بأن الوحدة الرسمية الأولى لقوات الردع التابعة لحلف الأطلسي ستصل إلى جورجيا بعد الانتهاء من التدريبات العسكرية الأميركية- الجورجية «نوبل بارتنير- 2016» الشريك الجدير التي انطلقت في تبيليسي منذ يومين.

وقالت خيداشيلي «بعد الانتهاء من هذه التدريبات، سيظهر في جورجيا ولأول مرة وحدة رسمية لقوات ردع تابعة للناتو. أول وحدة جورجية للناتو تحمل شعار الحلف العسكري»، وأضافت «تعد هذه التدريبات أكبر وأوسع التدريبات التي أجريت في جورجيا، وهذه أول حالة يتم فيها إحضار تقنيات عسكرية ودبابات أميركية».

وبحسب الوزيرة فإنّه ظهر لدى العسكريين الجورجيين، إمكانية الحصول على خبرة مهنية لاستخدام التقنيات العسكرية الموجودة لدى «الناتو»، مشيرة إلى أن جورجيا ستدخل بالتأكيد في في الحلف، مثل ليتوانيا ولاتفيا وألبانيا والجبل الأسود، وأهم نتائج هذه التدريبات هو تشكيل وحدة خاصة للحلف في البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى