الحفاظ على «ماء الوجه» يدفع «داعش» إلى الاستماتة لمعاودة احتلال تدمر
يبدو أنّ الهزائم المتتالية التي مُني بها تنظيم «داعش» الإرهابي على يد بواسل الجيش العربي السوري والقوات الحليفة، جعلت صورته الإعلامية عالمياً متصدّعةً. وهذا ما يفسّر لجوءه إلى ارتكاب المجازر في العراق.
أما خطّته للحفاظ «على ماء الوجه»، فتتمثل في الاستماتة لمعاودة احتلال مدينة تدمر الأثرية، التي لقي تحريرها من قبضته، ترحيباً عالمياً واسع النطاق.
في هذا الصدد، صحيفة «كومرسانت» الروسية سلّطت الضوء فيه على ما يشاع عن كرّ كبير لـ«داعش» ومساعٍ محمومة منه للاستيلاء على خناصر في ريف حلب بما يفتح الطريق أمامه للانقضاض على تدمر وخلط الأوراق من جديد.
وأبرزت الصحيفة تزامن هذه الأنباء في جملة من وسائل الإعلام العربية والغربية، التي أكدت استيلاء عناصر «داعش» على حقلَي الشاعر والمهر النفطيين، وإسقاطهم مروحية للجيش السوري، من دون أي تأكيد رسميّ لهذه الأنباء من دمشق. ونقلت الصحيفة عن الوكالة الرسمية السورية للأنباء «سانا» أن قوات الجيش السوري تخوض اشتباكات عنيفة مع عناصر «داعش»، لاستعادة ثكنات عسكرية استولى عليها عناصره مؤخراً.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري مطّلع في هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي قوله، إن قوات الجيش السوري، وبفضل الحشد الأخير، تحكم السيطرة على طريق حمص ـ تدمر، فيما القتال مستمر إلى الجنوب من تدمر، حيث وقع آخر اشتباك بين الجيش السوري و«داعش» على مسافة 70 كيلومتراً من مطارها العسكري.
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة إلى تنظيم «داعش»، فأهمية تدمر تكمن بالدرجة الأولى في «بعث سمعته» التي قصمتها سلسلة من الانكسارات كان أمرّها في تدمر، رغم بعض النجاحات المتفرقة التي أحرزها في الأسابيع القليلة الماضية. وترى الصحيفة، أن القوات الحكومية السورية، ستحتاج إلى حيّز لا بأس به من الوقت قبل أن تتمكن من إعادة حشد قواها لمواصلة الزحف على «داعش»، خصوصاً أن الخبراء يجمعون على أن الهجمة العنيفة الثانية التي سيشنّها الجيش السوري على التنظيم، ستستهدف الرقة، عاصمته غير المعلنة.
«كومرسانت»: «داعش» يحاول احتلال تدمر مجدّداً
سلّطت صحيفة «كومرسانت» الروسية الضوء على ما يشاع عن كرّ كبير لـ«داعش» ومساع محمومة منه للاستيلاء على خناصر في ريف حلب بما يفتح الطريق أمامه للانقضاض على تدمر وخلط الأوراق من جديد.
وأبرزت الصحيفة تزامن هذه الأنباء في جملة من وسائل الإعلام العربية والغربية، التي أكدت استيلاء عناصر «داعش» على حقلَي الشاعر والمهر النفطيين، وإسقاطهم مروحية للجيش السوري، من دون أي تأكيد رسميّ لهذه الأنباء من دمشق.
وبالعودة إلى التصريحات الرسمية السورية، وما تتناقله وسائل الإعلام العربية والغربية، أوردت «كومرسانت» في هذا السياق نقلاً عن الوكالة الرسمية السورية للأنباء «سانا» أن قوات الجيش السوري تخوض اشتباكات عنيفة مع عناصر «داعش»، لاستعادة ثكنات عسكرية استولى عليها عناصره مؤخراً.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري مطّلع في هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي قوله، إن قوات الجيش السوري، وبفضل الحشد الأخير، تحكم السيطرة على طريق حمص ـ تدمر، فيما القتال مستمر إلى الجنوب من تدمر، حيث وقع آخر اشتباك بين الجيش السوري و«داعش» على مسافة 70 كيلومتراً من مطارها العسكري.
وأضاف المصدر العسكري الروسي بحسب الصحيفة، أن الجانب الروسي من جهته، يراقب عن كثب التطورات في تدمر ومحيطها وطريق تدمر ـ حمص، ويرسل الطائرات الحربية لمؤازرة الجيش السوري وفقاً لمقتضيات التطوّرات على الأرض.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان في هذه المناسبة، مقتل العسكري الروسي أنطون يريغين يوم أول من أمس في محافظة حمص، حيث كان بين الحرس المرافقين لعربات مركز حميميم الروسي للمصالحة.
وبالعودة إلى «داعش» وهزائمه، أكدت أن دحره في تدمر وتطهيرها منه، في 27 آذار الماضي، كان أكبر الهزائم التي تجرعها على الجبهة السورية، ما يسوّغ استماتته في محاولات استعادتها واسترداد ما خسره من مساحات وأراض في سورية.
وبالوقوف على توقعات الخبراء والمراقبين، أعادت إلى الأذهان أنهم أجمعوا قبل تحرير تدمر على سهولة دخولها والتمركز فيها، مشيرين إلى أن الصعوبة تكمن في الحفاظ عليها من محاولات العدو استردادها من جديد.
وذكّرت بأن تنظيم «داعش» قد استولى على المدينة بسهولة أواخر أيار 2015، واجتاح المدينة بلا مقاومة تذكر، فتدمر واحة في قلب الصحراء، ومن السهولة بمكان قطع الاتصالات والإمدادات عنها، فيما تتطلب حماية المناطق المحيطة بها جغرافياً قدراً كبيراً من الجهود والقوى، وهو أمر سيصعب بحسب الصحيفة على القوات الحكومية السورية.
واعتبرت «كومرسانت» أن القوات الحكومية، ورغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها منذ اندلاع الحرب على سورية، تضطر في الوقت الراهن إلى قتال أعداد لا تحصى من القوى «المعارضة»، على رقعة واسعة بما فيها محيط حلب الذي احتدمت الأوضاع فيه إلى حدّ غير مسبوق، ما يعني أنه وإذا ما قرر تنظيم «داعش» اقتحام تدمر، فلن يكفي الجيش السوري ما لديه من قوة وحشد للدفاع عن المدينة وصدّ الإرهابيين عنها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن دمشق على ما يبدو، تدرك خطورة الأمر، لا سيما أن وكالة «سانا» قد أعلنت مؤخرا عن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق شرق حمص لاستعادة الحقول النفطية التي وقعت في قبضة «داعش» هناك، بما تحظى به من أهمية اقتصادية لسورية بكاملها.
ولم تهمل الصحيفة الموقف الروسي تجاه تدمر، وأهمية تحريرها بالنسبة إلى موسكو من الناحية المعنوية والرمزية، إذ ترى في استرجاع الجيش السوري لها منعطفاً كبيراً على مسار مكافحة الإرهاب وكسر سطوته أينما كان.
وتعزيزاً لطرحها هذا، أعادت إلى الأذهان كيف بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً مسألة ترميم المدينة التاريخية السورية مع المديرة العامة لـ«يونيسكو» إيرينا بوكوفا، والرئيس السوري بشار الأسد، الذي اعترف بدوره باستحالة تحرير تدمر لولا الدعم الذي قدّمته روسيا لبلاده.
أما بالنسبة إلى تنظيم «داعش»، فأهمية تدمر تكمن بحسب «كومرسانت» بالدرجة الأولى في «بعث سمعته» التي قصمتها سلسلة من الانكسارات كان أمرّها في تدمر، رغم بعض النجاحات المتفرقة التي أحرزها في الأسابيع القليلة الماضية.
وترى الصحيفة، أن القوات الحكومية السورية، ستحتاج إلى حيّز لا بأس به من الوقت قبل أن تتمكن من إعادة حشد قواها لمواصلة الزحف على «داعش»، خصوصاً أن الخبراء يجمعون على أن الهجمة العنيفة الثانية التي سيشنها الجيش السوري على التنظيم، ستستهدف الرقة، عاصمته غير المعلنة.
والأنكى من ذلك على هذا الصعيد بحسب «كومرسانت»، أن آخر الأنباء الواردة من محافظة حمص السورية تشهد على أن دحر الإرهابيين سيتطلب قدراً أكبر من الوقت والجهد مما كان متوقعاً.
وختمت الصحيفة تعليقها، بمقتطفات من حديث للبروفسور غريغوري كوساتش في الجامعة الحكومية الروسية للعلوم الإنسانية، أكد فيه أن «الإسلاميين في سورية، قد كثفوا نشاطهم بشكل حاد وملحوظ في الآونة الأخيرة، وأن القضاء التام عليهم لا يزال صعب المنال».
وأضاف، أن روسيا التي جعلت من تدمر رمزاً لنصرها، وراهنت على الكثير من أجلها، لن تقبل بالوقوف في منتصف الطريق وتريق ماء وجهها، وهذا يعني أنها قد تنجرّ إلى مرحلة جديدة من حملة عسكرية طويلة الأمد لا يمكن التكهن بعواقبها.
«فايننشال تايمز»: صادق خان نموذج للشباب الأوروبيّ المسلم
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً تتحدّث فيه عن تأثير انتخاب صادق خان رئيساً لبلدية لندن على المسلمين الشباب في بريطانيا.
وتقول كاتبة المقال رولا خلف، إن الناس يعجزون عن تفسير انضمام مسلمين مولودين في أوروبا ونشأوا فيها إلى تنظيم «داعش» الإرهابي. وترى أن «الجهاديّ» الأوروبي تحرّكه جملة من المسائل، من بينها أزمة في الهوية، وفكرة أن الإسلام مستهدَف.
وتضيف أن انتخاب صادق خان يوفر للشباب المسلم نموذجاً كانوا بحاجة إليه، فوالده سائق حافلة وأمه خياطة، هاجرا من باكستان ونشأ في حيّ شعبي.
وتقول إن الناخبين عندما منحوا أصواتهم لرئيس البلدية خان لم يلتفتوا إلى ديانته، فقد نظّم حملة أكثر فاعلية من عضو حزب «المحافظين» زاك غولدسميث.
وقد فاز بالانتخابات على رغم محاولات تصويره على أنه متطرّف، ووجّه بذلك رسالة إلى الشباب المسلم المحتمل تحويله إلى دعاية للتنظيمات المتطرّفة التي تصوّر الغرب على أنه يقمع الإسلام والأقلية المسلمة.
وتضيف خلف أن فوز خان بمنصب رئيس بلدية لندن سيجعله تحت المجهر أكثر من سابقيه، فالذين هاجموه في الحملة الانتخابية لأنه بحسب رأيهم شارك في تجمعات مع متطرّفين، سيبحثون له عن أيّ زلّة.
«إيزفستيا»: حلفاء بريطانيا في الناتو يقنعونها بالبقاء في الاتحاد الأوروبي
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً عن الاستفتاء الذي سيُجرى في بريطانيا حول عضويتها في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن سياسة الإملاء الألمانية قد تُفقد الاتحاد أحد أعضائه الأساسيين.
وجاء في المقال: في بريطانيا يشتد زخم حملة الدعاية، التي تهيّئ السكان للتصويت في الاستفتاء على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وفيما يتهم وزراء الحكومة السابقون ألمانيا بانتهاج سياسة الإملاء في الاتحاد الأوروبي وفرضها على لندن شروطاً غير ملائمة، يسارع لنجدة ديفيد كاميرون، الذي يدعو إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي، ساسة نافذون من أوروبا والولايات المتحدة، لتذكير البريطانيين بالمخاطر التي تهدّد الناتو.
أما الخبراء الروس، فيفترضون أن وراء هذا التحذير، تخوُّف الولايات المتحدة من فقدان أهم أداة للضغط على الاتحاد الأوروبي بخروج بريطانيا منه.
وقد حذّر ساسة أميركيون وبريطانيون، في مقالات نشرتها الصحف البريطانية، من أن ينعكس خروج بريطانيا سلباً على نفوذها في العالم ويضعف الناتو. فقد نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية رسالة وقّعها خمسة من الأمناء العامين السابقين لحلف الناتو، وجاء فيها أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيؤدّي من دون شك إلى فقدان النفوذ البريطاني، وسيُضعف الناتو ويساعد أعداء الغرب.
ودعا أمناء الناتو السابقون سكان أوروبا كافة إلى التكاتف ضدّ التحدّيات المشتركة، بما فيها تلك التي تترقب على الأبواب.
الرسالة لا تحدّد هذه المخاطر، ولكنها تتضمّن إشارات غير مباشرة. فمثلاً، هي تتضمن تذكيراً بمبادرة لندن في شأن فرض عقوبات أوروبية ضدّ روسيا وإيران.
ويشترك في هذه الحملة الدعائية إلى جانب أمناء الناتو السابقين، ثلاثة عشر من وزراء الخارجية الأميركية والدفاع السابقين ومستشاري الأمن القومي. وبحسب قولهم، فإنه في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يكون بمقدور العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة تعويض نفوذها، الذي ستفقده في العالم، وقد تُضعف أوروبا بدرجة خطيرة.
أما البريطانيون المشكّكون في الاتحاد الأوروبي، فيؤكدون أن أمن المملكة لن يتضرر، لأنها ستبقى عضواً في الناتو بغضّ النظر عن نتائج الاستفتاء.
من جانبه، أشار رئيس مركز الدراسات الأوروبية والدولية تيموفيه بورداتشوف إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدّد بالدرجة الأولى المصالح الأميركية لأن بريطانيا للولايات المتحدة هي أداة تأثير في الاتحاد الأوروبي، وإذا خرجت فلن يبقى من الحلفاء المقربين إلى واشنطن غير بولندا ودول البلطيق التي لا تتمتع بنفوذ كبير في الاتحاد الأوروبي.
ويذكر أن الاستفتاء سيُجرى في 23 حزيران المقبل إذ تشير الصحافة البريطانية إلى أن ديفيد كاميرون اضطر إلى هذا الإجراء نتيجة ضغوط من جانب ألمانيا، التي كما يقول وزير شؤون العمل والتقاعد البريطاني دونكان سميث، تمتلك في الاتحاد الأوروبي «حق الفيتو». وبالنتيجة، اضطرت لندن إلى التخلّي عن مطلبها الرئيس ـ وقف الهجرة إلى أوروبا، خلال المحادثات في شأن إعادة علاقات المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي.
وبدلاً من هذا المطلب، وافق كاميرون في القمة الأوروبية، التي عُقدت يومَي 18 و19 شباط الماضي على تشديد قوانين الهجرة، وذلك بعدم تقديم المساعدات الاجتماعية للمهاجرين القادمين من الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا ولكن هذا الإجراء قد لا يرضي الناخبين البريطانيين.
أما الباحثة يلينا أنانييفا من مركز الدراسات البريطانية، فتقول إن بريطانيا بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من حاجة الاتحاد إليها لأن بريطانيا بحاجة إلى ألمانيا باعتبارها من أنصار سياسة التقشف. وفي حال فوز المتشككين بالاتحاد الأوروبي، فإن ألمانيا ستبقى وحدها وجهاً لوجه مع أوروبا الجنوبية.
وتضيف أنانييفا أن هناك اختلافاً مبدئياً في موقف بروكسل ولندن من الهجرة: فمن وجهة نظر بروكسل العمال المهاجرون، هم مواطنون متنقلون في حين تعدُّهم لندن مهاجرين. مثلاً، في بريطانيا نحو مليون بولندي، يشكلون أكبر جالية فيها. وقد حدث احتكاك بين كاميرون والحكومة البولندية بسبب رغبته بتحديد هجرة البولنديين إلى بريطانيا.
لقد اضطر كاميرون إلى إجراء الاستفتاء لمنع حدوث انشقاق في حزبه. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 51 في المئة من سكان بريطانيا يؤيّدون البقاء في الاتحاد الأوروبي. ولكن يجب التعامل بحذر مع الاستطلاعات لأنها لا تأخذ بالاعتبار عدد الذين لم يحدّدوا رأيهم، أو نسبة المشاركة فيها.
«نوفيه إيزفستيا»: مأساة اللاجئين نتاج لاقتصاد الغرب وتدخّلاته
استطلعت صحيفة «نوفيه إيزفستيا» الروسية آراء ثلّة من الخبراء حول تقرير أعده السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون كرّسه للزيادة الحادة في عدد طالبي اللجوء والهجرة في العالم.
ومن بين الذين وقفت الصحيفة في تعليقها على آرائهم في هذا الصدد، تاتيانا لوكشينا مديرة برامج منظمة «هيومان رايتس ووتش» لدى روسيا الاتحادية، التي اعتبرت أن أسباب الهجرة والنزوح الرئيسة تكمن في النزاعات المسلحة، وقمع الأنظمة وأعمال الخطف والتعذيب التي ترغم سكان المناطق المضطربة على الهجرة وترك أوطانهم حفاظا على حياتهم، لا طلباً للعيش الرغيد.
وأكدت المسؤولية الأممية، أنه لو يتم احترام حقوق الانسان، ومحاسبة من ينتهكون القانون الإنساني وقوانين الحرب، لاضمحلت مسوغات الناس لفرارهم ورحيلهم عن مناطقهم.
وأضافت، أن أعداد اللاجئين تسجل زيادة مضطردة وحادة، الأمر الذي يستثني أي مبرّر لإصدار التوقعات المطمئنة على هذا الصعيد.
وعرّجت الصحيفة الروسية على تقرير بان كي مون الصادر في 10 أيار الجاري، والذي أشار فيه إلى أن عدد المهجّرين في العالم سيصل مع حلول عام 2050 إلى ما لا يقل عن 321 مليون نسمة إذا ما لم تتغير الأوضاع السائدة في العالم، ولم تخمد النزاعات وتحط الحروب أوزارها.
ولفتت «نوفيه إيزفستيا» النظر إلى توقيت تقرير بان كي مون، حيث يأتي عشية منتدى قضايا اللجوء والهجرة المزمع في 19 من أيلول المقبل في نيويورك.
ومن بين النقاط التي اقتطفتها الصحيفة من تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين والمهجّرين في العالم وصل السنة الماضية إلى 244 مليون نسمة، بزيادة قدرها 71 مليون نسمة، أو ما يعادل 41 في المئة قياساً بعد بعام 2000.
كما أشارت، وبحسب التقرير، إلى أن توقعات الخبراء ترجح استمرار الزيادة السكانية في العالم عموماً في المستقبل المنظور، ليصل تعداد آهلي الأرض مع حلول العام 2050 إلى زهاء 9.7 مليار نسمة، ما يعني أنه وإذا ما استمرت وتيرة النزوح والهجرة على حالها، فإن عدد اللاجئين والمهجّرين في العالم لن يقل عن 321 مليون نسمة مع حلول العام المذكور.
وفي تحليل مأساة اللجوء والهجرة في العالم ودوافعها، لفتت «نوفيه إيزفستيا» النظر إلى جملة من النزاعات المسلحة في العالم التي لم تلق حلا لها حتى الآن، وفي مقدّمها تلك الدائرة على أراضي أوكرانيا، وسورية والعراق واليمن، فضلاً عن الحروب الأهلية في ليبيا وبلدان الساحل الأفريقي والمواجهات القبلية في دول أفريقية أخرى، ناهيك عن الصراع الفلسطيني ـ «الإسرائيلي» الذي تمخّض عنه بضعة ملايين من اللاجئين.
ولم تهمل الصحيفة في تحليلها لدوافع اللجوء والهجرة، دور عصابات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات الهدام، بين العوامل الرئيسة التي تجبر الناس على البحث عن أماكن للعيش الآمن، في الدول ذات المنظومات الاقتصادية والاجتماعية الأفضل.
واستشهدت الصحيفة على هذا الصعيد بما أوضحه سيرغي تشيرنياخوفسكي البروفسور في كلية العلوم السياسية لدى جامعة موسكو الحكومية، حيث اختزل مسبّبات معضلة اللجوء والهجرة في عاملين اثنين، يكمنان في شكل الاقتصاد الغربي القائم على التمييز بين الدول، والتدخل الغربي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وأكد تشيرنياخوفسكي، أن جذور مشكلة اللاجئين والهجرة في العالم ضاربة في قصور منظومة الاقتصاد الغربي الذي تبلور في أعقاب الثورة الصناعية، حيث صار اقتصاد هذا البلد أو ذاك، وازدهار شعب أو آخر يعتمد على نسبة أصحاب الكفاءات المهنية بين المواطنين.
وأفرد تشيرنياخوفسكي كذلك، المشاكل الكامنة في منظومة العلاقات الدولية بحدّ ذاتها، إذ إنه رغم قدرة الأمم المتحدة على تسوية هذه المشكلة أو تلك في العالم أو تهدئتها، إلا أنها لم تقدّم حتى الآن آليات فعالة يمكن لها التأثير في مشكلة اللجوء والحد منها، فضلاً عن أن بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وحلفاءها، تشجع على الحروب والصدامات المسلحة في الكثير من الحالات.
واعتبر أن ما تشهده سورية خير مثال على ذلك، إذ لم تندلع في هذا البلد الحرب أبداً لولا تدخل الولايات المتحدة والسعودية وتركيا فيها، حين كانت أزمتها في بداياتها الأولى، فيما وصل الأمر في أوكرانيا إلى ما هو أبعد من ذلك، وخلص إلى الانقلاب على السلطة الشرعية فيها. جميع هذه الممارسات والعوامل تفضي وبشكل حتمي إلى زعزعة الأوضاع الداخلية في هذا البلد أو ذاك، ما يتمخض عنه نزوح الآلاف والملايين وتحولهم إلى لاجئين.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: قمة لندن تنطلق بفضيحة
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى القمة التي تعقد في لندن والمكرّسة للفساد، مشيرة إلى أن مكافحي الملاذات الضريبية يدعون إنكلترا إلى بسط النظام في دارها.
وجاء في المقال: افتتح رئيس وزراء بريطانيا يوم أمس المؤتمر الدولي المكرّس للفساد. ومن مهمات المؤتمر وضع التدابير اللازمة لفضح المحتالين ومعاقبتهم أينما اختبأوا. وشارك في المؤتمر عدد من رؤساء الدول. وفيما مثل الولايات المتحدة وزير خارجيتها جون كيري، حضر المؤتمر عن روسيا نائب وزير الخارجية أوليغ سيرومولوتوف. وقد أعلنت موسكو عن سعيها إلى توسيع التعاون مع باقي الدول في هذا المجال. وهذا مهمّ جدّاً لأن أوليغارشيي روسيا يخفون أموالهم المسروقة في الخارج، وبشكل خاص في المملكة المتحدة ومستعمراتها السابقة.
وقد بدأت لندن تحضر لهذا المؤتمر، أو كما يطلق عليه «قمة الفساد» منذ عدة أشهر. وبحسب صحيفة «غارديان» البريطانية، فقد صاغت الحكومة البريطانية مقترحات عدّة في شأن اجتثاث هذا الشر، الذي أصاب البلدان الفقيرة والغنية على حدّ سواء. ومن بين هذه المقترحات إنشاء وكالة دولية لمكافحة الفساد.
ولكن ديفيد كاميرون دسّ السمّ في الدسم أثناء اجتماعه مع الملكة إليزابيث الثانية في القاعة أمام عدسات المصورين وأجهزة التسجيل الصوتية، عندما أعلن أن عدداً من زعماء البلدان، التي ينتشر فيها الفساد سيحضرون هذه القمة. وأن نيجيريا وأفغانستان هما الأكثر فساداً في العالم.
بيد أن الملكة لم تردّ على تعليق رئيس الحكومة لكن رئيس أساقفة كانتربري جيستين ويلبي، الذي كان حاضراً الاجتماع، قال إن الرئيس النيجيري الحالي محمد بخاري في الواقع ليس فاسداً.
وحضر محمد بخاري والرئيس الأفغاني أشرف غني هذا المؤتمر. وقد ردّ الجانب النيجيري فوراً على تصريحات كاميرون إذ أعلن ممثل رئيس الدولة أن كاميرون يشير إلى ماضي البلاد لا إلى حاضرها. كما ردّت منظمة «الشفافية الدولية» غير الحكومية على كاميرون بأن الفساد يؤثر في المملكة المتحدة أيضاً، لأن غالبية مستعمراتها السابقة الواقعة وراء البحار مشهورة بكونها المكان الذي يُخفي فيه النصابون ثرواتهم.
من جانبه، أشار لانر سوراج، رئيس جمعية شبكة المجتمع المدني لمكافحة الفساد، إلى أن كاميرون لا يملك معنوياً الحق في اتهام نيجيريا، لأن معظم الأموال المسروقة منها مخبأة في إنكلترا.
وتحاول وسائل الإعلام معرفة ما إذا كان تصريح كاميرون عفوياً أم مقصوداً.
ومهما كان الأمر، فإن بياناً للخارجية الروسية يشير إلى أن موسكو مهتمة بمسألة التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد التي سيناقشها المؤتمر.
ولكن العلاقات البريطانية ـ الروسية تأزمت في الفترة الأخيرة. فهل ثمة فرصة للتوصل إلى تفاهم متبادل مع لندن؟
يقول الصحافي أندريه أوستالسكي، الذي يعمل في بريطانيا: بما أن ستالين وتشرشل اتّحدا ضد هتلر، فإن توحيد الجهود ضد هذه الآفة ممكن وضروري. ولكن، لا ثقة متبادلة بين البلدين. ففي بريطانيا كُتب الكثير عن الفساد في روسيا المعاصرة ومدى عمق جذوره. وبعد نشر «وثائق بنما» بدأت تظهر أنباء تشير إلى أن الفساد ينخر في اقتصاد روسيا ونظامها السياسي. لذلك فإن ما قيل في الكرملين وفي المحافل الدبلوماسية لا يبعث على ثقة المجتمع والزعماء السياسيين لأن البريطانيين لا يشعرون بجدّية نوايا السلطات الروسية في مكافحة هذه الآفة.
ولكن، إذا اتّخذت خطوات عملية، فإن لندن ستكون مستعدّة للعمل معاً.
وبالطبع، فإن في بريطانيا أيضاً ما يستحق عمله. إذ عليها أن تفكر بسبب تحول جزر فرجينيا البريطانية إلى ملاذ رئيس للأموال الروسية التي يثير مصدرها الشكوك. ولكن ليس الأموال الروسية فقط، لأن هذه الجزيرة أصبحت ملاذاً ضريبياً حيث يمكن التخلّص من مراقبة الأجهزة الأمنية.
وأضاف: حقاً إن جزر فرجينيا وغيرها من المستعمرات البريطانية السابقة الواقعة وراء البحار، ذات إدارة ذاتية، وعملياً هي شبه مستقلة. أي لا يمكن لبريطانيا أن تفرض عليها أيّ شيء بصورة مباشرة. ولكن حدث أن أُجبرت على التخلّي عن حكم الإعدام خلافاً لرغبة سكانها، وكذلك اعتبار حبّ المثليين جريمة.
ويختتم أوستالسكي حديثه، أي أن هناك سوابق. لذلك يجب أن تُظهر الحكومة البريطانية إرادة سياسية، لتكون مثالاً لبلدان رابطة الدول المستقلة وروسيا. لأن الفساد يلتهم الثروات ويعرقل تطوّر البشرية.